النقائص التي يجب اجتنابها
ج: أرى أني أمقته؛ لأنه يعمل على تسميم نفسه، وسوء مصيره، وهو يجهل ماذا يعمل.
وأرى أنه مسيء إِلى نفسه، جانٍ عليها؛ لأنه يطرح عنها رداء الشرف.
وأراه جانيًا على أسرته؛ لأنه يحرمها من ضروريات القوت ليرضي شهواته.
ج: إني أرى الرجل الذي لا يملك أمر نفسه ويكبح جماح غضبه، يتعرض لركوب الزلل، حتى إِذا ثاب إِلى رشده حل منه الندم محل الغضب.
ج: أرى أنه يفعل فعل الجبان؛ لأنه يهاجم من هو أضعف منه حولًا.
إِن عمله ممقوت؛ لأنه يقصر في واجب الاحترام لرفيقة حياته، وأم أولاده.
ج: أرى أنه يقصِّر في واجب الإِصلاح، وينزع من نفوس أولاده احترامهم لذاته وميلهم إِليه، ويغرس فيها مكان ذلك خوفهم منه، فإِذا أطاعوه: أطاعوه رهبةً لا رغبة.
ج: أرى أنه يفعل فعل الجبان؛ لأنه يضرب حيوانًا لا يملك أمر الدفاع عن نفسه، وأرى أنه فوق ذلك يبالغ في نكران الجميل؛ لأنه يتناسى الأعمال الجليلة التي تقوم بها خيوله في كل يوم: إِن الذي يكون فظًّا غليظ القلب مع الحيوانات لا يبعد أن يكون كذلك مع الناس.
ج: أجلس إلى نفسي وأناديها أيتها النفس، إن الناس قد خُلقوا إخوانًا فيجب عليهم أن يتحابوا. وأقول لها: إِن لك من الذنوب ما تحتاجين معه إِلى طلب الصفح عنه، فيجب عليك أن تتعودي الصفح عن غيرك.
فلتخط السيئات على الرمال، ولتنقش الحسنات على الصخور.
ج: يكون متسامحًا إِذا تحمل في الجدال غضاضة المعارضة، وخصوصًا إِذا كان محور الجدال يدور على السياسة والدين.
ج: أقول بيني وبين نفسي: إن الغيرة أو الحسد خلقان ذميمان يصدران عن حب الأثرة وغلظ القلب.
على أني كلما أحسست بنزوة من نزوات الحسد تلفت حولي، وقلت لنفسي: إِني أراني بحمد الله في حالة يتمناها الكثير.
ج: إِن المحبَّ لذاته هو الذي لا تتأثر نفسه ولا تتحرك عواطفه لمصاب غيره، فتراه يبالغ في العزلة والهروب من المجتمعات النبيلة المقصد كجمعيات التعاون والجمعيات الخيرية.
ج: يكون المرء ناكرًا للجميل إِذا نسي أو تناسى مصادر المعروف.
ويكون الطفل ناكرًا للجميل إِذا سخر لسوء سلوكه من عناية أقاربه ونصائح معلميه. فناكر الجميل على كل حال هو ذلك الذي لا يقابل الإحسان بمثله، فما عسى أن تسمي من يقابل الإِحسان بالسيئة؟
ج: أرى أنه رأس النقائص التي يجب أن نفر منها. من كذب فقد غش. من كذب فقد جبن. من كذب فقد انتقص كرامة النفس البشرية.
ج: أرى أنه أقبح ضروب الكذب؛ لأن المنافق المداجي يبلغ من الكيد للناس ما لا يبلغه الكذوب، ويخفي خلف ستار الفضيلة ما يخفي من سوء المقصد حتى ينخدع به من يحدثه.
ج: يكون المرء جبانًا إِذا هاجم من هو أضعف منه حولًا، وتقهقر أمام الأخطار عند تأدية الواجب، وفر من المسئولية وصاح به صائح الرغبة أو الرهبة، فتخون من كان له مؤتمنًا.
ج: يكون المرء متكبرًا إِذا بالغ في تقدير قيمة نفسه، وثروته، ومركزه، فرأى في نفسه ما لا يراه غيره فيها حتى يسوقه ذلك إلى احتقار الناس … فالمتكبرون ينسون أن الفضيلة وحدها هي التي تقوم بأقدار الرجال، ويجهلون أن التواضع أحد أركان الفضيلة.
ج: أرى أنه يحرم نفسه ليجمع مالًا لا ينتفع به فهو إذن تعس وأحمق، فإِن الذي يجمع المال ولا ينفقه في وجوه البر خليق أن يكون محبًّا لذاته جانيًا على نفسه، فلا قيمة للمال المحبوس.
ج: أرى أنه ينتقص الأمانة والشرف، فإِن من أخذ على نفسه القيام بعمل ما، لأجر ما، كان خليقًا أن يكون مطالبًا بإِتقان ذلك العمل كما لو كان يعمل لنفسه.
ج: أرى أنه يرتكب سرقة؛ لأنهم يخلصون له في العمل، ولا يخلص لهم في الأجر.
ج: أرى أنه يسرق المجتمع البشري، وعندي أن سارق الجماعة شر من سارق الفرد.
ج: أرى أنه يعق الشرف وينصر الجبن، فكلمة الحر دين.
ج: أرى أنه في ضلال، فإِن من الأعمال البشرية ما هو محمود ونافع، فلطالما كان رقيق الشعور قليل الراحة، فإِنك لا تكاد تجد ما يرضيه.
ج: إِني أرى في نفسه حزنًا كامنًا، وسبيله في ذلك أن ينظر الشيء من وجهه السار، ويغض طرفه عن الوجه الآخر.