الدين والثقافة والسياسة في الوطن العربي
«ليس من المعقول إذَن أن تُبنى الجوامع بالرخام والمرمر والأنوار الساطعة وَسْط المناطق العشوائية والكهوف والمجاري الطافحة ونقص المياه وظُلمة الليل. إن تحقيق الخدمات العامة الأساسية أَولى من عزل الدين عن الحياة في مسجد، حتى ولو كان تحفةً جمالية، هِبةً من غني أو قبرًا لولي أو مزارًا للصالحين.»
يَجمع المفكر «حسن حنفي» في هذا الكتاب مجموعةً كبيرة من المقالات كان قد سبق له نشرُها بجريدة البيان الإماراتية طوال عام ١٩٩٦م، فضلًا عن بعض المقالات التي مُنعت من النشر، مثل مقالة بعنوان «العرب وتركيا»، وأخرى بعنوان «العرب وإيران»، وثالثة بعنوان «الدين في الأمثال العامية»، ورابعة بعنوان «التنوير والتثوير»، ومقالات أخرى حرص الكاتب على خروجها إلى النور. وجاء العنوان مناسبًا لمحتوى المقالات التي تناولت الدين والسياسة لكونهما عاملَين جوهريَّين في تشكيل الوعي والثقافة، وتطرَّق إلى الحياة الدينية والأوضاع السياسية في العالم العربي عامةً، ومصرَ خاصةً. ولطالما كانت العلمانية والسلفية والأصولية الشغلَ الشاغل له؛ فقد أفرد لها مساحةً كبيرة من المقالات، واختتم الكتاب بسلسلة مقالات كتبها يوميًّا خلال شهر رمضان، تناول خلالها العادات الاجتماعية والطقوس الشعبية التي ارتبطت به.