قطعة سكر
بدأتْ كمُداعَبة منكِ، حتى أدمنت أنا تلك العادة، أحمل إليكِ مشروباتي، تزحف إلى شفتَيكِ لتختلس منها قطعة سكر. تضحكين، وتسألين بدلالٍ عمَّن سرق قطعة السكر، وخبَّأها بين حبَّاتكِ اللؤلئية. أغار حينها من الكوب لحظِّه الوافر في أن ينهل من حلاوتكِ بلا رقيب.
أُدغدغكِ، فتنثرين ضحكاتكِ الحلوة، تُسْكرينني ببراءتها. وحينما تبدئين ثرثرتكِ، أسجِّل كلماتك المدلَّلة، فيما تُحاولين إخفاء وجهكِ عن عدستي، وأنت تشتكين عرج لسانكِ، فأذكِّركِ بخبث بغروركِ مع جنيَّة الأسنان، وإخفائكِ لسنِّكِ الساقطة واستئثاركِ به، فتردِّين ببراءةٍ إنك أردت إهداءه لدميتكِ؛ لفقر فمها.
الآن، أُراقب مؤشرات ذلك الجهاز اللعين وهو يكشف سر حلاوتكِ المُفرِطة؛ وجهكِ الشاحب، وكل تلك الأسلاك التي تذوِّب سكَّركِ. من خلف هزالكِ، تسألينني بجزعٍ هل تستطيعين الاستمرار في عادتكِ؟
ما زال الكوب يحتفط ببصمة شفتَيكِ. أصبح باردًا، شاخ على منضدته، ومرارته ملأت الحلق في انتظارك. في انتظار قطعة السكر.