عالم الكرى وعالم اليقظة
قد وجدت السهد أهدى للأسى
ووجدت النوم أشجى للحشى
شد ما يظلمنا الدهر أفي
يقظة دنيا وأخرى في الكرى
ويل هذا القلب من صرفهما
لا الكرى أمن ولا السهد حمى
الردى — إن كان لا منجى — الردى
إنه للنفس غوث ونجا
إن للأحلام أمًّا طرقت
نفَسًا مرًّا ودمعًا ولظى
كم غدا الخاطر في يقظتهْ
حاملًا منها كأجبال الصفا
كم غدونا نشتكي من بعدها
نغرة الجرح الذي كان أوى
شاطرتنا عيشنا فيما مضى
فهْي بعض ما طوى منا البلى!
أتقيها والكرى يقذف بي
وأغض الطرف والقلب يرى
وعلى ما عذبت أو ملحت
حرقة الصدر نصيبي والظما
كلما قلنا نسينا قدحت
من دماء القلب نيران الأسى
خلق المقدار منها عالمًا
يقهر النفس بسلطان الجوى
يا بنات النوم ما لي أرتعي
في حماك الهم ممرور الجنى
أبنات النوم تسطو في الكرى
وبنات الدهر تسطو بالأذى
أين يا سائقنا أين بنا
شد ما أنهكنا طول السرى