الخير علي: رَجُل من الطَّمْي
الخير علي صالح الآن هو أحد أغنى سماسرة العاصمة، والماسك النهائي لأرباح كل بلحة وردت الخرطوم من أية جهة من البلاد الكبيرة، بناته التسع الحلوات في مدارس العاصمة الكبيرة وفي معاهدها، في رقة مَدنِية عظيمة، ولكن عندما يَشمُّ الصبيةُ الطائشون الخرطوميون صدورهن الناهدة، ومنبت شعورهن، تفاجئهم رائحة الصحراء، نحيب النهر البعيد، وهمهمة البلحات الطازجات …
أبناؤه السبعة هم الأصغر سنًّا، ما زالت اللكنة الحلوة التي اكتسبوها من الحبُّوبات والخالات والرواكيب وبيوت الطين وطيور البلح والنيل، تعرف بهم.
أصغرهم محمد خير، هو ما سوف يُعرَف بكاتب رواية «عَرَق الحصي»؛ لأنها أثارت حفيظة بعض الشواذ جنسيًّا فحاولوا قتله، وهو لا يتعدى الخامسة والعشرين من عمره. محمد خير هو ابن نوار سعد، أنجبته من الخير ذاته ومن رحمها بالذات؛ كما يحلو لها القول.