ضحكة الشيطان!
ضحك «جارسبيا» وهو يقول: رائعٌ نجاح عمليتنا المزدوجة … الحصول على تلك الغواصة الفريدة، والقبض على هؤلاء الشياطين.
ورفع «جاك» رأسه وأنفه الكبير المعقوف يهتز من فرط السرور، وهو يقول: إنها لحظةُ انتصارٍ عظيمة … ولسوف يسعد أصدقاؤنا بها كثيرًا … وعندما تتكشف حقيقة العمل الذي قمنا به للعالم، فسوف يعرف الجميع أي أفراد عصابة نكون.
فقال «جارسبيا» ساخرًا: نحن أبطال في أعمال السرقة والاختطاف والقتل … مثل أصدقائك تمامًا الذين يتوارون في الظل ويتركون الآخرين يفعلونها نيابةً عنهم.
ثم أكمل «جاك» حديثه وهو يقول: لا تنسَ أنهم خططوا لهذه العملية، وأمدُّوك بكل الوسائل والمعلومات … لقد كانت عصابتك مجرَّد مخلب قِطٍّ فقط.
جارسبيا: وأنا أعترف لهم بالبراعة … ولكن يا صديقي إلى متى سوف تخططون وتقومون بتلك العمليات الإرهابية ضد العرب، حتى دون أن يبدءُوكم العدوان؟!
قهقه «جاك» وهو يقول: إن العالم لا يتسع لنا نحن والعرب … فإما العرب، وإما أصدقاؤنا … ولا حلَّ وسط هناك.
وقطب «جاك» حاجبيه وهو يتساءل: ولكنني مندهشٌ من الطريقة التي تمكن بها هؤلاء الشياطين من النجاة من فكوك أسماك القرش … فلا بد أن شخصًا ما قد ساعدهم على ذلك.
لمعت عينا «جارسبيا» وقال بخبثٍ: بالطبع … لا بد أن شخصًا ما قد ساعدهم دون أن نراه … شخص كان يعرف أننا نراقب سطح الماء، فأتى من قلبه لكيلا نراه … ولكي يكون الأمر مفاجأةً لنا … تحركت «كاتي» في خفةٍ نحو الباب … ولكن صوت «جارسبيا» أوقفها قائلًا: إلى أين يا عزيزتي؟ ألا يعجبك الحديث الدائر بيننا، فترغبي في الانسحاب؟
كاتي: إنني متعبةٌ، وأرغب في الحصول على بعض الراحة.
اقترب منها «جارسبيا» قائلًا: وما العمل الشاق الذي قمتِ به فأتعبكِ يا عزيزتي؟ … فإنني عادةً لا أطلب منك غير بعض الأعمال القليلة التافهة … فهل قمتِ بمهمةٍ عاجلةٍ مثلًا تسببت في إنهاكك؟
شحب وجه «كاتي» ولم تردَّ … واقترب منها «جارسبيا» أكثر وهو يقول: هل كانت هذه المهمة مثلًا إنقاذ بعض الأشخاص من أن تلتهمهم أسماك القرش في قلب المحيط؟
تراجعت «كاتي» للخلف ذاهلةً، وقد أدركت أن أمرها قد انكشف، وفي الحال صوب الحراس في مدخل الغرفة بنادقهم نحو «كاتي»، وواصل «جارسبيا» تقدمه إليها وهو يقول: لقد كانت بعض الشكوك تنتابني أحيانًا بشأنك … فذات مرة رآكِ أحدهم تحادثين بعض الأشخاص المجهولين في «هافانا» … ومرةً أخرى شاهدك البعض تجرين اتصالات سرِّية بجهة مجهولة، وبعض عملياتنا تم إحباطها قبل وقوعها … وربما لولا أنني أخفيت عنكِ تفاصيل عملية اختطافنا للغواصة … لتم إحباطها أيضًا … ولمعت عيناها ببريقٍ مخيفٍ وهو يضيف: إنك خائنةٌ وتعملين مع الفريق الآخر … ولسوف تدفعين الثمن غاليًا.
صاح «جاك» في غضبٍ شديد: اقتلها!
ولكن «جارسبيا» هزَّ رأسه وهو يقول: ولماذا يا عزيزي ما دام أصدقاؤك سيدفعون ثمنًا لها بضعة ملايين أخرى؟
أشار إلى رجاله فانقضوا على «كاتي» التي حاولت المقاومة، ولكن مقاومتها انتهت سريعًا عندما ضربها أحد الحراس ضربة قوية، فتهاوت على الأرض فاقدة الوعي.
وأشار «جارسبيا» إلى رجاله فحملوا «كاتي»، وانطلقوا بها خارجين … ثم ضحك «جارسبيا» قائلًا: لا أحد يخدع «الأخطبوط» وينجو من العقاب.
جاك: إذن فقد كنت تشكُّ فيها منذ وقت … فلماذا لم تقبض عليها من قبل؟
قال «جارسبيا» ساخرًا: إنك لا تحسن التفكير يا عزيزي برغم رأسك الكبير … فلا شك في أن هؤلاء الشياطين ينتظرن من «كاتي» مساعدتهم على الهرب من سجنهم واستعادة الغواصة؛ ولذلك لم أكشف لهم أنني عرفت حقيقة «كاتي» لكي ينتظروا مساعدتها حتى آخر لحظةٍ … وفي النهاية لن يمكنهم أن يفعلوا شيئًا بعد أن تصل بهم الغواصة إلى شواطئ بلاد أصدقائنا، حيث يقوم أصدقاؤنا باستقبالهم بالطريقة المناسبة والمعاملة اللائقة.
جاك: إن أصدقاءنا لهم وسائل جهنميةٌ في الترحيب بالأعداء وانتزاع الأسرار منهم، وهذه الوسائل لو رآها الشيطان نفسه لارتعب منها.
وانطلق يضحك بصوتٍ كريه!