الفُرسان الثلاثة
«كان فرسانُ الملِك جماعةً من الرجال البواسِل المستهترين غير المهذَّبين تمامًا، وعلى استعدادٍ لمواجَهة أي شخص، فيما عدا رئيسهم السيد دي تريفي. كانوا يُشاهَدون في كل مكان يضحكون ويتكلمون بأصواتٍ صاخبة، ويَفتلون شواربهم، ويَصِلُّون بسيوفهم. وفوق كل شيء، كان يَحلو لهم أكثرَ من أي شيءٍ آخَر أن يتحرَّشوا بحرَس الكاردينال، حين يَلتقونهم بمحض الصُّدفة.»
شَهِدت فرنسا في عهد الملك «لويس الثالث عشر» خلال القرن السابع عشر صراعًا بين السيد «دي تريفي» قائد الحرس الملكي وأوفى رجال الملِك، وبين رئيس الوزراء الكاردينال «ريشلييه» الذي كان يسعى إلى الانقلاب على الملِك والاستيلاء على العرش. وكان للسيد «دي تريفي» فرسانٌ ثلاثة، هم «آثوس» و«بورثوس» و«أراميس»، اتَّسموا بالشجاعة والقوة والوفاء الشديد لسيدهم، وكانوا خيرَ عونٍ له في صراعه مع الكاردينال، وفي أثناء هذا الصراع بزَغ نَجمُ فارسٍ آخَر هو «دارتانيان»، كان قد وصل لتوه إلى باريس قاصدًا السيد «دي تريفي»، بهدف الانضمام إلى رجاله، وبمجرد وصوله ينضمُّ إلى الفرسان الثلاثة لتبدأ مرحلةٌ جديدة في الصراع، نجومُها هؤلاء الفرسان الأربعة.