كشف الحلقة المفقودة بين أديان التعدد والتوحيد
«ميزة العصر الهيلنستي أنه كان حاضنة التوحيد الحقيقية والرَّحِم الذي وُلدت منه هذه الأديان؛ فقد عملت ثلاثة تيَّارات دينية كبرى هي «المُسارِّية والهِرمِسية والغُنُوصية» على ابتكار نوع من «التوحيد الباطني» الذي يؤمن بإله واحد، وتُقام له طقوسٌ تشير إلى كونه الفاديَ أو المخلِّص.»
في هذا الكتاب يسلِّط «خزعل الماجدي» الضوء على لحظة تاريخية حَرِجة، ومرحلة مهمة في تاريخ الأديان؛ وهي المرحلة الهيلنستية التي ظلَّت لفترة طويلة مُهمَلة بسبب الطمس المتعمَّد لها من قِبَل رجال الدين؛ لما تتضمَّنه من حقائق تاريخية مهمة حول التحوُّل الكبير للأديان من التعدُّدية إلى التوحيد الظاهري؛ إذ حوَت هذه المرحلة الكثير من الأفكار والتيَّارات المُؤمِنة بفكرة التوحيد العِرْفاني الباطني الخالي من الوحي، ووقع على عاتقها الاصطدامُ مع كتلتَين كبيرتَين، هما: كتلة الماضي الصَّلد للأديان التعدُّدية، وكتلة الأديان ذات التوحيد الظاهري غير العِرْفاني، وبالرغم من انتصار هذه التيَّارات على كتلة الماضي، فإنها فشلت أمام الأديان التوحيدية الظاهرية الجديدة المُؤمِنة بالوحي.