وداعًا للطواجن
«والسبب أيها الخُلَّان أن أخاكم العبد لله كان أكِّيلًا عالميًّا ليس له نظير، ومحسوبكم كان على مائدة الطعام ولا تايسون على حلبات الملاكَمة، ولا مارادونا في الملاعب الخضراء!»
ينتمي هذا الكتاب إلى أدب الطعام؛ أيْ ما كتَبه الأدباء حول الطعام، وهو نوع من الأدب لم ينَلْ حظًّا وفيرًا من الكتابة كغيره من أنواع الأدب الأخرى، لكن «السعدني» في هذا الكتاب البديع وفَّاه حقَّه بأسلوبه الفُكاهي الرشيق؛ فيحكي عن تجرِبته الثرية مع الطعام بأنواعه ومع أصدقاء «الأَكْلة الحلوة»، مستهِلًّا كتابه بمقالة «وداعًا للطواجن» التي اختار عنوانَها مُحاكاةً لعنوان رواية «وداعًا للسلاح» ﻟ «إرنست همنجواي» الذي انتحر بإطلاق رصاصة على رأسه؛ ليشير «السعدني» إلى أن الطعام أشدُّ فتكًا من السلاح، وأنه فعَل بمَعِدته الأفاعيل؛ وهو ما تسبَّب في إقلاعه عن الطواجن وأنواع الطعام الشَّهِي المختلفة واكتفائه بالمسلوق.