الفصل الثاني
المنظر الأول
(حبيب، وجنده في الغابة)
حرس
(لحن)
:
دُم بالمسرة والصفا
يا
أيها البدر المنير
فبكَ الزمان قد
صفا
وتيسَّر الأمر
العسير
فاسلم بعزٍّ وانشراح
ما
أشرقت شمس الصباح
واشْدُ النهار
مُشنفًا
صُبحًا على الغصن
النضير
حبيب
:
حيث إني لم أجد حليمًا في هذا المكان، فأرغب أن أصطاد
وحدي فأبعدوا عني الآن، ولكن لا تذهبوا إلى محل بعيد؛ كي
أدعوكم عندما أريد.
حرس
:
سمعًا وطاعة.
حبيب
:
يا تُرى أين ألقى حليمًا وغادر، لتنتعش بالاجتماع منا
الخواطر، ومع هذا لا أرى صيدًا في هذا المكان، فيلزم أن
أتوجَّه إلى غيره عسى أجد بعض طيور أو غزلان، ولربما أرى
حليمًا أو غادر، وهذا طائرٌ طائر، فلنُسرع بالمسير، قبلما
يطير.
المنظر الثاني
(حليم، غادر)
غادر
:
يا أخي صيد الطيور
في
رياض الارتياح
يُدني أنواع
السرور
والتهاني
والمِراح
سيما والوقت خالٍ
من
رقيب ذي ضلالٍ
فهنا صيد الغزال
لنا
يُمنٌ وفلاح
حليم
:
بالحقيقة يا أخي غادر، لقد سُرَّ مني الخاطر؛ حيث وقت
المساء نُقدم لأبي أنواع الطيور، فيُسر منا غاية
السرور.
غادر
:
نعم، يا بهجة الزمان، وخصوصًا إذا كان معنا بعض
غِزلان.
حليم
:
يا إلهي لك حمدي
فلقد
أسعدت جدي
وبغادر تم سعدي
والصفا
والانشراح
غادر
:
أدام الله يا سيدي صفاك، وبلَّغك من كل خير مُناك، بأي
لسان أشكر هذا الإنسان، وبأي قلم أحصر هذا الإحسان؟
موفق لسبيل الرشد
مُتَّبع
يزداد في الحلم
والمرذول يُجتنبُ
له خلائق بِيض لا
يُغيِّرها
صرف الزمان كما لا
يصدأ الذهبُ
وما هذه إلا نفس هنيَّة، وأيادٍ حاتميَّة، وقلب عطوف،
وطبع أَلُوف، ولسان رَطب، وحديث عَذب، وعهد وثيق، ومجد
عريق، وجمال باهر، وكمال فاخر، ورأي سديد، وصُنع حميد،
وعطايا عميمة، وسجايا مستقيمة؛ كأنه خُلِقَ من الكمالات،
وانطبق على أحسن الصفات.
حليم
:
ومَن صاحب هذه الصفات يا غادر؟
غادر
:
هو أنت يا معدن المفاخر، هي صفاتك الباهرة، هي خصالك
الزاهرة، قد صرفْتَ عني كل كدر، وأقلْتَني من نوائب الزمان
ودواهيه، ورفعْتَني مكانة سامية، وغمرتني بنعمك الهامية،
وقلتَ إن سعدك وصفاك، قد تم بوجودي، فسبحان من سواك،
وجعلكَ منهلًا لكل وارد، وملجأً لكل قاصد، إنه السميع
البصير، وعلى ما شاء قدير.
حليم
:
وهل في الناس يا معدن الألطاف، من يتَّصف بغير هذه
الأوصاف؟
غادر
:
ترى من تُقربه وتُواسيه، وتُهذبه وتُراعيه، وتُعلمه
الأدب وتكفيه النوَب، وتكون به ذا رأفة وإشفاق، وعليه ذا
حنو وإنفاق، وتُخرجه من الظلماء إلى الضياء، وترفعه من
الحضيض إلى العلياء، وتُعادي من أجله الأصحاب، والأقارب
والأحباب؛ حرصًا عليه من أهل الفساد، وأرباب الضلال
والعناد؛ أملًا أن يصير لك صديق، وعدة في كل شيء وضيق،
فبعد تلك العطايا، والمواهب والهدايا، تراه كنقش على
حيطان، أو رقص بين غيطان، وغمام بلا مطر، وأكمام بلا زهر،
يُقابل حسناتك بالسيئات، ويُكلمك بلسانه وطرفه يرقب أصحاب
الغايات، إن حدث كذب، وإن لمس خلب، وإن لان هان، وإن
استُؤمن خان، وإن عُوتب نافق، وإن استُشير على ضُرِّك
وافق، وإن ظفر نهش، وإن قدر بطش، لا يراعي وداد، ولا يألف
أحدًا من العباد، إلا لغاية نفسية، أو منفعة ذاتية، لا
يستقيم على حال، ويُصدق فيه قول من قال:
أعلِّمه الرماية كل
يوم
ولما اشتد ساعده
رماني
وكم علمتُه نظم
القوافي
فلما قال قافية
هجاني
وهذا يا مولاي من يتصف بضد أوصافك الحِسان، ويكون مُنافقًا
بالقلب واللسان، ومن الناس من يُقابل الإحسان بالإحسان، ويكون
صادقًا إلى آخر الزمان، وإن أطعمتَه سقاكَ، وإن واسيتَه ودَّك
ورعاكَ، وهذا أيها الحليم الفاخر، في هذا الزمان قليل ونادر، وعلى
كلٍّ أيها الكامل، يجب على كل نبيه عاقل، أن ينفي صحبة الأنذال،
ويتمسك بصحبة آل الكمال، ولله در من قال وأنذر، وطوبى لمن سمع
وتفكَّر:
إذا كنت في قوم فصاحب
خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع
الرَّدي
عن المرء لا تسأل وسَلْ عن
قرينه
فكلُّ قرين بالمقارن
يقتدي
حليم
:
آه يا أخي غادر، هذه أوصاف ناصر، ما كنتُ أجد عنه
انفصال، ولا خلاص من نصائحه الثقال، كلما أردتُ أن أصطحب
مع إنسان، يهمر عليَّ كأنه شيطان، ويرغِّبني في العزلة
والانفراد، وأن أهجر جميع العباد، حتى إنه نصحني عن صحبتك
مِرار، وقال: إنك من الأشقياء الأشرار، ولكني تركتُه إلى
حيث لا يعود؛ لما تيقَّنت أنه كنود جحود.
غادر
:
إلى كم يُداري المرء حاسد
نعمة
إذا كان لا يُرضيه إلا
زوالها
كم أُداري ذلك الختير، وأخدمه خدمة العبد للأمير، وهو
يودُّ لي الهلاك، والوقوع في الأشراك، وعند الاجتماع يُظهر
لي الوداد، والمحبة دون جميع العباد، فأعوذ بالله من صحبة
ذي الوجهين، المتكلم كخائض المداد بلسانين.
قل للذي لستُ أدري مِن
تلوُّنه
أصادق أم على غشٍّ
يناديني
تغتابني بين أقوام
وتمدحني
في آخرين وكل عنك
يأتيني
وأنا لا ألوم ناصر على بغضي، ولا أتكدر من دخوله في
عرضي؛ لأنه توشَّح بما فيه، وطرده جزاء يكفيه.
سألزم نفسي الصفح عن كل
مجرم
وإن عظُمت منه عليَّ
الجرائم
حليم
:
بارك الله فيك يا غادر، وحماك الله من كيد كل ماكر
فاجر.
غادر
:
قد حماني وله المنة والفضل، وألبسني حُلة الكمال
والعقل.
يُعدُّ رفيع القوم من كان
عاقلًا
وإن لم يكن في قومه
بحسيبِ
فإن حل أرضًا عاش فيها
بعقلهِ
وما عاقل في بلدة
بغريبِ
والعاقل يا مولاي لا يكون إلا بصير، وبعواقب الأمور
خبير، لا يغضبه القادح، ولا يسرُّه المادح، تراه ثابتًا في
النوازل، معدودًا في البواسل، لا يتسبب في نقمة، ولا يَحسد
على نعمة، ولا ينظر إلى عورة، ولا يسعى إلى مضرة، ولا
يُعجب بنفسه، ولا يتكبَّر على أبناء جنسه، ولا ينمُّ ولا
يستغيب، ولا يكون إلا في جميع الأقوال مُصيب، وما ذلك إلا
بفراسته ونبالته، وكمال عقاله وسياسته.
إذا أكمل الرحمن للمرء
عقله
فقد كمُلت أخلاقه
ومآربه
حليم
:
مثلك يا غادر مَن يكون، في جميع الأحوال والشئون، فلله
درُّك من عاقل أديب، جمع الله فيكَ كل وصف عجيب!
غادر
:
ما أنا يا مولاي إلا عبد إحسانك، وغريق حب بنانك، فلولا
وجودك ما ذُكرت بلسان، ولا ميَّزت الإساءة من الإحسان،
وحيث إن الله كفاني كيد ناصر، وأبعده عني نادمًا خاسر،
فأرغب ألَّا يضيع الوقت بذكره، فقد لقي عاقبة مكره.
حليم
:
ماذا تريد يا أخي أن نفعل؟
غادر
:
أرغب يا مولاي أن نرجع إلى المقصد الأول، وهو صيد
الطيور؛ لنحصل على كمال النشوة والسرور.
حليم
:
قد صدقت أيها الفاخر، ولكن لا أرى في هذا المكان ولا
طائر.
غادر
:
الطيور يا سيدي ما لها محل مخصوص، وأحوال الصيادين
دائمًا كاللصوص، ينتقلون من مكان إلى مكان، يتفقدون الطيور
والغزلان، والصياد لحصول المُراد، لا ينفك عن الانفراد،
فإذا شئتَ فلنفترق إلى جهتين؛ كي لا نرجع بخفي
حنين.
حليم
:
رأيك يا أخي غادر.
غادر
:
سر بحراسة القادر، (يبتعد حليم
فيقول غادر) بحراسة الشيطان الرجيم، أيها
النذل الذميم، إلى كم أتملَّقه بالكلام، وما كنت أحصل على
المرام؟ فلا بد من قتله في هذا النهار، ولو أُلقيتُ بعدها
في النار، وأقول لوالده الثقيل، قد افترسه أسد أو فيل،
وبهذا العذر أخلص من العنا، وأبلغ القصد والمُنى، وهذا
طائر، إليَّ سائر.
(يدخل حبيب ويهم غادر بقتله.)
المنظر الثالث
(غادر، حبيب، جندي)
غادر
:
ما هذا؟ آه يا خئون.
حبيب
:
مهلًا أيها المصون، تخلَّق بأخلاق الكِرام.
غادر
:
آه يا ابن اللئام! قد غشَّى ظلام الحقد على عيوني،
والغضب قد أثار شرار جفوني، وسأنتهز الفرصة بقتل هذا
البغيض، وسحق لحمه وعظمه العريض.
حبيب
:
اخسأ يا غدَّار، وإلا أسقيك الدمار.
غادر
:
انت تُذيقني الدمار، آه يا ابن الأشرار.
ألا بادر إلى شُرب
الحِمام
بهذا السيف يا نسل
اللئام
حبيب
:
خسئتَ، وخبتَ يا وغد
ذميم
… … … …
…
غادر
:
… … … … …
لكَ الخسران
من بطل هُمام
حبيب
:
فخذها، واذهبن للقبر حالًا (يضرب غادرًا فلا يُصيبه).
غادر
:
… … … …
اسكت، وذُق طعم
المنيَّة من حسامي
(يطعنه بخنجره.)
حبيب
:
جنودي أدركوني قُتِلتُ
ظُلمًا
… … … …
…
غادر
:
… … … …
ألا فاسكت،
ومُت قهرًا أمامي
ولكن مَن قتلتُ الآن
ويلي
أنا في يقْظة أو في
منامِ
وهل هذا حليم لا
وربي
فهذه رمية من غير
رامي
فقُم يا نور عيني يا
حبيبي
ولكن لا حياة لمن
أُنادي
إلهي من أرى قد جاء
جندي
وقد أُلقيتُ في غَور
الضرامِ
(يدخل جندي.)
جندي
:
ألا يا من قتلتَ ابنًا
فريدًا
لسلطان العلا ملك
الأنامِ
هلمَّ معي إليه كي
تُجازي
على ذا الفعل … … … …
غادر
:
… … … … …
… … … عد يا
ابن الحرامِ
وإلا أذقتك من كفي
سيفًا
يقدُّ بحده هام
الحمامِ
الجندي
(في نفسه)
:
يلزم أن أذهب بلا قيل وقال، وأُحضر بقية الجند في
الحال
(يخرج.)
غادر
:
ويلاه في أي هاوية سقطتُ؟ وفي أي بلية وقعتُ؟ ما هذا
الضلال المبين؟ وكيف قتلتُ ابن الملك قسطنطين؟ مَن نصيري،
مَن مُجيري؟ الآن تأتي الجنود، وأُسحب مكبَّلًا
بالقيود.
المنظر الرابع
(غادر، حليم)
غادر
(يدخل حليم، فيرتمي غادر على قدمي
حليم)
:
آه يا مولاي حليم، خلِّصني من هذا الأمر الذميم.
حليم
:
ماذا صار؟ أشغلت مني الأفكار.
غادر
:
انظر يا مولاي إلى هذا القتيل.
حليم
:
آه هذا الأمير نجل الملك قسطنطين، ومَن قتله من
البشر؟
غادر
:
أنا يا مولاي المُفتخر؛ قد قتلتُه على غير عمد، ورآني
أحد الجند، وذهب ليحضر العسكر؛ ليأخذني عند الملك مُحقَّر،
فكيف العمل؟ قد فرغ مني الأجل.
حليم
:
هذه الداهية الدهما، والبلية العظمى.
غادر
:
أرجوك يا مولاي أن تُخفي معك هذا الخِنجر، قبل أن تحضر
العسكر، فعسى أن أنجو من الأتراح، إذا رأوني خاليًا من
السلاح، فقد عزمت على الإنكار؛ لأخلص من الدمار، خذه يا
مولاي بالعجل، آه! متُّ من الوجل!
حليم
:
شفقة الوداد يا غادر، تُلجئني أن أخاطر؛ مع أن جُرمك
عظيم.
غادر
:
الصنيعة يا مولاي حليم.
حليم
:
أنا آخذه وأخفيه، وأساعدك على ما تبتغيه، بشرط تتوب، من
جميع الذنوب.
غادر
:
أتوب يا سيدي أتوب، خلِّصني الآن من الخطوب.
(يأخذ حليم الخنجر ويُخفيه.)
غادر
:
الله يحفظك ويُبقيك، ومن كل بلاء يُنجيك.
حليم
:
أسفًا على طلعتك أيها الحبيب، وقوامك القويم الرطيب، قد
غار كوكب مجدك، فكيف حالنا من بعدك؟ سيدي حبيب، آه أعياني
النحيب.
قُتلت أيا حبيب القلب
ظُلمًا
وأدرك ذاتك العليا
الحِمام
لفقدك كل ذي روح
يُنادي
على الدنيا ومن فيها
السلام
إلهي امنح الملك صبرًا على هذه المصيبة العظيمة!
غادر
:
أواه! وا سيداه! ما هذه البلية الأليمة؟!
حليم
:
غادر ها قلبه يختلج؛ انظر فعسى نشفيه.
غادر
:
أمرك يا سيدي (حليم يجس نبض
حبيب).
غادر
(في نفسه)
:
وعسى أتبعك فيه.
المنظر الخامس
(حليم، غادر، جنود)
جندي
(يدخل مع جنود غيره)
:
هذا هو القاتل اللئيم.
غادر
:
أغثني يا مولاي حليم.
جندي
:
أمسكوه أيها الجنود (يحاول
الجند القبض على غادر).
حليم
:
اتركوه أيها اللئام، فما فعل من الآثام؟
جندي
:
وهل إثم أعظم من هذا أيها اللبيب، الذي قتل مولانا
حبيب؟
غادر
:
أنا! أنا! ما هذه التهمة؟ أنا! أنا! ما هذه النقمة؟ أنا
التقي، أنا النقي، أنا الذاكر، أنا الشاكر، أنا الصائم،
أنا القائم.
جندي
:
صه يا دجال، اقبِضوا عليه أيها الرجال.
(يحاول الجند القبض على غادر.)
غادر
:
أظهر براءتي أيها المُتعال.
جندي
:
آه يا قبيح الفِعال؛ قتلت الأمير حبيب بكل جراءة، وتطلب
من الله البراءة، اسحبوه أيها الجنود؛ ليسكن
اللحود.
غادر
:
دعوني، دعوني يا أخيار؛ لأحكي لكم ما صار.
جندي
:
تكلم يا ابن الفُجَّار.
غادر
:
اعلموا أيها الأبرار أني دخلت هذا المكان؛ لأصطاد بعض
طيور أو غزلان، فرأيت حليم بيده خنجر، ومولاي حبيب بدمه
مُعفَّر، فسألتُه عن القاتل، فقال هو الفاعل، وهذا ما
سمعتُه يا كرام، من فمه والسلام.
حليم
:
غادر ما هذا البُهتان؟
غادر
:
اسكت أيها الخوَّان، أما أنت القاتل يا كنود؟ فتِّشوه
أيها الجنود.
حليم
:
وحياتك ما عندي خبر.
غادر
:
أظهرْ يا غائل الخنجر؛ الذي قتلت به الحبيب الوحيد،
والأمير الفريد. (يُفتش الجند
حليمًا، فيجدون معه الخنجر.)
غادر
:
ها حصحص الحق، واتَّضح الصدق، آه يا خئون.
حليم
:
غادر ما هذا الجنون؟
غادر
:
ذُق يا خائن الدمار؛ جزاءً لك يا غدار.
حليم
:
إني بريء ورب السموات، فارحموني أيها السادات، أهذا
جزائي يا غادر؟
غادر
:
اسكت يا فاجر، أمطري أيتها السموات نارًا مُحرقة،
وارشُقي هذا الشقي بألف صاعقة؛ الذي اغتال فرقة
السرور.
حليم
:
آه أغثني يا غيور (يُكبِّل
الجنود حليمًا بالقيود).
المنظر السادس
(المذكورون، الوزير)
الوزير
(يدخل)
:
خَلِّ عن ولدي أيها الغادر.
حليم
:
آه يا أبي، قد بهتني هذا الفاجر، بقتل الأمير حبيب، وهو
الذي قتله، وحق القريب المجيب.
غادر
:
أنا! أنا؟! مع مَن وُجِد الخنجر؟
الجند
:
مع حليم.
غادر
:
المحسوس لا يُنكر فِعل ما فَعَل، وقال: إنه ما
قتل.
حليم
:
ويلك يا ظالم.
غادر
:
شُلَّت يداك يا أثيم.
حليم
:
ما هذا الجحود؟
غادر
:
اسحبوه أيها الجنود
(يحاول الجنود سحب حليم.)
حليم
:
غادر الأمان
يا أبي
أغثني
خان ذا المهان
الوزير
:
اتركوا الحبيب
قبل أن تحولوا
من هذا المكان
الجند
:
أيها الوزير
تركه بعيد
ليس في الإمكان
حليم
:
أيها الجنود
إنني
تقي
طاهر الجَنان
الجند
:
كتِّفوه واسحبوه
أيها
القوم الكرام
واصلبوه واجعلوه
عِبرةً
بين الأنام
الوزير
:
انظروا نقض العهود
من
لئيم ذي نفاق
واشهدوا فعل
الكَنود
باتِّعاظ يا
رِفاق
الجند
:
هيَّا للويل الوبيل
يا
خئون والدمار
غادر
:
… … … …
اسمعوا هذا
الفشار
حليم
:
بأن غُلبي زاد
كربي
وبرى جسمي
الوبل
فسيجزي الله ربي
فاعلًا
ما قد فَعل