الشيخ متلوف
«مُذنِب وعاصي محتقر كذاب كمان *** ظالم حرامي وابن نوري من زمان
من سوء أفعالي رماني ربنا *** وخصِّني بالمقت والتعذيب هنا
لو تنسبوا كل الكباير لي أقول *** إني فلاتي مرتكب ناقص جهول»
يُعَد المسرحُ الحديث لونًا فنيًّا جديدًا لم يعرفه العرب إلا متأخرًا في نهاية القرن التاسع عشر؛ لذا كان لزامًا أن تكون التجاربُ الأولى في النص العربي المسرحي إما مُترجَمةً وإما مُقتبَسةً من أعمالٍ عالمية لآباء المسرح العظام، مثل «موليير» و«شكسبير» وغيرهما، وذلك بنكهة شرقية تراعي تقاليد المجتمع العربي وخصوصيته الثقافية. والمسرحية التي بين يدَيك تمصيرٌ لكوميديا «موليير» المعروفة باسم «ترتوف»؛ حيث استعار المؤلِّفُ الروايةَ الأصلية وحرَّف اسمَها الأصلي بذكاءٍ إلى «الشيخ متلوف»، وجعل أحداثَها تقع في مصر بألسنةٍ عربية، وذلك في قالبٍ غنائي غلبت عليه اللهجةُ العامية؛ ربما ليجذب الجمهورَ إلى هذا الفن الجديد. وتتَّسم أحداثُ المسرحية بكونها باسمةً مليئةً بالمُفارَقات الساخرة التي يقوم بها شيخٌ دَعِيٌّ مُنافِق يشتري بدِينه عرَضَ الدنيا القليل.