الفصل العاشر

«بو!»

فزِعَ رودي. فضحك التوءمان.

صرخ رودي، وقد امتقع وجهه: «لماذا فعلت ذلك؟» وقف خلف قارب الصيد ونفض الرمال عن سرواله.

سأله بابلو: «لماذا كنتَ تختبئ؟»

«أنا أتابع صاجات الشواء والتدخين الخاصة بالأرملة سيلفا. معي كل الحق لأتواجد هنا. اتركاني بمفردي.»

كان رودي أكبر من التوءمَين بعامَين، ولكنهما كانا يُعاملانه دائمًا كطفل. الْتفتَ مبتعدًا عازمًا على ألا يبكي.

قال بابلو، وهو يُربِّت على كتف رودي: «لا تتصرف هكذا.»

وأضاف كارلوس: «تعالَ معنا إلى الميناء.»

أزاح رودي ذراع بابلو عنه. وأردف: «يجب أن أمكث هنا.»

نظر بابلو من حوله. وقال له: «لن يعرف أحد.»

كرَّر رودي قوله مرَّة أخرى: «يجب أن أمكث هنا.»

سأله كارلوس: «أين الأرملة سيلفا على أي حال؟»

على الرغم من أن رودي لم يكُن يُحب توءم آل بيريز، ولكنه لم يكُن في استطاعته أن يُقاوم التظاهر بأنه يعرف شيئًا لا يعرفونه.

«ذهبت مع أنطونيو.»

رفع بابلو حاجبَيه في استغراب. «العجوز المُقيم في الجبل؟»

«هو بعينه.»

سأله كارلوس: «وماذا يفعل في البلدة؟»

هز رودي كتفَيه. وقال: «كل ما أعرفه أن الأرملة سيلفا بعثت برسالة إليه أمس، وجاء إليها اليوم.»

جذبه بابلو من ذراعه الهزيل. شعر رودي بأصابع بابلو القوية تضغط بشدة بالِغة وتخترق قميصه الخفيف.

قال بابلو بصوتٍ منخفض: «هل كان الأمر يتعلَّق بوالدي؟»

«لا أعرف.»

حاول رودي الابتعاد عنه، لكن بابلو أحكم قبضتَه عليه أكثر. وهو يسأله: «أين ذهبا؟»

أجاب رودي: «ذهبا نحو المجلس البلدي.» ثم أضاف، في لحظة شجاعة: «الأمر يتعلَّق بالجبل. لا علاقة له بوالدك.»

نظر الصِّبية الثلاثة إلى طبقة الغيوم التي تُخيِّم فوق قمة الجبل الأسود. الآن كان اللون رماديًّا داكنًا. شعر رودي بأن الضغط يزول عن ذراعه.

قال بابلو كما لو أن شيئًا لم يحدث: «عندما تعود الأرملة سيلفا، اطلب منها أن تحتفظ بأربع سمكاتٍ لنا. أرسلتنا آنا لنجلبها.»

فرك رودي ذراعه بيدِه السليمة، وهو يتمنَّى في نفسه لو أنه يتحلَّى بالشجاعة ليُعارك بابلو. لكنهما كانا اثنين ضد واحد فقط فضلًا عن أن هذا لن يروق آنا. تمنَّى لو أن لدَيه أختًا مثل آنا؛ شخصًا يعتني به.

قال بصوتٍ هادئ: «حسنًا.»

لقد خسر مرَّة أخرى. لكنه سيُريهما يومًا ما. سيُريهم جميعًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥