ما بعد الانهيار
هناك إجماع على أن «الفوضى العارمة» غيَّرت جميع أشكال الحضارة الإنسانية تغييرًا شديدًا. ولم تنجُ أي شريحة من شرائح المجتمع من تبعاتها. وقد كان العامل الدافع للانهيار السريع نسبيًّا للبنية التحتية المؤسسية القائمة هو انهيار السوق وما عقبه من انهيار النظام المالي العالمي؛ ومع ذلك فلم تكن تلك الأحداث في حد ذاتها قادرة على إدخال العالم في فترة كساد غير مسبوق. وقد كاد أن يكون ما تلا الأزمة الاقتصادية الأولى ليس إلا مزحة مضحكة لولا فقدان العديد من الناس حياتهم نتيجة للتخطيط السيئ. لقد أنكر قادة العالم السياسيون غير الأكْفاء وجود المشكلات الاقتصادية القائمة في بادئ الأمر أو تجاهلوها، ثم بالغوا في ردة فعلهم لتلك المشكلات باتخاذ مجموعة من الإجراءات الفردية التي كانت تتصف بالبلبلة وعدم الاتساق أو إحدى الصفتين، وفي نهاية الأمر ألقوا بأسلحتهم في يأس، في حين أخذت الأزمة العالمية في التفاقم والتوسع. وباءت بالفشل جميع الجهود الرامية للوصول إلى حلول دولية نتيجة للحاجة المتزايدة لكل أمة مستقلة للاستجابة لجمهور الناخبين بها.
وقد جرى التوصل إلى إدراك متأخر بأنه من الواضح أن تجميع دول العالم تحت مظلة الدولية الذي حدث خلال القرن الحادي والعشرين يعاني على الأقل نقيصة واحدة حيوية. ومع أن العديد من الأنشطة — ومن أهمها الاتصالات والتجارة والنقل (بما في ذلك الفضاء) وقانون النقد وحفظ السلام وتبادل المعلومات وحماية البيئة — أصبحت دولية بالفعل (بل أيضًا عابرة للكواكب، فيما يتعلق بالمستعمرات الفضائية)، فإن أغلب الاتفاقيات المنشِئة لتلك المؤسسات الدولية اشتملت على ملاحق منحت الأمم المنفردة حق الانسحاب منها بموجب إشعار قصير المدة نسبيًّا، في حالة لم تعد السياسات المعلنة بموجب تلك الاتفاقات «تخدم مصالح» تلك الدولة المعنية. فباختصار، يحق لكل دولة مشاركة في خلق الكيان الدولي أن تلغي ارتباطها القومي من جانب واحد عندما تصبح غير راضية عن أعمال المجموعة الدولية.
وكانت السنوات السابقة للاتصال بمركبة راما الفضائية الأولى في بداية عام ٢١٣٠ تتسم باستقرار ورخاء فائقين. فبعد أن تعافى العالم من الأثر المدمر للمذنب قرب مدينة بادوا بإيطاليا عام ٢٠٧٧، ساد معدل نمو معتدل لمدة نصف قرن كامل. وباستثناء بعض حوادث الركود الاقتصادي القصيرة نسبيًّا وغير الحادَّة، تحسنت أحوال المعيشة في مجموعة كبيرة من الدول خلال تلك المدة. ومع اندلاع حروب فردية، واضطرابات مدنية من وقت إلى آخر في الدول النامية بصورة رئيسية، فقد استطاعت الجهود المتضافرة لقوات حفظ السلام الدولية دائمًا احتواء هذه المشكلات قبل أن تتفاقم. ولم تقع أي أزمات جسيمة كان من شأنها وضع استقرار الآليات الدولية الجديدة على المحك.
وعقب مواجهة مركبة راما الفضائية الأولى مباشرة، كان هناك تغيرات سريعة في النظام الحاكم الرئيسي. وكان أولها استنفاد مخصصات الطوارئ الخاصة بتشغيل محطة الرادار إكسكاليبور وغيرها من المشروعات الضخمة ذات الصلة بالمركبة راما لجميع عوائد البرامج القائمة. وفي بداية عام ٢١٣٢، ثارت ضجة عارمة تنادي بخفض الضرائب بهدف توفير مزيد من الأموال في أيدي الأفراد، مما أدى إلى خفض المخصصات الخاصة بالخدمات الضرورية بصورة أكبر. وفي أواخر عام ٢١٣٣ أصبح لدى أغلب المؤسسات الدولية الحديثة نقص في العمالة وأصبحت غير فعالة. ونتيجة لذلك انهار السوق العالمي في ظل أجواء يسيطر فيها على عقول الشعب شعور متنامٍ بالشك في شبكة المنظمات الدولية كافة. وباستمرار الانهيار المالي كان من السهل على الدول المستقلة أن تتوقف عن الإسهام في صناديق الأموال المخصصة للمنظمات العالمية، التي كان من الممكن أن تمنع وقوع الكارثة التي حدثت لو أنها استُخدمت بصورة جيدة.
وسُجلت الأحداث المرعبة التي صاحبت «الفوضى العارمة» في آلاف النصوص التاريخية. ففي السنتين الأوليين كانت معدلات البطالة وحالات الإفلاس المتزايدة هي المشكلات الرئيسية — على مستوى كلٍّ من الأشخاص والشركات — لكن هذه المشكلات المالية بدت غير مهمة أمام استمرار تضخم أعداد المشردين والجياع. فظهرت المجتمعات التي تسكن الخيام والصناديق في المتنزهات العامة في جميع المدن الكبرى بحلول شتاء ٢١٣٦-٢١٣٧، وتجاوبت الحكومات المحلية عن طريق بذل جهود مضنية وشجاعة بهدف إيجاد طرق لتزويدهم بالخدمات. وكان الغرض من تلك الخدمات الحد من الصعاب التي خلقها وجود تلك الجموع من الأفراد العاطلين عن العمل الذين يعانون نقصًا في التغذية، ومن المفترض أن يكون وجودهم ذلك مؤقتًا. لكن عندما لم ينتعش الاقتصاد لم تختفِ المجتمعات القذرة ذات الخيام. بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة المدينة، وأخذت تنمو كالسرطان لتصبح قائمة بذاتها، وتمتلك مجموعة كاملة من الأنشطة والاهتمامات المختلفة تمامًا عن أنشطة واهتمامات المدن التي تحتضنها بين طياتها. وبمرور الوقت وبتحول المجتمعات المقيمة في الخيام إلى حالة يائسة وهائجة من الغليان، هددت تلك المجتمعات الجديدة المتمركزة في وسط المناطق الحضرية بأن تثور مدمرة الكيانات التي كانت تسمح لها بالوجود. وبالرغم من وجود القلق الناجم عن التهديد المستمر بوقوع فوضى في المدينة، فقد نجح العالم بشق الأنفس في النجاة من وحشية الشتاء القارص في ٢١٣٧–٢١٣٨ دون المساس — إلى حدٍّ ما — بالبناء الأساسي للحضارة الحديثة.
في بداية عام ٢١٣٨ وقعت سلسلة مدهشة من الأحداث في إيطاليا. وقد شغلت تلك الأحداث — التي تركزت حول شخص واحد يُدعى مايكل بالاتريسي، وهو راهب فرنسيسكاني شاب، وعُرف بعد ذلك باسم القديس مايكل من كاتدرائية سيينا — انتباه العالم وأحبطت بصورة مؤقتة تفكك المجتمع. كان مايكل مزيجًا رائعًا من العبقرية والروحانية والمهارات السياسية، ومتحدثًا بالعديد من اللغات، وذا جاذبية خاصة، وإحساس سديد بالغاية والتوقيت. وقد ظهر على الساحة العالمية فجأة في مدينة توسكاني — وقد بدا كما لو أنه ظهر من العدم — برسالة دينية مخلصة اخترقت قلوب وعقول العديد من المواطنين المذعورين أو المحرومين من حقوقهم أو الذين يعانون الأمرين معًا. فانتشرت رسالته بسرعة مذهلة وبصورة تلقائية دون الالتفات إلى الحدود الدولية. وأصبح يمثل تهديدًا محتملًا لجميع القادة الموجودين تقريبًا نتيجة لدعوته الحازمة لمواجهة المشكلات المحدقة بالجنس البشري بصورة جماعية. وعندما استشهد في شهر يونيو عام ٢١٣٨ في ظل ظروف مروعة، بدا كما لو أن آخر بارقة أمل للبشرية تتلاشى. لقد تفتت العالم المتحضر — الذي كان متماسكًا لعدة أشهر بوميض أمل وخوف طفيف من التقاليد — فجأة إلى أجزاء متناثرة.
لم تكن الحياة في السنوات الأربعة التي امتدت من ٢١٣٨ إلى ٢١٤٢ جيدة. وكانت الويلات التي تعانيها البشرية لا حد لها تقريبًا. وانتشرت المجاعات والأمراض والجريمة في كل مكان. وكانت الحروب والثورات الصغيرة أكثر من أن تُحصى. وكان هناك شبه انهيار كلي في المؤسسات التقليدية للحضارة الحديثة، مما أدى إلى خلق حياة وهمية للبشر كافة في جميع أنحاء العالم ما عدا الصفوة القليلة القابعين في منتجعاتهم الحصينة. لقد ضل العالم السبيل، ووصل إلى أقصى مراحل الفوضى. وفشلت محاولات المجموعات الحسنة النية من المواطنين في حل المشكلات التي تواجههم؛ نظرًا لأن الحلول التي توصلوا إليها كانت لا تغطي سوى النطاق المحلي في حين كانت المشكلات عالمية.
وامتدت «الفوضى العارمة» أيضًا لتصل إلى المستعمرات البشرية في الفضاء، واضعةً نهاية فصل عظيم في تاريخ الاستكشاف. وما إن انتشرت الكارثة الاقتصادية في كوكب الأرض حتى أصبحت المستعمرات المتناثرة حول النظام الشمسي، التي كان استمرارها يحتاج إلى المال والإمدادات والأفراد بصورة منتظمة، كربيب الأرض المنسي. ونتيجةً لذلك عاد ما يَقرب من نصف سكان المستعمرات إلى الأرض بحلول عام ٢١٤٠؛ نظرًا لتدهور أحوال المعيشة في منازلهم المجهزة بالمستعمرات، إلى درجة أنهم فضَّلوا مواجهة الصعاب التي سيتعرضون لها لإعادة التكيف مع جاذبية كوكب الأرض والفقر المدقِع المهيمن على العالم أجمع عن البقاء في المستعمرات، والموت على الأرجح. وقد زادت عملية الهجرة في ٢١٤١ و٢١٤٢، وهما عامان شابتهما أعطال ميكانيكية في الأنظمة البيئية الاصطناعية الموجودة في المستعمرات، وكانا بداية لنقصٍ حادٍّ في قِطع غيار المركبات الآلية المستخدَمة في الحفاظ على المستعمرات الجديدة.
وبحلول عام ٢١٤٣ لم يبقَ إلا مجموعة ضئيلة جدًّا من المستعمرين الأشداء في القمر وكوكب المريخ. وأصبحت الاتصالات بين الأرض والمستعمرات متقطعة وغير منتظمة. فلم تعد الأموال اللازمة حتى للحفاظ على طرق الاتصال اللاسلكية بالمستعمرات النائية متوافرة. وقد توقفت «منظمة الكواكب المتحدة» عن العمل منذ سنتين. ولم يكن هناك اجتماعات بين البشر لتناول المشكلات التي يتعرض لها الجنس البشري، وحتى مجلس الحكومات لم يتكون إلا بعد مرور خمس سنوات. وقد كافح سكان المستعمرتين المتبقيتين عبثًا للبقاء على قيد الحياة.
وفي السنة التالية — ٢١٤٤ — انطلقت آخر بعثة فضائية كبيرة تحتوي على طاقم من الجنس البشري في تلك المرحلة. وكانت بعثة إنقاذ تقودها سيدة مكسيكية تُدعى بينيتا جراسيا. وقد استطاعت بينيتا، باستخدام مركبة إنقاذ فضائية صُنعت في عجالة من قِطع بالية وبالاستعانة بطاقم مكوَّن من ثلاثة رجال، أن تصل إلى المدار الجغرافي الثابت للسفينة المعطلة «جيمس مارتن»، وهي آخر مركبة نقل عاملة بين الكواكب، وتمكنت من إنقاذ أربعة وعشرين شخصًا من أصل مائة سيدة وطفل أُعيدوا من كوكب المريخ إلى الوطن. ويرى كل مؤرخ لأحداث الفضاء أن عملية إنقاذ ركاب السفينة «جيمس مارتن» كانت نهاية لعهد انقضى. وفي ستة أشهر أُخليت جميع محطات الفضاء المتبقية، ولم يغادر أي إنسان كوكب الأرض متجهًا إلى الفضاء إلا بعد مرور ما يَقرب من أربعين سنة.
وبحلول عام ٢١٤٥ بدأ العالم المتصارع يرى أهمية بعض المنظمات الدولية التي جرى تجاهلها وتهميشها في بداية مرحلة «الفوضى العارمة». وبدأ أنبغ أفراد الجنس البشري في إدراك أنه لن يُستعاد أي شكل من أشكال الحياة المتحضرة إلا عن طريق مهاراتهم الجماعية، وذلك بعد أن تجنبوا أي مشاركة شخصية في السياسة في العقود الأولى المعتدلة من ذلك القرن. وفي بداية الأمر لم تحقق الجهود التعاونية الضخمة إلا نجاحًا متواضعًا، لكنها أعادت إشعال بريق الأمل في روح البشر، وبدأت عملية التجديد. وببطء شديد بدأت عناصر الحضارة الإنسانية تعود إلى مكانها الطبيعي.
وقد مر عامان آخران قبل أن يظهر الانتعاش الاقتصادي العام أخيرًا في الإحصاءات الاقتصادية. وبحلول عام ٢١٤٧ تضاءل إجمالي الناتج العالمي بنسبة ٧٪ عن معدلاته منذ ست سنوات. وبلغ متوسط نسبة البطالة في الدول المتقدمة ٣٥٪، ووصل مجموع الذين يعانون البطالة والذين يعملون بدوام غير كامل إلى ٩٠٪ من عدد السكان في بعض الدول النامية. ويُقدَّر عدد الذين ماتوا بسبب الجوع عام ٢١٤٢ المأساوي وحده بمائة مليون شخص، وذلك عندما تعرَّضت المناطق الاستوائية من العالم إلى جفاف عظيم مصحوبًا بمجاعة. إن الارتفاع الضخم في معدل الوفَيات الذي نتج عن العديد من الأسباب، والانخفاض الكبير في معدل المواليد (فمن ذا الذي كان يرغب في إنجاب طفل في هذا العالم البائس!) قد تسبَّبا في فقدان مليار من سكان العالم في العقد الذي انتهى عام ٢١٥٠.
لقد تركت تجربة «الفوضى العارمة» جرحًا غائرًا في جيل بأكمله. وبمرور السنوات، وبلوغ الأطفال الذين وُلدوا عقب تلك التجربة سن المراهقة، اصطدم أولئك الأطفال بآباء حذرين لدرجة مرَضية. فكانت حياة المراهقين في ستينيات القرن الثاني والعشرين، وحتى في سبعينيات القرن نفسه، تتسم بالصرامة الشديدة. فالذكريات الأليمة التي تركها زمن «الفوضى» على جيل الآباء ظلت تطاردهم وجعلتهم شديدي الصرامة في تطبيق الرقابة الأبوية على أبنائهم؛ الجيل الذي بلغ سن الرشد وجعله متشددًا في تطبيقه للتهذيب الأبوي. فالحياة في نظرهم لم تكن مجرد نزهة في مدينة ترفيهية. بل كانت مسألة خطيرة، ولا يمكن تحقيق السعادة بها إلا عن طريق مزيج من القيم الثابتة وضبط النفس والتزام راسخ بهدف يستحق الجهد المبذول في سبيل تحقيقه.
وهكذا كان المجتمع الذي بزغ في سبعينيات القرن الثاني والعشرين مختلفًا تمامًا عن المجتمع الداعي إلى التحرر الذي ساد قبل خمسين عامًا. وقد شهدت العديد من المؤسسات العريقة، مثل الدولة القومية والكنيسة الكاثوليكية والملكية البريطانية، نهضة خلال مدة نصف القرن تلك. وقد ازدهرت تلك المؤسسات لأنها تكيفت بسرعة مع الأوضاع، واضطلعت بدور قيادي في عملية إعادة الإعمار التي تلت مرحلة «الفوضى».
وبنهاية سبعينيات القرن الثاني والعشرين، عندما عاد نوع من الاستقرار إلى الكوكب، بدأ يظهر الاهتمام بالفضاء مرة أخرى. وأطلقت وكالة الفضاء العالمية التي أعيد تشكيلها — وهي أحد الأقسام الإدارية التابعة لمجلس الحكومات — جيلًا جديدًا من أقمار الرصد والاتصالات. كان النشاط الفضائي في بادئ الأمر يتصف بالحذر، وكانت الميزانية المخصصة له ضئيلة جدًّا. ولم تشارك فيه بصورة فعلية إلا الدول المتقدمة. وعندما استأنفت الرحلات المأهولة عملها ونجحت، وُضِع جدول متواضع للمهام التي من المُزمَع تنفيذها في تسعينيات القرن الثاني والعشرين. وافتُتحت أكاديمية فضاء جديدة لتدريب الرواد اللازمين للقيام بتك المهام عام ٢١٨٨، وتخرجت أول دفعة منها بعد أربع سنوات.
أما على كوكب الأرض فكان معدل النمو بطيئًا للغاية، لكنه في الوقت نفسه كان يتسم بالثبات وإمكانية التنبؤ به في الجزء الأكبر من السنوات العشرين التي سبقت اكتشاف سفينة الفضاء راما ٢ عام ٢١٩٦. ومن الناحية التقنية كانت البشرية قد وصلت عام ٢١٩٦ تقريبًا لنفس المستوى من التقدم الذي كانت عليه منذ سبعين عامًا، عندما ظهرت سفينة الفضاء الأولى، لكن تجربة الرحلات الفضائية الحديثة كانت أقل كثيرًا في وقت المواجهة الثانية مع السفينة راما. أما في عدد من المجالات التقنية الحيوية، مثل الطب وإدارة المعلومات، فكان المجتمع الإنساني الذي عاصر العقد الأخير من القرن الثاني والعشرين أكثر تقدمًا مما كان عليه عام ٢١٣٠. وقد كان هناك عامل اختلاف واضح بين الحضارتين اللتين واجهتا مركبتَي راما ١ وراما ٢، ألا وهو أن العديد من البشر الذين كانوا أحياءً عام ٢١٩٦، ولا سيما الذين كانوا كبارًا ويشغلون مناصب تسيطر على عملية اتخاذ القرارات في النظام الحاكم، قد عاصروا بعض السنوات التي كانت فيها «الفوضى العارمة» المؤلمة في أوجها. وكانوا يدركون معنى الخوف. وقد أثرت تلك الكلمة القوية «الخوف» في مشاوراتهم وهم يناقشون الأولويات التي يجب أن تسيطر على مهمة بشرية للقاء سفينة الفضاء راما ٢.