صندوق لا يتسع للأحلام: مجموعة قصصية
«يَعلَم حينها أنه لم يكُن محظوظًا ﮐ «الشاطر حسن»؛ فالأميرة ما عادَت يَكفيها دعابةٌ لإضحاكها، ولم يَعُد هناك عرَّابة لتَنصحَه بمكان دوائها، وأن والِدها بنى أسوارًا حول مَملكتها لمنع اختلاطها بالعامَّة.»
تتميَّز القصةُ القصيرة عن غيرها من الألوان الأدبية بأنها تُعبِّر بشكلٍ مُكثَّف عن الأفكار، وبكلماتٍ قليلة تصل الفكرة إلى القارئ، وربما تصل بألفِ معنًى، وهذا مَكمَن القوة فيها، وكأنها بيتٌ من الشعر يلمس كلَّ مرة وترًا مختلفًا لدى المُتلقِّي. وفي مجموعتها القصصية الثانية تَعبُر بنا «شرين يونس» إلى ضِفافها الخاصة، وتُطلِعنا على ما يُشبِه اليوميات القصصية، التي تتَّسم بالإيقاع السريع وبعض الغموض؛ ففي «صندوق لا يتسع للأحلام» نَلمس اصطدامَ الأحلام بواقع البطلين حين يتقدَّم بهما العمر ولا يعود ثَمةَ مكانٌ لأحلام طفولتهما. وفي قصتها «المفكر الكبير» تبرز مشكلة البحث العلمي في مصر وخداعه، عبر كوميديا سوداء من مشهدٍ واحد، وتختم مجموعتَها بمعاناة «عم رشاد» السايس بطلِ قصة «واجهة زجاجية» الذي يُغيِّبه المرض، بعد أن سُجِن ابنه ظلمًا وتُوفِّيت زوجته.