الفصل الأول

(بهو على طراز عربي، له جملة أبواب، أحدها زجاجي متسع يؤدي إلى شرفة على النيل، والمكان بديع التنسيق، باديةٌ فيه يدُ الفن … «عنان» مستلقية بين الوسائد على فراش وثير، تطالع كتابًا، وهي تضع على رأسها عمامة حريرية، وترتدي ثوبًا ذا سراويل، كثياب الجواري في عصر هارون الرشيد …)

(إدريس يتردد ولا يدري ما يجيب.)

(يخرج إدريس، وتبقى عنان في مكانها تفكر قليلًا، وتنظر إلى الباب الأيسر، ثم تنهض في الحال إلى بيانو كبير على مقربة من باب الشرفة، فتجلس إليه وتأخذ في العزف.)

(ثم يغلق بنفسه البيانو في قوة.)

(مختار يتناول إصبعها ثم يفحصها ويلثمها.)

(مختار ينظر إليها طويلًا في صمت …؟)

(ينهض.)

(يخرج مختار من حيث أتى … وعنان مُطرِقة لحظة … وفجأةً يُسمع بوق سيارة، فتنهض عنان إلى الباب الأيسر الذي خرج منه مختار، فتغلقه في عجلة وحذر، ثم تتجه إلى باب الصدر تستقبل القادم.)

(صمت.)

(تشير إلى عمامتها الحريرية فوق رأسها.)

(يخرج وتشيِّعه عنان، ثم تعود إلى الوسائد فتستلقي عليها بكل جسمها الممشوق، وتطالع كتابها، ولا تمر لحظة حتى يُفتح الباب الأيسر ويظهر منه مختار لابسًا أغلب ثياب الخارج، ومنهمكًا في عقد رباط الرقبة.)

(ثم يترنم بالغناء في صوت خافت وهو أمام مرآة الجدار.)

(عنان تلقي عليه نظرة سريعة ثم تعود إلى كتابها ولم تلفظ حرفًا.)

(عنان تهز كتفيها دون أن تلتفت إليه.)

(عنان تطالع ولا تجيب.)

(إدريس يخرج مسرعًا.)

(عنان لا تجيب.)

(مختار في صوت خافت وهو يتبعها بنظره.)

(تضع سماعة التليفون في مكانها.)

(عنان تهز كتفيها.)

(عنان تهز رأسها أنْ لا.)

(إدريس يظهر من الباب الأيسر حاملا حقائب.)

(ثم يعود إلى استكمال ارتداء ملابسه أمام المرآة.)

(عنان تدنو من البيانو وتعبث بأحد مفاتيحه الصغيرة، فيحدث صوت صغير رفيع.)

(صمت.)

(يشير إلى خده الأيمن.)

(عنان تهز كتفيها.)

(عنان تهز كتفيها.)

(عنان لا تتحرك.)

(يخرج من جيبه صندوقًا صغيرًا من الحلوى.)

(عنان تفتح فمها وتمده إليه.)

(تبتسم ويتناول قطعة أخرى من الحلوى ويلثمها عن بُعد ويضعها في ثغرها.)

(تأخذ قطعة من الصندوق وتضعها في فمه.)

(يفتح فمه، وإذ تريد عنان أن تضع في فمه القطعة … يحاول مختار أن يلثم يدها الدانية من فمه … فتجذبها في الحال.)

(عنان في إطراق واضطراب.)

(يخرج إدريس.)

(عنان مطرقة تعبث بطرف ثوبها.)

(يخرج بخطًى سريعة دون أن ينظر إليها وتظل هي في مكانها جامدة لحظة، ثم تلقي بالسوط بعيدًا وترتمي على المقعد باكيةً.)