عودة إلى قواعد
لقد أَردتُ عن عمد أن أُورد في هذا العنوان كلمة «قواعد» نكرة، لا تُقيِّدها أداة التعريف؛ فلستُ أُحب أن تُفرَض علينا القواعد المُعيَّنة المُحدَّدة من أرضٍ غير أرضنا، ولا من عصر غير عصرنا. ولكنني في الوقت نفسه لا أتصور حياةً للفكر أو للفن دون أن تضبطها «قواعد» يُقيمها أصحاب المواهب العليا فيما يُبدعونه، فيجري على طريقهم أصحاب المواهب المتواضعة، وعندئذٍ يُقال إن «مدرسة» في الفكر أو في هذا الفن أو ذاك قد نشأت، كان فلانٌ مُنشئها وإمامها، ثُمَّ اقتفى أثره الأتباع. وأمَّا أن يُقال إن رجل الفكر أو رجل الفن حُر في إبداعه حريةً مطلقة، لا إلزام عليه من أحد في منهاج عمله، ولا التزام أمام نفسه بما قيَّدَته به من ضوابط الحركة، فتلك هي الفوضى، التي سرعان ما يذهب زبدها جُفاءً.
نعم، إنه من طبائع الأمور، أنه إذا نشِبَت حربٌ كبرى تهُز العالم، كله أو معظمه، وإذا ما اشتَعلَت ثورةٌ داخل الشعب الواحد، فإن تلك الحرب أو هذه الثورة، لا بُدَّ أن تجُر في ذيلها جموحًا يُحطم القيود جميعًا إذا استطاع، دون وقفةٍ عند كل قيد، لِيسأل عنه الغاضبون: أهو قيدٌ جاء لِيُنظِّم حركة الإبداع في فكرٍ أو في فن؟ أم هو قيدٌ نزل عليهم بلاءً ليُعيق خطو السائرِين؟ لا، إن الناس يومئذٍ لا يُفرِّقون بين قيدٍ نافع وقيدٍ قاتل؛ فكل قيدٍ عندهم ساعة الغضب واجب التحطيم. وإلَّا ففِيمَ نشِبَت الحرب؟ وفِيمَ اشتَعلَت ثورة؟ ولقد حدث منذ حينٍ ليس ببعيد، أن شاركتُ في حديثٍ يجري بين مجموعةٍ من الزملاء، وجاء سياقٌ قلت فيه إن ناقد الأدب والفن والفكر، لا يسير في نقده على هدًى إلا إذا كان يُضمِر في دخيلة نفسه «الأُسس» أو «القواعد» التي بيني عليها أحكامه. وبعبارةٍ أخرى، فإنه يَتوقَّع للإنتاج الجيد أن يُقام على صُورٍ مُعيَّنة يمكن تقنينها، ثُمَّ يبحث عن تلك الصُّوَر فيما سيَعرِض لنقده. وإذا هو لم يلتزم منهاجًا كهذا، جاء بُعده أشد ضلالًا من خبط العشواء … قلتُ ذلك لجماعة الزملاء — أو قلتُ شيئًا يَقرُب منه — فعَصفَت من أفواههِم عاصفةٌ من لاءات، لا، لا، لا، ليس للإبداع في شتى مجالاته «قواعد»؛ لأن القواعد قيود، ونحن نرفض أن يُقيَّد المُفكِّر أو الفنان بأي قيد — هكذا قالوا.
وما زلنا نَذكُر تلك الحمْأة التي أصابت أصحاب الأدب والفن، بل ورجال الفكر في أعلى مستوياته. كيف أخذتهم الكراهية إبَّان العَقد السابع (الستينيات) وبعض العقد الثامن (السبعينيات) لكل ما يَفرِض عليهم إيقاعًا مُعينًا يُنظِّم خطوات السير في البناء الفني، بل هم لم يقفوا عند حد الكراهية الصامتة، وراحوا يهجُمون عليه بالتُّهم التي كانت تهمة «الرجعية» أَقلَّها وأهونَها؟ ذلك لأنهم لم يكونوا يُريدون لحركة الفكر أو حركة الإبداع ما يحول دون انطلاقها حُرةً كأنها ثورة الحمَم الثائر في تدفُّقه الهادر من فُوَّهات البراكين.
يقول إن ذلك كله كان أمرًا طبيعيًّا حين كانت سَورة الغضب ما زالت تملأ نفوسهم الثائرة؛ فالشعر لا يَتقيَّد بوزن أو قافية.
والقصة لا تتقيد بخطٍّ مستقيمٍ من تسلسُل الأحداث والفكر يَتحلَّل من شروط المنطق، والموقف كله بمثابة مُستجيرٍ من العقل باللاعقل. وساد الظن بأن هذا الفِكاك من القواعد هو «الحرية» التي ينشدونها، فكرَّر القول بأن ذلك ربما كان من طبائع الأمور في أعقاب الثورة.
ولا بُدَّ أن يكون القارئ على علمٍ بالحالتين اللتَين تتناوبان الوقوع مع الأيام.
وهما المعروفتان بالكلاسية والرومانسية، أو قل — إذا شئتَ لهما لسانًا عربيًّا — إنهما الاتباع والابتداع، وهما الاسمان العربيان اللذان صاغهما لأول مرة — فيما أعتقد — المرحوم أحمد حسن الزيات؛ فهما حالتان تتعاقبان على الناس، فإذا ما نشِبَت حربٌ كبرى، أو انبَثقَت ثورة، كان من الطبيعي أن يميل الناس إلى فك القيود بكل أشكالها، وتلك هي حالة «الابتداع» التي يُراد بها أن تصوغ لنفسها طريق سَيرها، لكن الأيام تمضي بعد ذلك، فينقشع الدخان، ويسكن اللهب، وتستقر الحياة الجديدة على أوضاعها الجديدة. وها هنا تُصبح تلك الأوضاع نفسها هي القواعد التي نتوقَّع لها أن تُراعى. وبهذا تسود حالة «الاتباع». وهكذا دَوالَيْك.
فإذا كان لنا عُذرنا خلال الستينيات وبعض السبعينيات، في أن نمقُت التقاليد المَرعيَّة ونخرج عليها لنضع لأنفسنا ما هو جديد، فما عذرنا اليوم إذا لم نَقتنِ ذلك الجديد نفسه ليصبح هو «القواعد» التي يلتزمها الفنان، والتي يتوقَّعها الناقد فينقُد على أساسها؟ كُنَّا نقول — مثلًا — ما الذي يُقيِّدنا بأشكالٍ مُعيَّنة في الشعر، وفي القصة، وفي المسرحية؟ وفي التصوير؟ وفي النحت؟ بل كُنَّا نقول في مجال الفكر: ما الذي يُلزِمنا بمنطق اللغة ومنطق العقل؟ نعم، كُنَّا نقول ذلك جادِّين. ولَكَم سأل السائلون: لماذا لا يُصاغ الشعر بالعامية التي هي لغة الجماهير؟ ولماذا لا نُجهِز على أرستقراطية الثقافة، لنجعلها ديمقراطيةً فتصادف هوًى عند الجماهير؟ وهكذا، كأنما تلك «الجماهير» (بالجمع) ليس فيها «جمهور» يُريد ما هو أعلى، وجمهورٌ آخر يُريد ما هو أدنى؛ فكلٌّ بحسَب ما كسَب من تعليم وتثقيف، وكأنما الجمهور الأرفع بثقافته ليس جزءًا من الشعب، له حقوقٌ تقابل حقوق الجمهور الأقل ثقافة.
كانت تلك حركةً ابتداعيةً أعقَبَت الثورة. ونحن نسأل الآن إذ نقف على مشارف الثمانينيات: أمَا آن الأوان لمرحلةٍ اتباعية تقوم على قوائمَ ثابتة، أو تَقرُب من الثبات؟ إن استمرارية الثورة ضربٌ من المُحال. وحتى إذا كانت ممكنة، فليست هي بالشيء المرغوب فيه وهي كحال الجري؛ فيستطيع الإنسان الجري حينًا ليُسرع، لكنه لا يستطيع، بل ولا يجب أن يواصل الجري بلا وقوف أو قعود، حتى تهدأ أنفاسه، وينعم مما قد حَصَّله.
وأحسب أننا لم نكن بِدعًا في الستينيات وما قبلها بقليل، حين أخذَتنا حرارة الثورة على الأوضاع القائمة — في الحياة الواقعة وفي الثقافة معًا — فالعالم كله قد ارتجَّ ارتجاجًا عنيفًا إزاء القيم القديمة. وها هي تلك حركات الشباب التي بَلغَت ذروتها في أواخر الستينيات، والتي أرادوا بها أن يُغيِّروا كل شيء، من الثياب، إلى الطعام، إلى التعليم، والموسيقى، والرقص، والغناء، وكل شيء. لقد كانت بحقٍّ فترةً اهتزَّت فيها الأرض بالثورات على التقليد أشكالًا وألوانًا. لكنَّ جولةً بأبصارنا إلى العالم الآن، كفيلةٌ أن تُبيِّن لنا كيف ينحسر الموج الهائج ليستقر الماء، ولترسو سفائن الحياة على مرافئ الثبات والهدوء. وإذن فلن نكون بِدعًا بين الناس إذا نحن طالبنا في حياتنا الثقافية بالعودة إلى قواعد.
وليس من شأن القواعد التي نُطالِب مُبدعِي الثقافة بالعودة إليها، أن تحجُر على حرية الكاتب أو الفنان. وكل ما في الأمر أن يكون لكل لعبةٍ قواعدها التي تميز الصواب فيها من الخطأ، دون أن تُقيِّد اللاعب في حركته وإبداعه. لا فرق في هذا بين رجال العلوم ورجال الفنون ولاعبي الكرة. أليس للبحث العلمي في شتى ميادينه منهجٌ محددٌ دقيق، يلتزمه الباحث في خطوات سيره، وإلَّا لَرفضَته أُسرة العلماء؟ ماذا لو تقدَّم واحدٌ من علماء الفلك — مثلًا — أو علماء الكيمياء إلى زملائه بنظريةٍ جديدة دون أن يُبيِّن لهم كيف كان طريقه إلى كشفها، وكيف يكون طريقه في إثبات صدقها؟ لا، إن للبحث العلمي قواعده الملزمة، دون أن تكون تلك القواعد حائلًا دون نبوغ النابغِين. وهل هذا نفسه في لعبة الكرة وفي غيرها؟ فلها قواعدها التي يُحكم على أساسها، دون أن تكون تلك القواعد عائقًا يعوق المهارات عن الظهور.
فلماذا يريد الشاعر أن يكون شاعرًا، والمُصوِّر مُصوِّرًا، والنحَّات نحَّاتًا، بغير مجموعةٍ من قواعد فنه لتحكمه ولِتُمكِّن نُقَّاده من الحكم عليه؟ وكما أسلفتُ القول: إنه يجوز — بلا جدال — أن تُحطَّم تلك القواعد في أعقاب الحروب الكبرى والثورات الجارفة؛ لأن كل شيء في الحياة عندئذٍ يُصيبه التحوُّل كثيرًا أو قليلًا. ولكن الخارجِين على تلك القواعد، إنما يخرجون عليها ليُحِلُّوا غيرها مكانها؛ لاستحالة أن يُجيد الكاتب أو الفنان، ما لم يكن سَيره على نهج، وذلك هو قواعد فنه.
ولعل استطراد الحديث هنا لا يكون مَعيبًا، إذا ما خَرجتُ به من دنيا الثقافة إلى دنيا الحِرفيِّين وغير الحِرفيِّين في الحياة العملية؛ إذ يُخيَّلُ إليَّ أن مُناخ العصيان والتمرُّد والتحطيم، الذي أتاح لمُبدعِي الثقافة أن يُلقوا عن أنفسهم كل قيد، ليتخبَّطوا بعد ذلك أحرارًا كما شاءت لهم نزواتهم، كان هو نفسه المُناخ الذي قضى على كل القواعد التي تحكم التعامل بين العاملِين من جهة، ومن يستأجر عملهم من جهةٍ أخرى؛ فقد تلجأ إلى كهربائيٍّ أو ميكانيكيٍّ لِيُصلح لك عَطبًا في جهازٍ عندك أصابه تلف، فلا تدري قط ماذا سيتقاضاه العامل، وما يسعك إلا أن تنتظر نطقه بالحُكم وكأنك تنتظر حُكم قضاءٍ مجهول. وما هكذا تكون الحال لو ارتدَّت إلى حياتنا «قواعد»، إن لم تكن بالغة الدقة، فحسبها أن تكون معلومةً عند المتعاملِين على وجه التقريب. لقد طرأ على جهاز التليفزيون عندي شيءٌ من اضطراب الصورة، فاستَدعيتُ من زَعم القُدرة على إصلاحه. والذي أدهشني أن الرجل لم يكَد يخطو داخل الدار خطوةً واحدة، حتى بادرني بقوله إنه يتعاطى خمسة وثلاثين جنيهًا على الإصلاح الذي دُعيَ من أجله! قلت له: لكنك لم تَرَ الجهاز بعدُ، ولا عرفتَ ما به من خلل إن كان يسيرًا أو خطيرًا. فما كان منه إلا أن أعاد شرطه بغير تعليق، فسألته ساخرًا من نفسي قبل أن أسخر منه: ما هي القاعدة التي تقيس عليها عند تقدير أتعابك؟ قال بدوره ساخرًا مني لا من نفسه: قاعدة؟ إنه لا قاعدة عندي، وهل بَقِيَت في بلدنا قواعد حتى تطالبني بذلك؟ … وجاءني سبَّاك ذات يوم لِيُصلح لي شيئًا، وأنجز مهمته في خمس دقائق، وسألته كم يطلب؟ فأجاب: خمسة جنيهات! قلتُ له: هل تدري أن رئيس الوزراء لا يُؤجَر جنيهًا على الدقيقة؟ ولا أقول لك كم يُؤجَر أستاذ الجامعة في محاضرة يُنتدَب لها، مُدتها ساعة، تسبقها ساعةٌ يذهب فيها، ويلحقها ساعةٌ يعود فيها. فقال: إنه إذا كان رئيس الوزراء يُريد لنفسه دخل السباك، فحِرفة السباكة لم تُغلَق أبوابها.
قد يُخيَّلُ للقارئ أنني قد غلوتُ في استطراد الحديث، حين بدأتُ برجال العلم والأدب، وكيف اضطَرتهم رومانسية الحرب العالمية الثانية أوَّلًا، وثورتنا عام ١٩٥٨م ثانيًا، إلى كسر القيود في ميادين فنونهم، والعبث بالقواعد، ثُمَّ انتهيتُ إلى شَطَط الحرفيِّين عندنا في تقدير أجورهم تقديرًا جُزافًا، لكنني أرى جوانب حياتنا على اختلافها قد تشابَهَت في إعفاء نفسها من التزام المعايير، حتى أصبح الأمر كله مرهونًا بعشوائية المُصادَفات.
إنني رجلٌ أُصيب بداء التحليل العقلي، الذي يُفتِّت المواقف والأفكار إلى أدق مُكوِّناتها، ويحاول رد هذا كله إلى ما يظنه الأصل الأصيل الدفين الذي انبَثقَت منه تلك العناصر الظاهرة. ولقد حاولتُ أن أُعلِّل هذا الانفلات العام الشامل من وضع القواعد الضابطة واحترامها، فخُيِّل إليَّ أن العلة الكامنة وراء هذا هي اختفاء العدالة ورُوح الإنصاف، فأُضيف ذلك إلى ما أدت إليه رومانسية الحرب والثورة من تمرُّد على منطق العقل، فكان ما كان من عبثٍ يهزأ بدقة المقاييس وملاءمة المعايير والقواعد، سواء كان الذي بين أيدينا قصيدة من الشعر نَنظمها، أو تقريرًا نكتبه عن شئونٍ عامة، فلا نُراعي فيه دقة العلم، أم زُبونًا يُريد مِنَّا عملًا فنذبحه ذبحًا عند تقدير الأجر المطلوب.
إنه لا تعارُض بين أن يطَّرد النمو يومًا بعد يوم، وبين أن يكون ذلك النمو نفسه منطويًا على خطٍّ ثابتٍ يحفظ للشخصية هُويتها واستمرار وجودها. لا فرق في ذلك بين أمة بأَسْرها وفردٍ واحد؛ فالفرد يتحول لحظةً بعد أخرى لينتقل من طفولة إلى مراهقة فشبابٍ فاكتمالٍ فنُضج، حتى لَتتغيَّر في جسده كل خليةٍ وُلد بها، ويُصبح كأنه إنسانٌ جديد، لكن ثَمَّةَ وراء هذا التحول خطًّا يظل على درجةٍ ملحوظةٍ من الثبات، هو الذي يجعل أَوَّل حياته موصولًا بكل حلقةٍ من العمر يحين بعد ذلك حينها.
ولولا هذه الاستمرارية لَتعذَّر، بل لاستحال علينا كتابة التاريخ المتصل الفصول لأُمةٍ معينة أو لفردٍ بذاته، أو لمَنشَطٍ من مناشط الإنسان في سيره الحضاري، كتاريخ العلم، وتاريخ الشعر، وتاريخ العمارة، وغير ذلك.
ويَلفِت النظر في الأُمم ذوات الامتداد التاريخي الطويل، أنها إنما استمدَّت هذا الدوام من ثباتها على ملامحَ معلومةٍ تميزها، وأنها إذا ما تفجَّرت بالثورات حينًا بعد حين، لِتغيِّر من نفسها جانبًا أو آخر؛ فإنها لا تظل على ثورتها تلك إلا ريثما يتغيَّر ما أرادت أن تُغيِّره، ثُمَّ تعود لتستأنف سيرها على طريقها المألوف. حدث هذا في الصين بعد ماوتسي تونج، وحدث هذا في مصر عند ثورة التصحيح سنة ١٩٧١م، التي أُريد بها أن يعود ميزان هذا السير إلى اعتداله بعدما أصابه بعض الانحراف عن المسار السديد.
وإذا قلنا عن فردٍ واحد أو عن أمة بأَسْرها إنها تحرص على أن تدوم لها هُويتها عبر الزمن بكل تغيُّراته الطارئة، فكأننا قلنا بذلك إن ذلك الفرد أو تلك الأمة قد حافظ أو حافَظَت على معايير وقواعد التَزمَتها في حياتها الفكرية والنفسية والعملية، وتلك هي ما نطلق عليه اسم العرف، أو التقاليد، أو رُوح الشعب. فإذا كُنَّا قد جاوزنا تلك المعايير والقواعد حتى أسرفنا في التجاوُز، فالحكمة تقتضي أن نعمل على أن نُعيد إلى حياتنا قواعدَ نُبدع الفكر والفن على أُسُسها، ونتعامل بعضٌ مع بعض على أُسُسها لنعود أسرةً لها خصائصها التي بفضلها دامت على مدى التاريخ من يوم مولده وحتى يومه الحاضر.