الفصل السادس
إلى جانب قطعة الأرض التي أقمت عليها منزلي، ابتعت قطعتين أخريين في محاولةٍ قانطة، وأقمت فوقهما بناءين متحركين جديدين، بعد أن دبَّرت المال في صعوبةٍ من عدة مصادر. لكني لم أتمكَّن من بيعهما، فقمت بتأجيرهما بعد أن اضطررت إلى إنقاص الإيجار إلى ما يُقارب تكاليف الصيانة، بالإضافة إلى أقساط الرهن العقاري، وبهذا لم أُحقِّق ربحًا منهما على الإطلاق، ولم ينل هذان المنزلان، شأنهما شأن منزلي، أيَّ إعجاب أو تقدير، لكني تلقيت أسوأ الضربات عندما وجدت أن المستأجرين امتنعا عن تشغيل المحرِّك الذي يُدير المنزلين، وعاشا في ثبات، بل شرعا يزهوان بأن المنزلين لم يتحرَّكا حركةً واحدة منذ انتقلا إليهما.
وفي هذه الأثناء كانت بلادي تُزاد قُبحًا على قُبح، وهي تنتقل من أيدي مستغلٍّ إلى آخر. فقد ملئوا الأرض الجميلة بالشقوق والفتحات، وامتصوا ما بها من معادن، ثم تركوها كُتلًا من الطمي، ولوَّثوا الأنهار، وحوَّلوا المياه إلى سمومٍ قتلت ملايين الأسماك، وقضوا على الحياة البرية وأسقطوا الأشجار الطويلة التي تتجاوز حجم أي إنسان أو عمره بخمس مرات. وبنوا منازل من الورق المقوى بالملايين، وتحايلوا في خداع الناس حتى اشتروها، ثم ارتحلوا محمَّلين بالأموال التي سحبوها من البنوك الفاسدة، بينما كانت المنازل تتحلل قبل أن يجفَّ طلاؤها، وبعد سنوات استيقظ المُلَّاك ليجدوا أن الأقساط التي ينوءون بدفعها شهريًّا لم تبتع سوى فائدة البنك؛ فقد كانت مُدنهم تتداعى بسرعةٍ وتتحوَّل إلى أحياء قذرة متداعية. وفي كل ناحية كان يبدو تحلُّل الجهود الرخيصة القبيحة التي أُفسح لها المجال طويلًا … فأثبت المرور أن الشوارع غير صالحة، وتفتَّت الخرسانة المغشوشة، ولم تكن المدارس سوى مصانع شُيِّدت على عجل، وفي أواسط المدن كان يبدو التعبير القبيح عن رأس المال الكبير، في شكل الهياكل الكبيرة من الزجاج والصلب التي أملتها دولارات الإيجار حسب المتر المربَّع ودون اعتبارٍ للجمال أو المتعة أو التعبير الإنساني أو أي شيء آخر سوى الدولار. لم يكن كلُّ ما رأيته يبنى، ببساطة، سوى آلةٍ لجمع المال … فقد طارت من عقول الأمريكيين الأقوياء كلُّ أفكار الديموقراطية والحرية والخير والشجاعة. كانت المباني العامة تُشيد بواجهات أسمنتية عارية، تُمثل حكومة بلا وجه ولا اسم، وكان الناس يسيرون ويعملون ويعيشون وينتجون بعيون مغلقة، تحيط بهم من كل ناحية قبائح وأكاذيب من صُنع الإنسان.
وأصيح بماري في الليل: «يا إلهي … أوه يا إلهي، إن بلدي تُغتصب وتُضرب وتُشوَّه وتُستغل وتُفقر وتُخدع … كل هذا بسبب الغباء وليس بوسعي أن أوقف ذلك أوه يا إلهي ليس بوسعي أن أفعل شيئًا.»
وما كان بوسع إنسان بمفرده، لسوء الحظ، أن «يوقف ذلك»؛ فعندما تنحدر أُمة فوق السفح، لا يستطيع مواطن واحد أن يقف في وجه السيل ويوجِّهه من جديد. لقد استمر كل شيء كما هو، وما زال يسير على نفس المنوال إلى اليوم … هذا التحول العنيف المرضي نحو الوحشية والقبح والشيطنة والخداع … وتُساق جموع الشباب عاجزة، دون أملٍ في الثورة. شعبٌ بأكمله ينهار، وأنا مذهول من السهولة التي كانوا يتحوَّلون بها إلى عجينة مشوَّهة بواسطة نظام فاسد لا يعبأ بغير المال ويستغل الجميع (الناس والأشجار والمعادن والطاقة والمياه والفن والتعليم والسياسة) لصالح قلة، كانت تمنح الجماهير حَفنة من المنح مثلما تعطي النادل بحكم العادة. كان النظام يدافع عن نفسه مستشهدًا بكفاءته في مبادلة موادَّ لا قيمة لها بموادَّ أخرى عديمة القيمة، وبهذا فإنه كان أفضل نظام ممكن، ويدلل على ذلك ببرهان جديد هو أن ما يملكه الناس هذا العام من موادَّ عديمة القيمة أكثر مما كانوا يملكونه في العام الماضي. كأنما هو أخطبوط مجنون، يحث الناس، عن طريق الإعلان المستمر، أن يبيعوا وقتهم (الذي يُقاس بدقات ساعة آلية) مقابل شيء لا يحتاجون إليه، وفي حالات كثيرة (كما في السجاير) مقابل شيء ضارٍّ تمامًا، ثم يجعلهم يوقِّعون على كمبيالة تجبرهم على العمل مدة من الأعوام ينتجون فيها منتجات أخرى غير مُجدية، تُباع بدورها بالنسيئة لآخرين مثلهم. وعندما تقتفي أثر المال من جيبٍ إلى آخر تجده يصُب في النهاية في أيدي قلة من الممولين، وفي هذه الأثناء تبتاع الحكومة أشياء مثل: القذائف والقنابل التي لا تمر سنوات قلائل حتى تعلن عدم صلاحيتها، ثم تستبدل بالمزيد منها نفسها … وكل هذا يتم بالنسيئة، الأمر الذي يُغرق كل مواطن في مزيد من الديون، وبالمثل أيضًا أولئك الذين لم يولدوا بعدُ، دَين يُسدَّد عن طريق الحكومة بواسطة الضرائب العالية، وهذا المال أيضًا يصب في جيوب قلةٍ من أصحاب الصناعات والممولين. وعلى هذا الخليط من الآفات والديون والسلع الرخيصة الصنع العديمة القيمة، ومخزون الأسلحة التي لا تستخدم، أطلقوا تعبير «الازدهار»، وأشاروا إليه كبرهان على الفائدة الرائعة التي يجنيها الجميع من النظام.
لم يكن هناك مكان وسط هذا النظام لرجالٍ ذوي مهارة، أو بصيرة أو مُثُل عُليا؛ فقد كانت المنتجات الشوهاء تُباع بأسرع من الجيدة، ودرجتها العالية من الرداءة تضمن سرعة الاستبدال، ومزيدًا من التداول، وأرباحًا أعلى. كان للأكذوبة في السوق سعرٌ أعلى من الفكرة؛ لأن الأفكار تُباع كالسلع الاستهلاكية لا كحلولٍ حقيقية للمشاكل. وكان الأفضل لهذا النظام لو أن كل المعلومات كان لها هدف واحد هو تبرير استمرار وجوده ونموه. وعندما واجه النظام المتاعب ولم يجد عملًا لبعض أولئك الذين ارتهنوا جانبًا كبيرًا من حياتهم لديه مقابل منتجاته العديمة القيمة، عندئذٍ تحول الرجال القلائل الذين يقفون خلفه إلى الحكومة يولولون، فضاعفت الحكومة مشترياتها من المواد الحربية، وغرقت في المزيد من الديون، ثم زادت من الضرائب العامة لتجد ما تسدِّد به الديون التي قدَّمتها البنوك، التي يملكها نفسُ الباكين الذين يملكون بالمثل النظامَ ويديرونه. هكذا دار المال في نفس الحلقة، وغرق الناس في مزيد من الديون، وازدادت قلة منهم ثراءً على ثراء وقوةً على قوة … وخلقت الصحف فزعًا من الحرب حتى لا يعترض الجمهور على تخصيص الدخول المستقبلة للإنفاق على أسلحة الحرب التي ستبلى من قبل أن يتمَّ سداد ثَمنها بزمن طويل.
كان من السهل أن أرى كيف كان من الضروري للنظام، كي يمضي بلا متاعب، أن يُباع كل إنتاجه بسرعة، وأن يكون من شأنه أن يُباع من جديد عدة مرات أو يكون قابلًا للتآكل السريع، بحيث يمكن استبداله، وكانت معظم الأشياء الكبيرة تُصنع بالطبع طبقًا لهذه المواصفات. فشُيِّدت المنازل مثلًا بحيث تتآكل بسرعةٍ فيضيق بها المرتهنون ويتركونها إلى غيرها، لكنها كانت تتمتع أيضًا بأكبرِ جاذبية ممكنة حتى يمكن بيعها من جديد بسهولة، رغم أن هذا يتم عادةً إلى أسرةٍ من مركز اقتصادي أدنى، وذلك لحماية المصارف العقارية التي تتقاضى فائدة مجزية. وقبل أن يصبح المنزل المعيَّن وشيكَ الانهيار، وهذا يُقدَّر له عادةً بخمسة عشر أو عشرين عامًا، يكون قد بيع خمس أو ست مرات وما زال في أيدي بنك معيَّن، رغم أن كل مالك له قد جُرد من كل شيء باسم «الفائدة»، وفقد كلَّ ما حقَّقه من قيمة بسبب التناقص التدريجي لقيمة المنزل. أما إذا تمسَّك أحد المُلَّاك بمنزله المتداعي، وهبط بوضعه الاجتماعي والاقتصادي مثلما حدث للمنزل، فإنه في الوقت الذي يكون قد سدَّد فيه الرهن العقاري، ومدته عشرون عامًا، يكون المنزل قد غطَّى غدًا قيمته تقريبًا في السوق، أما المصرف فإنه لم يجمع الفائدة التي كان يدفعها المالك طوال تلك السنوات وحسب، وإنما استفاد أيضًا من إعادة استغلال مدفوعاته خلال ذلك الوقت. وبعبارة أخرى، فإن كل المنازل كانت تُبنى من أجل البنوك التي تؤجرها بربح وفير، تحت ستار «الملكية».
لم تكن البنوك تسعى وراء الجمال الفردي؛ لأن الجمال يُشبع المالك الأصلي، بينما كانت البنوك تُحقق أرباحًا أكثرَ عندما تُباع المنازل من جديد بسرعة. وما كانت ترغب أيضًا في شيء غير عادي؛ لأن هذه الفضيلة تحدُّ من سوق المنازل عندما تُباع من جديد. وأساسًا لم تكن البنوك تهتم بالمنازل الدائمة، المشيَّدة جيدًا بحيث تعيش زمنًا طويلًا؛ لأن هذا الطراز من المنازل لا تهبط قيمته، وبذلك يفلت المرتهن من براثن البنوك.
ورغم أني وجدتُ طريقة للتحايل على النظام — بشراء الأرض وبناء المنازل الثلاثة بنفسي — فلم أتمكَّن من بيعها. ومن أسباب ذلك أن قلة من الناس كانت تجربتها الاجتماعية تؤهلها لشراء شيء جميل، وقد تطلعوا إلى منزل أوريللي والحياة التي يقدِّمها في ريبة؛ لأنه كان غريبًا على الإعلانات التي يشاهدونها. وسبب آخر، أنني لم أتمكن من العثور على بنكٍ يُمول شاريًا بضمان منازلي؛ فقد كنت أعتبر شخصًا غريبَ الأطوار وكان عملي في نظرهم «شاذًّا». ولما كانت منازلي الثلاثة الأولى عسيرة البيع، لم يكن بوسعي أن أجد مُساندة مالية لرابع، بل وجدت أنه من المستحيل أن أقترض مالًا على منزلي الخاص؛ لأن المصارف آمنت بأنها لن تتمكَّن من بيعه إذا ما عجزتُ عن السداد. وكان الطريق الوحيد أمامي لممارسة مهنة العمارة التي اخترتها، هو أن أشتري الأرض ثم أشتري المواد، وأقوم بالبناء، وأقوم بالبناء بنفسي. وبذلك ما كان لي أن أحلم بأن أُشيِّد شيئًا أكثر تعقيدًا من منزلٍ متوسط الحجم، وكنت مرغمًا على أن أقتصر على استخدام أغلى المواد.
قلت لماري: «هذا حسن، لا يهمني أن أعمل بيديَّ المجرَّدتين، لكنني كنت أود ألا أجعل هذه الأمور شاقة بالنسبة لكِ.»
قالت ماري: «لا تقلق، لقد اشتغلت حتى الآن ثماني سنوات، وأستطيع أن أعمل سنوات غيرها. نحن ما زلنا في مقتبل العمر، فأنت لم تتجاوز بعدُ الثامنة والعشرين.»
قلت: «إني لآسف يا ماري. آسف حقًّا.»
«يا للجحيم، لا تأسف يا روبي، فقط افعل ما تريد.»
استمرت ماري تعمل، وقمت أنا بمختلف الأعمال في الناحية. فأعددت تصميمًا لمطبخ، وقمت بمد أنابيبَ للصرف، وبنيت مخازن جديدة، وشيَّدت بضعَ حظائر للأدوات وجاراجًا، وأفنية وأسوارًا …
وواصلت بالطبع وضْع أفكاري على مائدة الرسم. وكان ذلك يتم بالليل ثم أستريح قليلًا في الصباح الباكر قبل أن تنهض ماري. واستطعنا أن ندَّخر عشرة دولارات في الأسبوع، وبذلك اجتمع لدينا في نهاية العام ألف دولار، فبدأت أبحث عن الأرض. كانت أسعار أراضي المدينة، وتلك القريبة من حدودها، تتجاوز إمكانياتي بخمس مرات، فكان عليَّ أن أبتعد في بحثي وأنتقل به إلى الريف.
وفي إحدى رحلاتي وجدت مزارعًا كان يرغب في أن يبيعني خمسة أكرات من غابة قريبة من جدول، مقابل تسعمائة دولار فقط. كانت الأرض تبعد خمسين ميلًا عن أقرب ضواحي شيكاغو. وبحثت الموضوع مع ماري في تلك الليلة.
قلت لها: «إنها جميلة يا ماري، وربما ونحن على مبعدة هكذا لن نواجه متاعبَ الخرائط الجيولوجية والتشريعات المختلفة. إن مَن يُقبل على الشراء بعيدًا هناك لا بد وأن يكون متمردًا مثلنا، وبوسعنا أن نبني خمسة منازل إذا أردنا … أوه، قد لا نبنيهم جميعًا مرة واحدة، لكن يومًا ما سيكون لدينا خمسة منازل، كلها قد شُيدت كما يجب.»
كانت ماري متعَبة وتثاءبت بشدة وهي تقذِف بساعديها إلى أعلى في عنفٍ جعلهما ينحيان جانبًا. «هو وود ياوووهجج … يجدُر بنا أن نأخذ المال ونذهب إلى بلدٍ آخر يا روبي، لكني أعرف أنك لن تفكِّر في هذا أبدًا. حسنًا، ربما استطعت على الأقل أن تنشئ بقعة صغيرة في الولايات المتحدة تساوي شيئًا … أوه حسنًا، لسوف تشتري تلك الأرض على أي حال يا روبي … لكن لا يجب أن نتوقع أي شيء بعد الآن، جنِّبنا أن نمرَّ بكل ما حدث مرة أخرى، اتفقنا؟ لن ننتظر أن يتقدم الناس لينتفعوا بما بنيته لمجرد أنه كامل … اتفقنا؟ لأنك تعرف ما يحدث دائمًا، لا شيء. إذا كان بوسعك أن تعمل دون أن تتوقع شيئًا من وراء ما تفعله، إذن امضِ في طريقك … تذكَّر أنك في حظيرة للخنازير، وأن الخنازير لن تحتاج أبدًا إلى مكان مقدَّس أو إلى الفن أو الجمال أو الجهد الصادق أو النزاعات السامية، أو أي من هذه الأشياء، الخنازير تضع مقدمة رءوسها في الأرض بحثًا عن طعامٍ يزيدها سمنة على سمنة، وتودُّ لو تنتفخ منه حتى تنفجر أحشاؤها. يجدُر بنا ألا نفعل شيئًا من أجلها مرة ثانية، لتعمل من أجلنا نحن، وإلى الجحيم بالمنازل التي لن تُباع أو تؤجَّر على الإطلاق. لنبنِ مكانًا هائلًا ضخمًا، وننتقل إليه، نحن ولا أحد غيرنا، ونستخدم الأكرات الأخرى في زراعة الخضروات وتربية الدجاج. هل تعرف أن جدي كان يُربي الدجاج وقد علمني كلَّ شيء عنها؟ لنكفَّ عن إسداء الجميل للبلهاء بعد الآن يا روبي؛ لأنك كلما ذهبت مُحملًا بالهدايا تلقيناها مصوبة إلى حلوقنا. أقول لتذهب كل الخنازير إلى الجحيم، واللعنة على أطفالها أيضًا، وإذا كانوا يريدون معابدَ فبوسعهم أن يُشيدوا دولارات هائلة، وهو ما يفعلونه بالفعل كما تعرف. فتلك المباني التي شاهدتها في المدينة ليست سوى دولارات منتصبة على أطرافها، أو أكوام من فيشات البوكر. لو فقط تكف عن المعاناة في سبيلهم، والاهتمام بأمرهم، وتتخلى عن الرغبة في صُنع شيء جميل من أجلهم. هل تتذكَّر عندما تخيلنا أننا سنبني مدينةً كاملة رائعة لهم؟ ما الذي سيفعلونه بها؟ أليرتكبوا جرائمهم، وأكاذيبهم وأعمالهم القبيحة وأحقادهم، على مرمى بصرٍ من مبانيك الجميلة، التي تتحرَّك حولهم؟ كلَّا، لا بد وأن يتغيروا، وبصورةٍ ما يرفعون أنوفهم عن الجذور التي يمضغونها دومًا حتى يمكنهم رؤية الأشجار، وهم لا يؤدون هذا يا روبي، كما تعرف؛ لأنهم يخشون الموت إذا لم تزدد أجسادهم سمنةً على سمنة … حسنًا، لكنك تعرف كلَّ هذا بالطبع، لقد قلته لك من قبلُ ملايين المرات.»
ركنت إلى الصمت زمنًا طويلًا، أفكِّر كيف تنحدر تلك الأرض وتغوص إلى أسفلَ مكوِّنة حفرة في وسطها، وكيف يرتفع أحد طرفيها عاليًا في تلٍّ به أشجار. ثم ضحكت، وانتصبت واقفًا بسرعة: «أعتقد أنكِ على حقٍّ يا ماري، سوف نشتري تلك الأرض ونقيم فوقها خمسة منازل عظيمة رائعة … بلدة كاملة جميلة في حالة حركة، وسوف ترين، سيتمنى كل إنسان في العالم أن يعيش بها.»
قالت: «أوه يا روبي، أحيانًا تجعلني حزينة للغاية وأود أن أبكي حتى أموت.»
«انتظري فقط، لسوف تحبينها عندما تشاهدينها. ليس بوسعك أن تريها الآن، وهذا ما يجعلك تخافين.»
قالت: «ولكن هذا ليس كل ما في الأمر …» وانسابت الدموع على وجهها قبل أن تخفي رأسها.
قلت: «كلَّا يا ماري … كلَّا … سيكون كل شيء على ما يرام … وسوف ترين.»