ذاك الرجاء
قَبْلَكِ كَانَ العَيْشُ يَا حُلْوَتِي
إِنْ طَابَ حِسًّا مُفْعَمًا بِالشَّقَاءِ
كَانَ شِتَائِي مَالِئًا مُهْجَتِي
كَآبَةً تَغْمُرُ وَجْهَ الشِّتَاءِ
لَا رُفَقَاءٌ لِي رِفَاقٌ لِي
مَنْ أَفْتَدِيهِ بِالرِّضَى وَالهَنَاءِ
وَغَايَتِي هَلْ كَانَ لِي غَايَةٌ
أَوْ مَأْرِبٌ أَوْ رَغْبَةٌ أَوْ عَزَاءٌ
كَانَتْ حَيَاتِي دُمْيَةً فِي يَدٍ
تَمِيدُ بِالشَّكِّ وَبِالكِبْرِيَاءِ
وَجِئْتُ فَالكَوْنُ دَفِيءٌ لَهُ
تَأَلُّقٌ بَيْنَ السَّنَى وَالسَّنَاءِ
وَأَنْتِ فِيهِ الأَرَبُ المُرْتَجَى
وَالمَطْمَعُ الصَّعْبُ وَعِزُّ البَقَاءِ
وَأَنْتِ حُلْمِي أن تَكُونِي غَدًا
بَعْدَ انقِضَاءِ العُمْرِ ذَاكَ الرَّجَاءِ
بِي غِبْطَةٌ بَعْضُ حِكَايَاتِهَا
مَطَالِعُ الأَنْجُمِ خَلْفَ الجوَاءِ
أَغْرِفُ مِنْ أَفْرَاحِهَا مُسْرِفًا
وَأَشْتَهِي أَنْ أَعْرِفَ الإشْتِهَاءِ
يَا حُلْوَتِي كُنَّا عَلَى مَوْعِدٍ
مِنْ قَبْلُ أَنْ يُغْزَلَ لَوْنُ الضِّيَاءِ
نَتُوقُهُ وَاللَّيْلُ سَاجٍ وَمَا
فِي الكَوْنِ شَيْءٌ غَيْرُ رِيحٍ وَمَاءِ