عِقد اللؤلؤ
كُنتُ قد قرأتُ منذ أعوامٍ نبأً في الصحف عن أميرةٍ نَزحَت عن بلدها وضاقَت بها موارد الرزق، فراحت تبيع حبات اللؤلؤ من عِقدها حبةً بعد حبة، مُستبدلةً بما تبيعه منها حباتٍ من زجاجٍ رخيص، لا تُفرق العين العابرة بينها وبين اللؤلؤ النفيس، وانتهى الأمر بها إلى عِقدٍ كله من حبَّات الزجاج تَلفُّه حول عنقها وتنشرها على صدرها، لكنها لم تزل في أعين الناس هي الأميرة نفسها ذات العِقد اللؤلؤي الثمين. وأحسبها لو أَقسَمَت للناس أن عِقدها من زجاجٍ رخيصٍ لما صدَّقوها ولظنُّوا بها التواضُع المحمود، كما لو أَقسَمَت لهم سيدةٌ من أوساط عباد الله شاءت لها الصدفة أن تَتزيَّن بلؤلؤٍ أصيلٍ أن لؤلؤها أصيل لما صدَّقوها ولظنُّوا بها الافتراء والغرور!