أخلاق الحيوان
قال لي صديق وهو بِمَعرِض المقارنة بين الكلب والقط، إن في الكلب ودًّا خالصًا وفي القط أنانية، فإذا قفز الكلب إلى حجر سيده كان ذلك حُبًّا في سيده، أمَّا إذا وثب القط إلى حجر سيده كان ذلك التماسًا للدفء. ثُمَّ تَشعَّب الحديث بيننا في أخلاق الحيوان، وعَجِبنا أن نجد شتى الخصائص الخُلقية — حسنها وقبيحها — متمثلة في صنوف الحيوان، كأنما جاءت هذه الصنوف المُتبايِنة نماذجَ تَعرِض أمام الأنظار خصائصَ الأخلاقِ في أصفى صورها؛ فالذئب غادر، والحمَل وديع، والثعلب مراوغ، والكلب أَلُوف، والصقر جبان، والغراب مغرور، والقرد خبيث، والليث شجاع، والفيل حقود … وهكذا.
لكنه هو الإنسان، الذي أراد أن يخلع نفسه على سواه، لكي يرى نفسه متمثِّلًا في كل من عداه وما عداه.