الفصل الأول
واللعب في بيت غلبون
المنظر الأول
(الست أم النيل وأنيسة ومريم وسلمان وسامي وبيهانة وكعب الخير)
الست أم النيل
:
يالله بنا نروَّح قوام يا كعب
الخير
دولا جماعة الكل ما فيهمش خير
كعب الخير
:
هوَّا جرى حاجة هنا يا ستِّنا
حتى نروح برَّا ونترك بيتنا؟
أم النيل
:
كتر الكلام ما لوش نفع يالله بنا
راح أقعد أتلفِّت هناك ولَّا هنا
كعب الخير
:
بس الخروج دا ليه وأنا شايفة
الجميع
من تحت أمرك كلهم سميع مطيع؟
والكل تحت اليد فِلِّلي تأمريه
تقدمي اللِّي تقدميه وتأخَّريه
أم النيل
:
لا والنبي ما أقعد ولا بقيت أقيم
دي مش معيشة دا مرض وعذاب أليم
ريقي نشف ما حد سامع كلمتي
حتى لساني ما دخل في شفتي
حمَّام بلا ميَّه وأنا في وسطكم
عاملة عرافشة هو أنا مش ستكم؟
بيهانة
:
هو حد قال حاجة ولا اتنفِّسُم؟
دي كتمة إيه! والله المساكين
يفطَسُم
أم النيل
:
وكمان خدَّامة وتتحاكي معي
يالله قوام من بيت ابني اطلعي
في كل يوم حلقك علينا تفتحي
وتغجَّري لي بالعجل وتقبَّحي
سامي
:
بس إيش جرى؟ … … … …
أم النيل
:
… … … … اخرص وإلَّا أقول لبوك
هُمَّا اللي كانوا علِّموك ما
أدِّبوك
تحكي كلام فارغ هنا ما تختشيش
هو انت سكران بس أو واكل حشيش؟
مريم
:
يو بس ما لك؟ … … …
أم النيل
:
… … … … اسكتي أوعي تنطقي
أما صحيح إن الشقي عمره بَقِي
يا ساهية من تحت راسك كل ده
هو حد زيك في البنات يعمل كده
أنيسة
:
ما لك كده؟ … … … …
أم النيل
:
… … … بس اسكتي في عرضك
آه إن عملتي ما عملتي برضك
حق اللي زيك عاقلة ومأدبة
ديمًا لحاجة بيتها مرتِّبة
وبس في اللبس الكويس فالحة
وتخرجي طول النهار يا قارحة
شفنا النساء الأحرار ما يزَّينوا
إلا لأزواجهم ولا يتبيِّنوا
سلمان
:
وبعد دا كله؟ … … …
أم النيل
:
… … … بقا انت التاني
اللي حكيناه راح نعيده تاني
شوف أمَّ أقول لك يا جدع بالمرة
اسكت ولَّا قوم واخرج برة
غلبت ساكتة لك وانت برضك
حشِّم شوية واختشي في عرضك
خلِّي الوداد ما بيننا متَّاصل
وإلا أقول لابني وأزعل واصل
سامي
:
ما حد مبسوط عندنا إلا الفقي
يبحث على الرايق ومنه يستقي
أم النيل
:
طيب كماني والفقي دا ما له
راجل مصلِّي متقي في حاله
واجب عليك إنَّك تقبِّل يده
وتستمع قوله وتبقى عبده
وإن كنت تتجنن وتغلط مرة
في حضرته لأغضب عليك بالمرة
سامي
:
إيش الكلام ده مين هنا يتحمله؟
دايمًا مبوِّز واللي جاله تلتله
قاعد ومتحكِّم وعامل محتسب
والله قليل بس الراجل ده إن كسب
بيهانة
:
ومقمط الحكمة وطالع فيها
وإن شاف لعبة بالعجل يخفيها
وإذا رأى واحد يهزر يشفره
ويطلع أخلاقه عليه ويكفَّره
أم النيل
:
الحق بيده دا بطل من الفحول
جسمه صبح من العبادة في نحول
ومقصد ابني تسمعوا كلامه
وتلزموا كل الحيا قدَّامه
سامي
:
والله أبويا أبدًا ما يمكنه
من كل أغراضه بنا يمكِّنه
ولا أشوف ذاته ولا أقعد معه
وإن كان يتكلم أنا ما أسمعه
لا بد لي عن يوم أوريه دا القبيح
وأفرجه إن كان مذبذب أو صليح
بيهانة
:
أما عجايب عندنا وعار كبير
راجل فقير يجي هنا يعمل أمير
ما يفتكر لما دخل حافي هنا
وجِبِّتُه من العرق مدهنِنَا
والحتة القفطان كلها رُقَع
وأكمام قميصه مقرقفة من البقع
قوام نسي أصله وحالته تغيرت
وبعدها نفسه علينا تكبرت
أم النيل
:
إش وصلك برضُه أمير طاهر نضيف
ريحته تردِّ الروح وملبوسُه ظريف
صالح يخاف الله وحالته باهرة
يحكم عليكم بالنفوس الطاهرة
بيهانة
:
والله يا ستي صلاحُه ده نفاق
والخبث والتزوير فيه بالاتفاق
أم النيل
:
إش وصلك تحكي؟ … …
بيهانة
:
… … … ومين يستأمنه
لما يجيب واحد أمين ويضمنه؟
أم النيل
:
الشر برَّه هوَّا خدام ينضمن
دا سيد أمير عاقل مؤدب مؤتمن
لكن من يحكي ولو على أبوه
ويقول على الدغري قوامك تكرهوه
هُوَّا عدوُّه المذنبين ويَّا
الذنوب
ولا يحب إلا الشقي يومِن يتوب
بيهانة
:
وليه يغير لما يشوف واحد يجي
إن كان زايرنا وإلا مرتجي
له بس كم يوم في الأماير دي طلع
وكلما يشوف حد زاير ينفقع
بدي أقول لك حين نكون لوحدنا
(وتشاور على أنيسة.)
اليوم بشوفه يغير كتير على
ستِّنا
أم النيل
:
اتفكري في اللي تقوليه واخرصي
أوعي تزيدي في الكلام وتنقَّصي
واجب عليه إنه يِنَقْمَر بالكلام
على الرجال اللي يجونا في زحام
وكل يوم على الباب حمير بلا عدد
وكلهم مستخدمين وأولاد بلد
وأغلب الجيران ضجت مش مليح
وإن كان أكترهم يحبونا صحيح
لكن كلام الناس من زيد أو شعيب
في حقنا بالله عليكم موش عيب
سلمان
:
يبقى على دا أمال نبطل دا الحديت
ونفُض أكل اللحم مع شُرب النبيت
وإن جا حبيب يسأل علينا نطرده
من شان كلام الناس وعنا نبعده
لو كان علينا ألف سور من النحاس
وإلا فداويَّة تقول بالسيف حاس
برضُ الكلام ما ينقطع وأحسن لنا
نعوم ونحرس في المياه تيابنا
بيهانة
:
إن كان كلام جيراننا هوا الوحش
جيراننا مش غز مع زوجها العفش
يتكلموا إيه دول كمان ميستحوش
هما برابرة كلهم ولَّا وحوش
في بيتهم الطالع وداخل كل يوم
ومية الحمام قُصاد الباب عوم
إن كان معاهُم قول يكون عن
نفسهُم
دي الناس تعرفهم وتعرف جنسهم
قال كلم القحبة بكلمة تقتفيك
واللي يكون فيها تجيبو سد فيك
أم النيل
:
كل الكلام دا بوش ولا له منفعة
والخوض بعرض الناس ما هو مجدعة
الست دودو بيتها قدَّامنا
زعلت من العالم وكترتها هنا
بيهانة
:
الست دودو من يقول عنها كلام
حرة تقيَّة ما عليها شي ملام
لكنها كبرت قوي وتقدمت
وتحسرت على الشباب وتندمت
من قلة الحيلة ومن كثرة مفيش
تابت عن العرقي وعن شرب الحشيش
كانت وهي شبَّة تحب البحبحة
وتكلم الجدعان وتهوى السرمحة
وإن فات عليها الحلو ترمش
بالعيون
وتفتخر بالصرف مع كتر الديون
لما أتاها الشيب ودلدل نهدها
وبيِّن الكراميش قوام فوق جلدها
صبحت عدم والغل في القلب انزرع
تزعل وتظَّربِن إذا شافت جدع
وتطل من الطاقة وتقدح للصغار
وتخرج السكة وراهم بالإزار
وكل دا مش عقل دا أصله حسد
من بعد خرمة في المزاج اللي
انفسد
ودي طبيعة في العجايز كلها
لم تقبل أهل الحظ لو كان أهلها
أم النيل
(لأنيسة)
:
آدي الكلام الحلو دللي يعجبك
تستاهلي إيش بالذي يحل بك
أما أنا ما لي هنا إلا السكوت
ومن البيوت بُرِّيه ومِللي في
البيوت
أنا كمان أحكي وأقول لي كلمتين
هوا الكلام من غير حنك يخرج منين
طول عمر ابني ما عمل طيب هنا
إلا مجيبته في الإمام ببيتنا
دا الشيخ أبو متلوف ربي أرسله
يجلي صدا القلب الحزين ويغسلُه
ويعلِّم أولادي الصلا ويَّا
الصيام
ما حد زيُّه في بيوت الناس إمام
مسكين من كان يحرمه منه الإله
يموت قتيل الكفر ما يعرف دواه
لكن كلامي عندكم راح في الهوا
إنتم جماعة خاسرين الدين سوا
ما تفلحوا إلا تلعبوا وتكركروا
وتعربدوا طول النهار وتسكروا
على الخصوص سلمان من دونكم تقيل
(وتشاور عليه.)
طول النهار مرمي هنا زي القتيل
(ثم تضرب كعب الخير بالكف وتقول):
يالله بقول لك من هنا اخرجي معي
طول النهار قاعده كدا تتمرقَعي
لملَّص ودانك وأهري جتِّتك
ولا أخلي حد مِنَّا يحدِّتك
المنظر الثاني
(سلمان وبيهانة)
سلمان
:
روحي بقى إن شا الله هنا ما
ترجعي
طول النهار تخانقي وتجعجعي
بيهانة
:
يكفي بقى بشويش أحسن تسمعك
تعمل لنا شبكة وتتخانق معك
سلمان
:
ما حد سايعها خناق ولا كلام
وبس ماسكة قافية الشيخ الإمام
بيهانة
:
إشحال لو شفت ابنها وقافيته
تلقى إمام البيت صبح أفيونته
دا الشيخ أبو متلوف عرف يحكم
عليه
ما يقابله في البيت حتى يبوس
إديه
من غفلته عامله رفيقه أو أخوه
وأغلب الأوقات يقول عليه أبوه
ويفضله على الفميليا كلها
ابنه وبنته مع حريمه وأهلها
وإن كان معه أسرار ما يحوشها
عليه
ويرتكن في كل تدبيره إليه
إذا لقاه مقبل عليه يعنقه
ويطعمه ويشرَّبه وينشَّقه
يجلس على السفرة معه ويزقَّمُه
وإن قل عنده العيش قوام يلقمه
وينبسط كتير لما يدبَّها
وطاسة الشربة بحلقُه يكُبَّها
وإن كان يتكرع ويفتح مبلعه
يفرح كتير وينشطه ويشجعه
قُصر الكلام دا الشيخ أبو متلوف
ملك
عقله وروحه أبصر إزاي ما سلك
تلقاه إذا تكلم بكلمة دا الخبيث
يسنط لها كَنُّه بيقرا في الحديث
حتى تراه حط التبات في مطرحه
يركب حصان في غفلته ويرمَّحه
وكلما يطلب فلوس ينوِّله
طقطق ولا عمره لصرَّاف حوِّله
وحكِّمُه فينا وهو ما ينقرع
وله كلام زي الجلل ما ينبلع
يا رب سيدنا بعد ما كان يعبده
يغضب عليه من بيتنا ويطرده
المنظر الثالث
(أنيسة وسامي ومريم وسلمان وبيهانة)
أنيسة
(لسلمان)
:
لو كنت حاضر كنت تسمع سِتِّنا
يا دهوتي من حي ما قالت لنا
خليك لما أطلع أشوف سيدي وأجي
لا بد إنه بعد ساعة ما يجي
سلمان
:
خليني أنا أستنى هنا من غير طلوع
ما ينوبني إلا بس مشوار الرجوع
المنظر الرابع
(سلمان وسامي وبيهانة)
سامي
:
يا ست بيهانة على أختي كلميه
إياك يجوِّزها لسيدي أحمد نبيه
أحسن أنا خايف من الشيخ الإمام
ليكون توقف له وجمض في الكلام
وأنا أحب أحمد وأخته أحبها
ومقصدي يا ست أجَّوز بها
بيهانة
:
اسكت بقى أحسن أبوك جا يسمعك
يقعد يزعق لي ويتخانق معك
المنظر الخامس
(غلبون وسلمان وبيهانة)
غلبون
(لسلمان)
:
أهلًا نسيبي سيدي سلمان السخي
سلمان
:
الحمد لله على السلامة يا أخي
غلبون
:
الله يبارك فيك لنا ويحفظك
لله ما أحلاك وأحلى ملفظك
غلبون
(لبيهانة)
:
وانتم كمان في طول غيابي
إزَّيُكم
إياك تكونوا بالعوافي كلكم
بيهانة
:
ستِّي أنيسة اسَّلبَطِتْ قبل
العِشَه
باتت بطول الليل وهي مشوَّشَة
غلبون
:
والشيخ أبو متلوف؟ … … … …
بيهانة
:
… … … بخير في كل شي
يمشي ويتهدف بجبة مشمشي
والوش رادد والخدود متختخة
وله زنود بيضا سمينة مبطرخة
غلبون
:
مسكين يا متلوف … …
بيهانة
:
… … … وستي اتغلبت
باتت على فرش العيا واتقلبت
وجا العشا وانشال وهي ما داقته
قُطُع العيا بالحيل وقُطعت سيرته
غلبون
:
وشيخنا متلوف؟ … … …
بيهانة
:
… … أكل وحده العشه
ما بس حشمها ولا بس اختشَه
إلا شمط فرخة على قلبه كده
وأربع شقق من الكبير مقددة
غلبون
:
مسكين يا متلوف … … …
بيهانة
:
… … … وفات الليل قوام
وستنا ما تذوق فيه طيب المنام
سُخنة من النزلة وتقدح في شرار
حتى قضينا الليل وجا بعده النهار
غلبون
:
وشيخنا متلوف؟ … … …
بيهانة
:
… … أكل لما انقلب
وبعدها اسَّلَّا بانجر من عنب
وبات يشخَّر طول ليله للصباح
ولا صحي إلا فين حتى الوقت راح
غلبون
:
مسكين يا متلوف … … …
بيهانة
:
… … … وهي شافت العذاب
دي ليلة إمبارح كانت ليلة هباب
جاها الحكيم فصد دراعها مرتين
والدم الأسود سال منها وِقِّتِين
غلبون
:
وشيخنا متلوف؟ … … …
بيهانة
:
… … صبح زي الحديد
وكل يوم في أكلته عن يوم يزيد
لجلن يوفر عفيته عند المبيت
شرب على السفرة تلت أرطال نبيت
غلبون
:
مسكين يا متلوف … … …
بيهانة
:
… … … أهُم لُخرين بخير
وأكلهم بكرة يكون من لحم طير
والله لطلع فوق وأضرب مشوره
وأقول لستي على الكلام اللي
جَرَه
المنظر السادس
(غلبون وسلمان)
سلمان
:
البنت مريم تَنِّتْها تسأل عليك
لكنها خايفة تقف ما بين إيديك
والحق ينقال يا أخي مش مسخرة
مين بس يقدر يستمع للي جره؟
ويظن راجل في المدينة زيِّ ده
من بعد ما كان مفتقر يصبح كده؟
غلبون
:
غندق شوية يا نسيبي وافتكر
هوا هنا كل الرجال ما تنذِكِر
وانت كمان اللي تكون ما تعرفه
وتخوض في عرضه بقيت ما تنصفه
سلمان
:
إن كنت أنا ما أعرفوش قل لي عليه
لجلن إذا شفته أقف وأبوس إديه
غلبون
:
حقيقةً إذا عرفته تنبسط
تقع عليه في كل يوم وتنهبط
وتنشرح منه إذا اتكلم كتير
وتقول عليه من حق دا راجل أمير
من يقتدي به في الفعال عاش في
أمان
ويزهد الدنيا ولا ياكل كمان
أما أنا اليوم الذي أقضيه معه
أحب أسكت عن كلامي وأسمعه
ولو عدمت أهلي وأولادي سوا
وانصَبْت بالتشويش يكون هُوَّا
الدَّوا
سلمان
:
يا صاحبي أهل الجلالة هُم كده
يبقى جبين الشخص بينقَّط نَدَه
غلبون
:
لو كنت تنظرني وأنا بعنقه
لكنت تحسدني عليه وتعشقه
الله عليه لما يجي وقت الصلاة
ويخش في الجامع وأنا قاعد معاه
تلقا عيون الناس فيه مرشَّقة
وقلوبهم في جبِّته معلَّقة
وهو لهم ما يلتفت من الخشوع
نازلة على صدره من الخشية دموع
وإذا خرجنا نلتقيه قام وامتثل
وسبل إبريقين ميَّه بالعجل
ويشيَّع الخدَّام ينده لي قوام
ويقول اشرب من السبيل أحسن حرام
وإن كنت أعطي له فلوس على السبيل
فات نُصَّها فيدي ويرضى بالقليل
وإن كنت ما أرضاش وَخدْها كلها
لا بد ما يحسن إلى الفقرا بها
من يوم دخل بيتي وأنا في خير
كتير
ومنيِّم الأولاد على فرش الحرير
وهبت له روحي ومالي والحريم
من تحت أمره الكل دا طبعه سليم
إذا رأى عيبة على أهلي يقول
من غير تكليف بيننا ولا فضول
وكل شيء شافُه من النسوان حرام
حتى صلاة الصبح في البيت الحرام
سلمان
:
ده دي الكلام القفش ده مين
يعقِلُه؟
دا اللي يقوله طور والناس تعقله
بالله تفُضَّك يا أخي من دي
الأمور
واصغي لأهل العلم إن العلم نور
غلبون
:
أوعى تخوض في حق أهل الله تروح
في شربة مية وتظهر فيك جروح
دول سرهم باتع قوامك يعرفُم
من يعترض بالفعل فيه يصَّرَّفُم
سلمان
:
دول اللي زيك عقلهم على قدهم
تحسب جميع الناس عميان زيهم
واللي كشف رب العباد بصيرته
ويكره الدجال ويكره سيرته
ما له اعتبار فيهم ولا له اعتقاد
والله تلفتوا لنا الأهالي
والبلاد
هوَّا كلامكم دا علينا ينطلي؟
الله أعلم بالملبِّش والخلي
ما يغرُّكوش الحال لهو احنا لكم
عبيد
دحنا نشوف الشيء وهو لسا بعيد
ونعرف الناس كلهم من عال ودون
ونميِّز العاقل ومن كان به جنون
ونعرف الصالح صحيح وأهل الريا
واللي عليه الخزي واللي فيه ضيا
وإن كان جبان يظهر لنا ولَّا بطل
والفل ريحته تبان من ريحة البصل
ونقشة الدينار من الزغل تبان
وجوهر السيف ينعرف من الطبان
والبدر ما يخفى إذا كان في السما
إلا على من كان في عينيه عمى
غلبون
:
معلوم ومين زيك بيعرف كل شي
يحكي كده كل الكلام ما يختشي
عامل لنا عاقل قوي وشاطر كبير
والناس عندك كلها تطلع حمير
سلمان
:
مش زي ما بتحكي أنا ما بدِّعيش
ولا بقول إني فهيم زيِّي مفيش
لكن غاية ما قريت في التجربة
أعرف بأهل الحق وأهل الذبذبة
وأعرف الدجال وأرباب العبر
حتى المسيح دا أعرفه إذا ظهر
وأكره على قلبي الريا ويَّا
النفاق
لو كان مَرَة لأحلف عليها
بالطلاق
مش فيه حديث وارد على من غشنا
إحنا بعون الله نعرف ديننا
هُوَّا أنهو لحسن من يورِّي
بالصلاح
والقلب منه منطوي على الطلاح
يبحث عن الدرهم ولو من مال يتيم
ويخش في المنصب ولو إنه بهيم
وإذا قدر على الشر حالًا يفعله
وإذا رأى رَيِّس عليه يستغفله
المكر عنده بالقفف ويَّا الخداع
مرة بمعروفه ومرة بالدِّراع
ويقول مقدر حكمة المولى عجب
ويكره الفضة ويكنز في الذهب
ولَّا رجل صالح حقيقي منكسر
وقت العبادة سد تلقاه مستتر
لا يفعل إلا الخير ولا يؤذي أحد
ولا له مظهر مع أولاد البلد
بينه وبين الله عمار يقربه
وأغلب الناس الأكابر تطلبه
فين الرجال الصالحين أهل الكرم
اللي تلاقي بيوتهم زي الحرم
فين ابن أدهم والغزالي والإمام
أهل التقى والمجد أصحاب المقام
وفين عمر عبد العزيز وابن العفيف
وفين أهل الحلم والعلم الشريف
إن كان ضعيف يقصد حِماهم ينصروه
أو يخطروا في بيت مظلم نوَّروه
والزهد في الدنيا لهم ديدن ودين
ما يعرفوش الأُبَّهة إلا في
اليقين
بلغوا بكتر الحلم والعلم الشرف
وفضلوا لبس الخشونة على الترف
لا يطلبوا بالجاه أذية للعباد
وربنا بالخير لمحسوبهم أراد
يرضوا من المأكل بما فيه الكفاف
وإن جتهم الدنيا يورُّوها العفاف
لا يطردوا المذنب ولا يتحكموا
إلا أموره للإله يسلموا
آدي الصلاح للي يريد ولَّا بلاش
واللي يكون تقليد ظاهر فهو لاش
فين دول وفين شيخك بقى يا صاحبي
ما تجبش سيرته بس وحياة النبي
غلبون
:
خلص كلامك … … … …
سلمان
:
… … ما بقي عندي كلام
غلبون
(وهو رايح)
:
من غير مؤاخذة … … … …
سلمان
:
… … … بس خُد كلمة قوام
إنت عَطيت أحمد نبيه قول في
النسب
بالله ما تغدُر عليه من غير سبب
غلبون
:
طيِّب … … … … …
سلمان
:
… وبعد الوعد مش عقد النكاح؟
غلبون
:
صحيح … … … … …
سلمان
:
… وليه مؤخره والوقت راح؟
غلبون
:
معرفش أنا … … … …
سلمان
:
… … ما فيه مقاصد تانية؟
غلبون
:
دا مش كلام … … … …
سلمان
:
… … … يمكن دي دنيا فانية
ولَّا يكون واحد نقل لك عن حديت
أخلفت قولك في الزواج ولَّا نسيت
غلبون
:
يمكن … … … … … …
سلمان
:
… إذا كان في كلام ما تبَيِّنُه
دا واد صغير لا بد نعرف نختنه
غلبون
:
دا الوقت مش فاضي وعقلي في
اشتغال
خليني أروح الوقت راح يا ابن
الحلال