الفصل الخامس
المنظر الأول
(سامي وغلبون وسلمان)
سامي
:
رايحين بقى فين؟ … … … …
غلبون
:
… … … يا أخي عقلي ذهب
واحترت أعمل إيه وزاد عندي التعب
سلمان
:
بشويش على نفسك شويَّا أما نشوف
هلبت فيه من الحيل موجود ألوف
غلبون
:
قلبي على الصندوق ليكون وَزَّعه
ولَّا يكون ابن الحرام أخده معه
سلمان
:
صندوق إيه اللي خده ما تقولناش؟
بلكي يكون موجود لسَّا ما انخفاش
غلبون
:
صندوق أمانة أودعه عندي حبيب
زيك وسافر بس في آخر أبيب
فيه أغلب السندات وفيه علبة خشب
فيها فصوص ألماز وياقوت مع ذهب
سلمان
:
وليه تسيبها له وتأمن دمته؟
أهو طلع خاين وبانت همته
غلبون
:
أنا كنت ساررته عليها من زمان
وقلت دي في الصون تفضل والأمان
وكان أوصاني بتسليمها إليه
ونغش صاحبها وناكلها عليه
وقال لي إن حد عرَّض لك يمين
احلف قوام باطل برب العالمين
سلمان
:
يبقى يغشك دا المزوِّر مرتين
ياخد الأمانة والهبة في كلمتين
ما بِدَّهاش إلا تروح وتصالحه
وتلاطفه ويسامحك وتسامحه
أحسن يوريك العذاب ويفضحك
ويطرم أسنانك كمان ويضحضحك
غلبون
:
يبقى اللطافة والصلاح دا مُصطنع
والقلب مليان بالخيانة والطمع
وبعد ما جِبتُه بجبَّة مرقَّعَة
من فوق صديري قبته مقطَّعة
وبدال ما أرقِّيه كده وأهندزه
وأدِّيه أموالي وبنتي أجوِّزه
يعمل كده لكن توبة اللي يعود
ياخد عقيدة من فقي زيه جحود
سلمان
:
إنتَ كدا طبعك قوامك تنحمق
والصبر طول عمره معك ما يتفق
وعمر عقلك في الطريق ما ينعدل
تطلع من النقرة لدُحديرة عِدِل
يبان لك الطيِّب تفوته عن غلط
وتصدَّق الغشاش إذا جا لك فقط
وإن كان حصل لك سهو بدك تمسحه
تبحث على غلطة كبيرة تصلحه
وتصاحب الخاين وطول عمرك كده
تقول جميع الناس هما زي ده
وإن كان يمسح جوخ ولَّا يهزِّ لك
قاوق ولو غشاش آدي اللي يلذِّ لك
لكن أهل الخير كتير والصالحين
ما يستووا في الفعل ويَّا
الطالحين
خلي كلام التجرمة للمجرمين
وافعل فعال المسلمين الطيبين
واحفظ لسانك إن حكيت من الغلط
وإذا صحبت الناس دوَّر على الوسط
واحذر من الكداب واكرم من صدق
واعطي حقوق الناس للي يستحق
وإن كُنت ما تسمع إلى نُصح
النصوح
في شربة الميَّه قوام يمكن تروح
المنظر الثاني
(غلبون وسلمان وسامي)
سامي
:
من حق يا بابا الخبيث دا خوِّفَك
ومص دمك بالخيانة ونشفك
واستعمل التزوير وغشَّك دا
اللئيم
من بعد ما كان صاحبك وكان نديم
غلبون
:
يا ابني غدرني واحتكرني دا
اللعين
أروح لمين وأشكي لمين يا مسلمين؟
سامي
:
اصبر لقطَّش له ودانه وأربطه
بحبل قنب في الطحون وأشحطُه
سلمان
:
يا صاحبي كل الغضب والعزرنة
ما ينفعوشي فضَّها بلا صغرنة
هنا بلد حكام ما هو بالدراع
ومن يخالفها وكان له حق ضاع
المنظر الثالث
(أم النيل وغلبون وأنيسة وسلمان ومريم وسامي
وبيهانة)
أم النيل
:
خبر إيه مشوم يا ناس دا اللي
باسمعه؟
غلبون
:
خبر جديد من الفقي الله
يقطعه
آدي جزا المعروف وحق الاكترام
والاعتنا بابن الزنا وابن الحرام
وعامله في البيت أخويا دا العويل
وملبِّسُه جبة وله برنس طويل
وكل يوم في الخير عندي أغمِزه
وكتبت له بيتي وبنتي أجوِّزه
ولا كفاه حتى برز لي دا اللئيم
وحب يغدُرني ويفتك بالحريم
وبعدها يعمل عمايله والدمن
يطلع ويشتمني على آخر الزمن
ويريد يخرب بيتنا ويقفله
كله جزاة خيري وما كنت أفعله
بيهانة
:
مسكين يا متلوف … … … …
أم النيل
:
… … … من قال لك كده؟
ومن يصدق فيه عمايل زي ده؟
غلبون
:
إزاي ما يجرى؟ … … … …
أم النيل
:
… … … دا منهم له حسد
غلبون
:
نانا كلام يا أم يقطع في
الجسد
أم النيل
:
طول عمري أشوف اللي هنا متعصبين
كلك عليه دا بالشمال ودا باليمين
غلبون
:
وإش دخَّل العصبة كمان في اللي
جرا؟
لاهُنتِ ديمًا تسمعي لي من ورا؟
أم النيل
:
ما تفتكر وانتَ صغيَّر كنت أقول
إن الحسد على الطيبين ديمًا يصول
وأهل المروءة في حسد إلى الأبد
والحاسدين تفنى ولا يفنى الحسد
غلبون
:
مش على الحسد بس اسمعي للي وقع
أم النيل
:
أهو برضها فتنة وعاود
ترتفع
غلبون
:
دا شي نظرته يا وليَّة بالعيون
أم النيل
:
دي برضُها فتنة وغير دا لا
يكون
غلبون
:
دا شيء يكفَّر يا وليَّة اسمعي
إزَّاي ما أقول شفته وبرضك ترجعي
أم النيل
:
والناس لها ألسُن مبارد حامية
ترمي البري من حكها في داهية
غلبون
:
أما كلام بارد! بقول أنا رأيت
شفته نظرته بالعيون وما رويت
أفضل أقول شُفت ورأيت شفت ورأيت
شفت ورأيت شفت ورأيت شفت ورأيت
أم النيل
:
أيو العذاب دا يا حبيبي بس ليه
برضُ النظر يخطي ومين يركن إليه؟
غلبون
:
يا مسلمين كان مقصده بعد الكلام
يحضن حريمي بالعيان لا في المنام
أم النيل
:
كان يلزمك تصبر تشوف إش أخرته
حتى يقع لك شي تعرف تثبته
غلبون
:
يا هُوه يبقى كان مرادِك أصطِبِر
وأشوف بعيني اللي بقى ما ينذِكِر
بيهانة
:
وانتَ كمان من حي ما عذبتنا
شفنا وقلنا لك وليه كَدِّبتنا؟
سلمان
:
وبعد دا نفضل نقول نفضل نعيد
ما نشوف طريقة من قريب ولَّا
بعيد
هو تَنِّنا ساكتين عليه لما يدور
يتم شغله واحنا نازلين في هدور
سامي
:
والله دا الخنزير لكسر ضبته
وأمزَّع القفطان وأقطَّع جبِّته
أنيسة
:
أما أنا اللي أعرفه إنه من زمان
حلَّق على الأملاك واللي كان كان
سلمان
(لغلبون)
:
ما دام إنه خد معه كل الحُجَج
ولا سأل عن شيء يكون لمَّا خرج
دا الوقت للقاضي وللمفتي يروح
ويمسك السكين يوسَّع في الجروح
ما كنش لازم يا أخي تمكِّنُه
من كل أملاكك وترجع تغبنه
غلبون
:
الحق بيدك وأعمل إيه في دا
النكد؟
اتحكم الشيطان وأمر الله نفد
سلمان
:
ما بِدَّهاش إلا طريقة مصطلح
ونلايم الجرح الكبير اللي انفتح
أنيسة
:
لو كان علمي إن الحجج في حوزته
والملك كله انكتب على دمته
ما كنت وسَّعت العبارة دي كده
ولا بلغنا في الجنان للحد ده
غلبون
(يقول لبيهانة لما يشوف عبد العال
مُقبل)
:
شوفي الراجل ده يا بيهانة عاوز
إيه
مسكين غلبون مين بقى يسأل عليه
المنظر الرابع
(غلبون وأم النيل وأنيسة ومريم وسامي وبيهانة وعبد
العال)
عبد العال
(لبيهانة في آخر التياترو)
:
قولي لسيدك بس كلمة بالعجل
بيهانة
:
اصبر هنا لما أشوف كيف
العمل
عبد العال
:
أنا مجيِّي عندكم لو تعرفيه
ما كنش ظابط زي حالي تكسفيه
وإذا دري سيدك يبوس إيدي أنا
لولا بشارة خير ما جيتكم هنا
بيهانة
:
واسمك إيه؟ … … …
عبد العال
:
… … قولي رسول وباعته
الشيخ متلوف لأجل ياخد حاجته
بيهانة
(لغلبون)
:
دا قال رسول من عند متلوف جيِّ
لك
أروح أقول له دا الوقيت يخُش لك؟
سلمان
(لغلبون)
:
لازم تروح له بالعجل وتسمعه
لولا معه حاجة لما كان شيَّعُه
غلبون
(لسلمان)
:
يكُنش مقصوده يجي
ونصطلح؟
سلمان
(لغلبون)
:
قُم بس إنتَ كلِّمه تَنَّك
تلِح
لكن إذا اتكلمت اتكلم بلُطف
أوعى تعيب ويَّاه أو تحكي بعُنف
عبد العال
(لغلبون)
:
مني عليك يا سيدي أزكى السلام
الله يضر اللي يغُمَّك بالكلام
واجب عليَّا إني أسرك وأشرحك
وأجيب لك الألفاظ اللي تفرحك
غلبون
:
العفو أنا مكسوف منك في السؤال
يا هل ترى اسمك إيه يا فحل
الرجال؟
عبد العال
:
الاسم عبد العال وبلدي المعصرة
وكنت مكاس بالأمارة في طُرة
واليوم أنا قوَّاس ولي عشرين سنة
أعرف أبوك والست أمك سِتِّنَه
وبس جيت في أمر من عند المدير
وقال لي سلِّم على سيدك كتير
غلبون
:
الأمر دا فيه إيه؟ وري لما
أشوف
عبد العال
:
دي بس كلمة بالحنك لا
بالحروف
قال: عزِّلوا من البيت ولا
تتأخَّروا
لا بُد أصحابه قوامك يحضروا
غلبون
:
بتقول إيه؟ بدَّك نعزِّل
كُلنا؟
عبد العال
:
أُمَّال أنا جيت ليه وليه بدخل
هنا؟
دا الوقت صار البيت في ملك الفقي
الشيخ أبو متلوف الطاهر النقي
وكل أملاكك بقِت على ذمته
واللي كتبته إنتا أهيَّة حجِّته
سامي
(لعبد العال)
:
روح فُضَّها يا خيِّ مين دا
يسمعك؟
عبد العال
:
بس اسكت إنت أنا كلامي مش
معك
(ويشاور على غلبون.)
أنا كلامي مع سيدنا دا اللطيف
يعرف مقام الناس وله ملفظ ظريف
ويعرف الحكام ويعرف بالأصول
بس اسكت انتَ هو كمان يعرف يقول
غلبون
:
لكن … … … … … … …
عبد العال
:
… أنا أعرف لو يكون في ألف كيس
وجا الطلب لَرْبَع تورَّد في
الخميس
ولا يكون عصيان منك للطلب
ولا تجبر الحاكم لفعل اللي وجب
سامي
:
هوَّا كدا القوَّاس عينه
معمَّصة؟
أظن بدك في عصا يا محمصة
وبدال ما أفضل معك وأحدِّتَك
أنزِل عليك لمَّا أشرمط جِتِّتَك
عبد العال
(لغلبون)
:
ما تسكِّت ابنك دا بقى ولَّا
بروح
بعدين أكتِب والكلام ريحته تفوح
وأوضَّب الجرنال واسمك فيه
يبات
بيهانة
(لوحدها)
:
أجرن عبد العال دا صاحب
تبات
عبد العال
:
أنا أعرف أهل الخير والناس
المِلاح
ينخيهم المعروف أكتر من السلاح
ومن القضايا كلها ما خدت دي
إلا على شان خاطرك يا سيدي
وقُلت يمكن إن أتى غيري بها
يفضل يعذِّبكم ويعمل أُبَّها
غلبون
:
وغير خروج الناس بقى من ملكها
بدَّك كمان إيه يكفا نانا
فُضَّها
عبد العال
:
أهو كدا استنا لبكرة في الصباح
لازم عن المفاتيح ونزح المستراح
وأدينِ أنا بايت هنا لأجل الأمان
ومعي عشر أنفار عساكر ورديان
وفي أمان الله نبات مع الكمال
لجلِن يساعدوكم على نقل العزال
دولا نقاوة كلهم متعافيين
يكركبوا لزيار وموجير العجين
لو كان غيري كان يعملش كده
ويجيب رجال على التعب متعوِّدة
في ظرف ساعة يعزلوكم بالعجل
ولا تعب يبقى هناك ولا زعل
غلبون
(لوحده)
:
حدِّش يكون شارب من أمه منتلي
قلبه مشعشع بالشجاعة منجلي
وأديه كم بنتو ويضرب دا الحمار
كفِّين على عينيه يطير منها
الشرار
سلمان
:
أوعى تلخبط في الأمور وتنحمق
سامي
:
والله أنا من دي الأمور رايح
أنخنق
والعقل بيزقزق وإيدي بدها
بالضرب على الملعون دا أمِدَّها
بيهانة
:
والله عليه أكتاف زي المطرحة
وله صداغ لأجل الكفوف مصلَّحة
عبد العال
:
لِمِّي لسانِك والزمي غاية الأدب
أحسن من إيمتا يكون اسمك انكتب
سلمان
(لعبد العال)
:
يكفا كلام نانا وناولني الجواب
واتفضَّل انتَ يا أخي بلا عذاب
عبد العال
:
فُتَّك بحفظ الله إنتَ ومن
معك
غلبون
:
الله يسمَّك انت واللي
شيَّعَك
المنظر الخامس
(غلبون وأم النيل وأنيسة وسلمان ومريم وسامي
وبيهانة)
غلبون
(لأم النيل)
:
شُفتي كدا يا أم فعل ابن الحرام
يا هَل ترى فعله حلال ولَّا
حرام؟
أم النيل
:
والله يا ابني احترت فيه والعقل
تاه
حكِّمت فيه السيدة تتلف نياه
بيهانة
:
لومك على نفسك أهو منك عبط
واللوم على سي الشيخ دا منك غلط
هُوَّا كلامه حتى في اللي أورده
قال من كُتُر ماله قوامك يفسده
أهو أخد مالك وخلى الحال مال
على شان تصبح متقي من غير مال
غلبون
:
أيوه اخرسي ما حيلتك غير دي
الكلام
سلمان
(لغلبون)
:
يالله بنا نشوف حيلة
والسلام
روح اشتكيه واحكي على قِلِّة
حياه
وعلى الخباثة والفلت دا اللي
نواه
واحكي على اللي صار منه في الفلت
دا يبطل الحجة عليه إذا ثبت
المنظر السادس
(أحمد نبيه وغلبون وأم النيل وأنيسة وسلمان ومريم
وسامي وبيهانة)
أحمد نبيه
:
صعبان عليَّ أقول لكم على دا
الخبر
لكن حيث إن الأمور فيها خطر
أقول لكم عللي بلغني عن قريب
خبر محقق أرسله واحد حبيب
شيَّع يقول خلي الجماعة يهربوا
ولو إنهم يتجربدوا ويتغربوا
أحسن رمى متلوف فتن في حقكم
وسلم الصندوق وقال كان عندكم
وصاحب الصندوق طفش وانتو السبب
وكان متهوم في فتن ويَّا العرب
واتخلَّق الباشا عليكم وانحمق
شوفوا طريقة للهروب حيث ما اتفق
والصاحب اللي أخبر بدا مأمور
كمان
يقبض عليك ويرسلك على اللومان
سلمان
(لغلبون)
:
يبقى الخبيث ياخد جميع مالك كده
ويحط فيك عند الوزير للحدِّ ده؟
غلبون
:
رايح أعمل إيه؟ من كان عارف إنه
شقي؟
أحمد نبيه
:
يالله بنا بلا شقي بلا
فقي
أحسن تجي العسكر هنا وتمسكك
وتضيق عليك وقت الهروب كل السكك
انزل معي دا الوقت في عربيتي
وأدي ألف بنتو صر من ماهيتي
وامشي بنا من غير بطا أنا معك
وبأي مطرح إن تريد أنا أتبعك
حتى نشوف مطرح يكون فيه الأمان
والصبر كله خير على حكم الزمان
غلبون
:
الله يبارك فيك يا أحمد نبيه
عملت فيَّا خير لازم تلتقيه
وإن كان يقدَّرني أنا رب العباد
هلبت ما أكافيك يا أحمد بالوداد
وانتم إله العرش يورينِ وشكم
في خير ويحرسكم ويتكفِّل بكم
سلمان
:
اعمل بنا همة وطاوعني وقوم
أنا عليَّا أقضي لهم كل اللزوم
المنظر السابع
(متلوف وواحد عسكري والست أم النيل وغلبون وأنيسة
وسلمان ومريم ونبيه وسامي وبيهانة)
متلوف
(يضبط غلبون ويقول)
:
على فين كده رايح ومِسَّرَّب
قوام؟
أنا معايا أربعة من النظام
والحبس أهو قاعد بيستناك هناك
والله يا ملعون لورِّيك الهلاك
غلبون
:
ويصح يا خاين تجازيني بده؟
والخير والمعروف فيك أخرُه كده؟
متلوف
:
اشتم خلاصك كل ده ما ينفعك
حسبك إله العرش عني يدفعك
سلمان
:
أما صحيح صالح وراجل
متقي
سامي
:
يا أخي اتقاه النار دا واحد
شقي
متلوف
:
وانت كمان اشتم خلاصك وانبِسِط
عاود تجي في الحبس جنبه وتترِبِط
مريم
:
يا مدعي التقوى وفعله غير مليح
تبدل الطيِّب قوامك بالقبيح
متلوف
:
دا أمر عالي اللي معايا أبرِزُه
وإن كان هو؟ إيش لازم أحجزه
غلبون
:
ما تفتكِرش اليد دي اللي
خَلِّتَك
بعد الشحاتة مغتني ورقِّتَك؟
متلوف
:
فاكر ولكن برضي أقول بالمفتشي
أمر الحكومة أفضَّلُه على كل شي
وإن كنت قدِّمت الصنيع ما يتنسيش
بس الحكومة أمرها زيُّه مفيش
سلمان
:
أمَّا مُزوِّر! … … … …
بيهانة
:
… … وابن هرمة في الحِيَل
يقدر على نقل الجبل على الجبل
لما انت بيدك أمر ليه تتكتِّمه؟
وليه ساكت من زمان ما تتمِّمه؟
على شان مراته ما انت ناوي
تغِشَّها
وكان بدَّك بس تاخد وشها
وحين علم بالغش واتكلم معك
وطرَّدَك من بيتنا ووزَّعك
تروح تشاكي فيه وترجع تطلبه
وتهلك أبدانه كدا وتعذِّبه
وليه كمان ملكه على اسمك يكتبه؟
وتقبله منه قوام وتسلبه؟
متلوف
(للعسكري)
:
بالله تريَّحني من الأمة الزلط
هِيَّا الأوامر اللي معك دي عن
غلط؟
العسكري
:
حيث إنك انتَ قُلت أنا أريَّحَك
وأسخَّنَك على النار حتى
أسيَّحَك
يالله على الحاصل قوام امشي معي
تبقى مزوِّر مختلس وتدِّعي؟
متلوف
:
أنا أروح الحبس؟ … … …
العسكري
:
… … … أيوه … …
متلوف
:
… … … … بس ليه؟
العسكري
:
أنا معايا سر ما أحيلك
عليه
(ويقول لغلبون):
كُن في أمان الله كُفيت اللي ظلم
ما دُمت في ساحة خديوي ذو كرم
رب البصيرة الناقدة بكل الأمور
لا يقبل الجاير ولا عمره يجور
معصوم عن الأغراض فيما يفعله
سبحان من خلق الجميل وكمِّلُه
وجميع أهل الخير تعيش في دولته
وتموت جميع أشرارها من سطوته
كان الغبي متلوف أعرض له كلام
وحب يسبُك صنعته من غير ملام
قام بص في قلبه بناقد ناظره
عرف جميع مكره وما قد دبَّره
وحب يرمي فيك كلام ويتهمك
وقَّع بنفسه في الخطيَّة وانهمك
حتى اتَّضَح غشه وبان دجله جهار
والشمس ما تخفاش في وسط النهار
قُصره الحكومة آمرة إني أجي
وأجيب معي خيَّال وواحد بلطجي
وبعد ما يظهر لنا كل الورق
ويظهر المال الذي منك سرق
ننزل عليه بالضرب حتى نتلفه
وبحبل قنب نربطه ونكتِّفُه
ونسرجنه في البحر الأبيض دا
النجس
من بعد ما ياكل الطريحة وينحبس
وكل دا من فضل مولانا عليك
بالعفو والإكرام قد أحسن إليك
بيهانة
:
الحمد لله … … … …
أم النيل
:
… … رد في صدري النفس
أنيسة
:
جبر بخاطرنا … …
…
مريم
:
… … وأهو الكلب
انعكس
غلبون
(لمتلوف)
:
أهو كدا الخاين جزاه ما حل به
وربنا يوم القيامة يعذبه
المنظر الثامن
(أم النيل وغلبون وأنيسة ومريم وسلمان ونبيه وسامي
وبيهانة)
سلمان
(لغلبون)
:
يكفاه كلام مؤلم ويكفاه العذاب
لا انتَ إله تاني ولا دا يوم
حساب
اطلب من الله إن قلبه يهتدي
ويفعل الطيب ولا يفعل ردي
واشكر خديوينا بعدله أنصفك
وأكفاك شر الخاين اللي خوِّفَك
الله يطيل عمره وأنجاله الكرام
ما زال بينا ذكرهم على الدوام
(يقولوا الجميع)
:
الله يطيل عمر الخديوي على
الدوام
ويحفظه ويحفظ أنجاله الكرام
آمين.