العدو
«وهذا ما يفتقده الناس العاديون، بل والمعماريون العاديون، وهو أن يصنعوا شيئًا على هواهم، كما يريدونه بالضبط. فهم لا يَملكون للأسف الشجاعةَ لمواجَهة الفراغ وإطلاق العِنان للخيال، فلا بد أن يُقال لهم ما يَتعيَّن عليهم عمله، أو يقرءوا ما يجب أن يفكِّروا فيه، أو يقلِّدوا ما عُمل من قبل.»
هل فكَّرتَ يومًا في مدى توافُق المباني التي نعيش فيها، مع الطبيعة والحالة النفسية والرُّوحية؟ أم إن نظرتَك إليها لم تتجاوز الخرسانات التي يجب أن تَتحمَّل الزلازل والأعاصير، وأن تكون مُسلَّحة بشكلٍ يكفل لها الصمودَ قرنًا من الزمن، حتى إن كانت تخلو من كل جميل؟ العمارةُ إبداعٌ وفن وفلسفة وخيال، هكذا رآها المعماريون الكبار؛ ومن ثَم جاءت أعمالهم آيةً من الجمال، تعكس رُوحَ الفنَّان الذي صمَّمها، وتؤدِّي الوظيفةَ التي يجب أن يكون عليها السكن، وهو سكنٌ للرُّوح والنفس، وليس للجسد فقط، وهذا ما أدركه «روبي» في طفولته، وظلَّ حُلمَه الذي يراوده طَوال حياته؛ فقد حلَم بتصميمِ منزلٍ يعكس خيالَه ورُوحه، ينبض بالجمال، ويتحرَّك بخفةٍ وانسيابية، ولكن التوحُّش المادي لا يسمح لهذه الأحلام بأن تنمو!