قالت لي القديسة ذات مرة
أمين يحب طبق الزقني بالدجاج متبلًا بالدليخ القديم، ويبدو أنه كان يأكل بشهية كبيرة، وأنه متوازن نفسيًّا.
قال لي أمين محمد أحمد: أنا تعلمت الكثير في هذه الحياة، وأقول لك سرًّا لا تنسه وهو: «إن الرجل الذي وطئ المرأة مرة في أي ظرف كان، بإمكانه أن يطأها مرة ومرة أخرى مهما تغيَّرت الظروف، زوجة كانت، عازبة، شيخة أم شابة؛ لأن حاجز العري والجنس ينكسران مرة واحدة ولا ينجبران إطلاقًا.»
تحدَّثَ كثيرًا ثم قال لي: ألم تقف في هذا البيت من شعري:
قلت له: بل توقفت عند قصيدة وولت ويتمان التي يقول فيها:
– أنت دائمًا تدعي معرفتي، أنت عارف القديسة عمرها كم؟
قلت له: لا يهم، أنا أحبها لا لأنها كبيرة وناضجة وأنا مصاب بالعقد، ولكن لأني بحبها وبس! قبل أن أسمع بقصيدة وولت ويتمان.
قال وهو يستعد لبلع لقمة كبيرة من الإنجيرة بالزقني والدليخ ساخرا: أنا برضو قلت كدا.
تركتُ أمين، وفي نفسي شيئان: الأول أن أمين ربما خدعني في مسألة خوان بيدرو، وأن خوانه هذا ليس إلا ممثل متواطئ، والشيء الآخَر كل ما دار عن نوار وسابا فيما يخص تجدُّد علاقاته بهما، هو أيضًا كذبة أخرى الهدف منها حفظ ماء الوجه، لكني قلت لنفسي: قد يكون صادقًا فالمسافة ما بين الحقيقة والكذب هي أقرب من المسافة ما بين حقيقة وحقيقة أخرى وأقلُّ التباسًا.