الفصل التاسع
انتظرنا طول اليوم، ومائدتنا ممتلئة، وأدواتها مُعدة، والمنازل الخمسة الرائعة من خلفنا، فضلًا عن شمس ناصعة ويوم دافئ من أيام مارس لحُسن الحظ، لكن أحدًا لم يأتِ، لا أحد على الإطلاق.
كان البعض يقتربون بسياراتهم، لكنهم عندما يُبطئون ويلحظون أنه لا يوجد زائرون غيرهم، يستأنفون المسير وينطلقون مُسرعين، تاركيننا لابتساماتنا، وأيدينا الممدودة، وطعامنا، ومناظرنا الجميلة.
وأخيرًا انهارت ماري، باكية، وكان الطفلان دائخين حزينين، يسألان عن الناس ولماذا لم يأتِ أحد منهم.
تهاوت ماري فوق الأرض، وهي تبكي بحرقة. ولم يكن ثمة ما يمكنني عمله لأرفع من معنوياتها.
واهتز شكلها الرائع بشهقات تقطع الأنفاس، وأخفت وجهها المُعذب.
طفقت تبكي وتبكي. لم يكن بوسعها أن تكُف، أو تشعر بشيء آخر عدا ذلك الحزن الحاد الذي يعلو ثم ينحسر، يعلو ثم ينحسر.
رفضت ماري كل محاولة للحديث؛ لأنه ليس إلا تفاهة في هذه الظروف، ولم تكن حاقدة، كانت حزينة فقط، حُزنًا جسديًّا متشنجًا، وبكاء متواصلًا وشهقات متتابعة.
وفي الظلام أخيرًا، بعد مضي وقت طويل، تمكَّنت من أن أجعلها تكُف لحظة لتصغي إليَّ، وقلت لها: «حسنًا يا ماري، لقد قُضي الأمر على الأقل.»
وهذا هو كل ما كنت أبغيه، على أية حال.