نُوار سَعد: الحياةُ تَعني الكثير
نوار سعد كتبت مذكراتها بعد أن أنجبت طفلًا، لقد استفادت من التطور في علم الإنجاب الاصطناعي، وبقليل من التحمل والدولارات والسفر استطاعت أن ترفد العالم بشخص أسمته محمد الخير، بدت متفائلة سعيدة وهي تكتب عن طفولتها الشقية البائسة، وأيام الجوع والحرمان ووفاة والدتها وكلاب أبيها والرمال والجروف، مزارع البصل، الهروب إلى إسبانيا، سنوات الجامعة، الصديقات، الأصدقاء، العشَّاق.
وفي هذا الفصل اعتذرَتْ أولًا لطفلها محمد خير؛ لأنها سوف تكتب بصراحة ووضوح غير معتاد عليه في بلد يدَّعِي كلُّ مَن فيها أنه لا يحب ولا يمارس الجنس ولا يرتكب المعاصي، وأنه من أهل الجنة وآل البيت … عن مايا زوكوف فلاديمير ومداح المداح. قالت: إنها لم تندم على لحظة واحدة عاشتها.
كتبت مذكراتها بصدق وحب وصراحة وجمال لا يُوصَف، كانت تعرف أنها سوف لا تحضر شباب ابنها ولا رجولته، بل تشك في أنها سوف تراه وهو في السادسة أو الثامنة عشرة من عمره، ولكنها كتبت من أجله فقرة تقول فيها: «فقط أعرف أنك عندما تبلغ عمري هذا … العالم حينها سيحظى بعجوز خبير في الحياة.»