كيف يكون الطفل بارًّا؟
ج: لم أكن غير طفل …
ج: أريد أن أكون طفلًا بارًّا.
ج: أكون طفلًا بارًّا إِذا سعدت بي أمي ولم يشقَ بي أبي.
ج: لأنهما باران بي.
ج: إِن أبي يحبب إِليَّ العمل والاستقامة، والطيبة والصدق، والقناعة، والتبصر.
ج: أبي يعلمني الاستقامة بحرصه على أن لا يخطئ في حق غيره، وطالما سمعت الناس يذكرونه بالخير ويقولون إِنه رجل مستقيم.
ج: يعلمني أبي الطيبة باهتمامه بشئون والدتي واحترامها وبعطفه عليَّ وعلى إِخوتي وأخواتي واعتنائه بالجميع.
ج: أبي يعلمني القناعة لأنه يعطي والدتي أجره في كل أسبوع لا يؤثر نفسه بشيء منه.
ج: يعلِّمني أبي التبصر لأنه يقتصد في كل أسبوع جانبًا من كسبه، ويدفع في كل شهر قسطه لجمعية التعاون.
ج: إِن أبي يقول لي دائمًا: أحبب أمك واحترمها، وكن على وفاق مع إِخوتك، وكن الحارس لأخواتك والعضد لإِخوتك الصغار.
ج: إن أبي يقول لي: احتكم في المدرسة أستاذك وأخلص له الولاء واجتهد في درسك، فإِنه واجبك الذي ينفعك.
ج: إِن أبي يقول لي دائمًا: اجتهد في أن تكون رجلًا فاضلًا فكن شريفًا، وكن كريمًا، وكن شجاعًا، ولا تخش في حياتك إِلا من واحدة: من أن تكون نذلًا ساقطًا.
ج: منذ خرجت إِلى الدنيا وأنا أرى أمي تسهر على راحتي، وهي التي تغذوني وتكتنفني بالعناية، وإِني أذكر أنني مرضت في العام الماضي مرضة، فلم أرها فارقت سريري بياض يومها ولا سواد ليلها.
ج: بلى، فإِنها رفيقة بإِخوتي وأخواتي بارة بهم برَّها بي، وهي التي تتولى في الدار شئون النظام والنظافة، وهي التي تنشر فيها الغبطة والسرور، فمنها نستمد السعادة وعليها مدار الراحة.
ج: بلى، فإِن أمي محسنة إِلى الغير غير متباطئة في خدمتهم حتى إِني لأرى الناس كلهم يحبونها ويجلُّونها.
ج: إِن أمي توصيني كل يوم أن أكون عاقلًا، وألا أكون سببًا في شقاء والدي، وأن أشتغل بجد ونشاط لأجل أن أعوله في شيخوخته كما عالني في طفولتي، وهي التي تذكرني بالخالق جلَّ شأنه وتعلمني كيف أحبه وأعبده.
ج: أريد أن أكون رجلًا فاضلًا.
ج: الرجل الفاضل هو الذي يقوم بالواجب لنفسه وأهله.