كن ذلك الآسي
مِنْ ظُلْمَةٍ لَيْلَاءَ لِي نَفْحَةٌ
أُودِعُهَا كَأْسِي وَأَحْلَامِي
وَمِلْ بِنَفْسِي عِنْدَ خُضْرِ النُّجُوم
وَخَلِّهَا فِي الشَّفَقِ الأَسْوَدِ
وَخَلِّنِي — يَا طِيبَهَا غُرْبَةً —
أَرْشُفُ نَارَ الأَلَمِ الدَّامِي
يَا مُسْعِفِي، إِنِّي، وَهَذِي الهُمُوم
سَمِيرَتِي، مَالِي، وَلِلفَرْقَدِ
وَقُمْ بِنَا نَطْلُبُ شَعْثَ القُبُور
عَلَى عَزِيفٍ مُوجِعٍ ذَاهِب
لَرُبَّمَا تَهْتَزُّ فِي الرَّافِدين
جَمَاجِمٌ تُحْسِنُ ذَاكَ الأَنِين
فَتَمْلَأُ النَّفْسَ عَبِيرًا يُثِير
أَشْوَاقُهَا لِلعَدَمِ الخَالِبِ
فَفِي ضُلُوعِي نَزَوَاتُ الحَنِين
إِلَى الأَسَى والمُوتِ أُخْت السِّنِين
يَا مُسْعِفِي كُنْ ذَلِكَ الآسِي
وَارْفُقْ بِأَحْلَامِي وَإِحْسَاسِي