أنت هنا
تَرَكْتِ لِي، يَوْمَ تَرَكْتِ، الشَّذَا
فَأَنْتِ أَدْنَى كُلِّ أَجْوَائِي
مَا حَاضِرٌ مِنْكِ وَمَا غَائِبٌ
أَنْتِ هُنَا فِي مَطْرَحِي النَّائِي
أَعِيشُ فِي الغُرْبَةِ مُسْتَوْحِشًا
أَجْرَعُ هَمِّي وَسُوَيْدَائِي
لَا الشَّمْسُ إِمَّا غِبْتِ عَنْ نَاظِرِي
شَمْسِي وَلَا الأَضْوَاءُ أَضْوَائِي
تَاللهِ مَا فِي جَنَبَاتِ الدُّجَى
مَا كَانَ مِنْ أُنْسٍ وَإِغْرَاءِ
كُلُّ الرَّيَاحِينِ انْقَضَى عُمْرُهَا
وَكُلُّ طِيبٍ رَائِحٍ جَائِي
وَمَاتَ لَوْنٌ وَخَبَتْ نَغْمَةٌ
وَغَابَ حُلْمٌ خَلْفَ أَفْيَاءِ
يَا وَحْشَةً أَوْجَعَهَا أَنَّنِي
صِرْتُ غَرِيبًا بَيْنَ أَشْيَائِي