تصدير
الفصول الأربعة الأولى «العرب والوعي التاريخي»، «صحوة مصر»، «صحوة العرب»، «العرب والعالم» في التحليل السياسي المباشر. والفصول الثلاثة التالية «الثقافة والسياسة»، «السلفية والعلمانية» (تحليل الشعارات)، «السلفية والعلمانية» (الاختلاف والاتفاق) في الثقافة السياسية. والفصلان الأخيران «ما بعد الأصولية»، «رمضانيات» أقرب إلى الثقافة الدينية السياسية.
وهنا تبرز قضية المفكر والسلطة السياسية غير المباشرة عبر رؤساء التحرير. هل مهمة المقال السياسي تبرير النظم القائمة أم ترشيدها ونقدها في إطار من الشرعية والعلنية بدلًا من النزول تحت الأرض وتحيُّن الفرصة للانقضاض عليها أو النيل من هيبتها؟ هل رسالة المقال السياسي الدفاع عن السياسات القائمة أم التبصرة برؤية المستقبل والتوجيه في رؤية استراتيجية على الأمد الطويل؟
وهل يقبل المفكر العربي أن تستعمله السلطة السياسية من خلال صفحات الرأي في الصحف اليومية، يُسمح بالمقال حين الرضا ويُمنع حين السخط؟ ألَا تستعمل السلطة السياسية المفكر من خلال المنبر الإعلامي، ولا يستعمل المفكر المنبر الإعلامي من أجل ترشيد السلطة وبلورة الوعي السياسي؟ هل المفكر أجير أُسوةً بالعامل المهاجر أم هو صاحب رسالة لا يعمل إلا عند الضمير؟
أليس من الأجدى بعد شهادة عام على العصر، التركيز على الأعمال العلمية التكوينية على الأمد الطويل؟ أليست الشهادة على التاريخ أبقى من الشهادة على العصر؟
وهي شهادة على العصر، وخطاب للناس، غير متوجه للمتخصصين، بل إلى الجماهير العربية، مساهمة في توضيح وعيها السياسي بأبعاده الثقافية والدينية والتاريخية، محاولة للجمع بين رسالة العالِم وهموم المواطن، ودرءًا لتهمة البرج العاجي التي تلصق بالفلاسفة.
وبهذا المعنى قد تأخذ «نداءات إلى الأمة الألمانية لفشته» دلالةً جديدة؛ من فلسفة المقاومة في ألمانيا المحتلة إلى فلسفة الصمود في الوطن العربي الحزين.
والكتابات المتوسطة مثل: «دراسات إسلامية»، «دراسات فلسفية»، «قضايا معاصرة» (جزءان)، «هموم الفكر والوطن» (جزءان)، «جمال الدين الأفغاني»، «حوار الأجيال»، «حوار المشرق والمغرب» (بالاشتراك مع الجابري)، «الحوار الديني والثورة» (بالإنجليزية)، «الإسلام في العالم الحديث» (جزءان) (بالإنجليزية).
والكتابات الشعبية مثل: «الدين والثورة في مصر» (ثمانية أجزاء)، «اليسار الإسلامي» (مجلة، العدد الأول)، وتحقيقاتنا لنصين للخميني «الحكومة الإسلامية»، «جهاد النفس أو الجهاد الأكبر»، وهذا الكتاب «الدين والثقافة والسياسة في الوطن العربي».