سخاء
أَيُّ شَذًا يَحْلُمُ فِي الزَّهْرِ
هَلْ تَجْهَلُ الأَوْرَادُ أَمْ تَدْرِي
تُغْرِي بِمَا يَنْهَلُ مِنْ طِيبِهَا
وَلَا تُبَالِي أَنَّهَا تُغْرِي
فَلِلفَضَاءِ الرَّحْبِ أَنْفَاسُهَا
وَللرُّبَى وَالمَهْمَهِ القَفْرِ
وَللسَّوَاقِي كُلُّ مَا تَشْتَهِي
تَنَشُّقًا مِنْ عُرْفِهَا الوَفْرِ
وَأَنْتِ، يَا طِيبَكِ، مَاذَا تَرَى
تَدْرِينَ مِنْ أَمْرِكِ أَوْ أَمْرِي
وَالضَّوْءُ هَلْ يَعْرِفُ كَمْ مُقْلَةٍ
فَتَقَ للزَّهْوِ وَللبِشْرِ
وَإِنَّهُ الهَادِي وَمُسْتَنْزِلُ اللَّـ
ـوْنِ وَمَجْدُ الشُّقْرِ وَالسُّمْرِ
وَإِنَّهُ لَوْ لَمْ يُبِحْ لاسْتَوَى الـ
ـحُسْنُ وَغَيْرُ الحُسْنِ فِي القَدْرِ
كُلُّ ظُهُورٍ وَاضِحٍ نِعْمَةٌ
مِنْ حريه أَيَّانَ مَنْ يَجْرِي
وَأَنْتِ هَلْ تَدْرِينَ كَمْ خَاطِرٍ
أَضَأْتِ يَا حُلْوَةُ فِي فِكْرِي
تَدَفَّقَ اليَنْبُوعُ فَاعْشَوْشَبَتْ
وَأَمْرَعَتْ جَوَانِبُ القَفْرِ
لَا الأَرْضُ عَطْشَى بَعْدَ تَسْكَابِهِ
وَلَا عَلَيْهَا سِيَمُ العُسْرِ
وتَسْبَحُ الطَّيْرُ بِأَلْطَافِهِ
وَتُحْمَدُ المَاءُ عَلَى النَّضْرِ
فَهَلْ وَعَى اليَنْبُوعُ؟ هَلَّا وَعَى
مَا جُودُهُ الخَيرُ فِي العُمْرِ
وَأَنْتِ هَلْ تَدْرِينَ يَا دِيمَتِي
أَنَّكِ ذَاكِ الخَصْبُ فِي شِعْرِي
أَنْتِ عَلَى نَفْسِكِ سِرٌّ وَفِي
نَفْسِي وُضُوحٌ وَشَجَى سِرِّ