غراميات الشريف الرضي
أيها السادة
فالشريف كان معروفًا عند القدماء بصدق اللوعة والصبابة، وكانت أشعاره في الحب كؤوسًا يعاقرها المتيمون.
ولكن مرت أجيال وأجيال والناس منصرفون عن ذلك الجانب المشرق من شعر الشريف؛ لأن الحياة الإسلامية قد شابها أقذاء التَّزمت والجمود، ولم يبق من رجال الدين من تؤثر عنه أطايب الفكاهة والظرف، أو تُرْوى عنه غرائب الأحاديث.
وإني لأشعر بالتهيب وأنا أشرح هذا الجانب من عبقرية الشريف الرضي، ولكن يشجعني أني أتكلم في بغداد التي وسع صدرها مئات المذاهب والآراء في الدين والاجتماع.
وأكاد أجزم بأن الشريف الرضي لو عاش في غير العراق لما استطاع أن يجمع بين الأدب والدين؛ لأن الجماهير الإسلامية في غير العراق لم تكن تسمح لرجل من أساتذة العلوم الدينية أن يطيل القول في فتنة الخدود وسحر العيون.
وليس معنى هذا أن العراق خلا خلوًّا تامًّا من التنكر لأخلاق الظرفاء من رجال الدين، لا، ولكنه كان أرق وأظرف من مصر التي لم يعرف علماؤها غير فناء الأعمار في التدريس والتأليف، والتي تسقط فيها هيبة العالم إن اتهمه حاسدوه بأنه أديب يحفظ بعض ما قيل في وصف الملاح.
كان الشريف الرضي يحب ويعشق، وقد اتسع عصره وبلده لسماع ما قال في الحب والعشق، ولكنه مع ذلك حبس عواطفه في قفص من حديد؛ لأن المجتمع العراقي على تسامحه لم يكن يبيح لمثله غير التجمل والتوفر والاستحياء، فكان الشريف يسقي منابت الظرف من مزاجه الرقيق بقراءة ما ينظم معاصروه من أشعار المجون، وهل نسيتم ما أشرنا إليه من اهتمامه بدراسة أشعار ابن حجاج؟
لقد فطر الشريف الرضي على رقة الإحساس، ولكنه منذ نشأته كان مسئولًا عن رعاية التقاليد، وهذا السجن الاجتماعي هو الذي أخرج من وجدانه ذلك الشاعر المجيد؛ لأن المشاعر لا ترهف إلا بقوة الاعتلاج، فلو كان الشريف رجلًا مطلق الحرية في تصرفاته الشخصية لكان من الممكن أن يصير ماجنًا يشبه الألوف ممن تنسموا أرواح دجلة والفرات، ولكن قسوة المجتمع صهرته صهرًا عنيفًا فأخرجت منه وترًا حنانًا يشدو فيجيد.
كان الشريف يستطيع أن يملأ الدنيا بالكلام عن التنسك والتقشف والزهد، وكان يستطيع أن يكون إمامًا منقطع النظير في علوم اللغة والدين، وكان يستطيع أن يكون رجلًا تقبل يمناه لالتماس البركات، ولكنه لو عقّ فطرته لكان شيخًا تافهًا كألوف المشايخ الذين سمح الدهر المخبول بأن يكونوا من أساتذة الأزهر الشريف، فلم يبق إلا أن يتسامح مع فطرته بعض التسامح فيعلن بعض ما في صدره من الغرام المدفون، ولكن كيف يعلن ذلك؟ سيظل الرجل في حرب بين المجد والحب: هو في نفسه صالح لأن يكون من أقطاب الدولة، ولكن ما هذه النوازع الدقاق التي تنزل به إلى الهوان في الحياة الغرامية؟ أيصح أن يصبح الفارس المغوار أسيرًا لعينين كحيلتين يشيع فيهما سحر النعاس؟ أيمكن أن يكون المحارب الصوّال فريسة للنحور العاجية التي تعجز عن حمل العقود؟ ما هذه الصلات الطبيعية التي تجمع بين الأضداد فتقرن القلب القاسي بالقلب الرقيق؟ ما هذه الغرائب التي تقضي بألا يتم العشق بين رجل وامرأة مختلفين في العرض والطول على نحو ما كنا نرى في شوارع باريس؟ إن الطبيعة تنتقم من الأوضاع والتقاليد، ولكنّ أكثر الناس لا يفقهون!
إن الشريف قد تزدهيه الكبرياء فيقول:
وهذه قطعة نفيسة من حيث المعنى والخيال، فهل كانت من نفحات الصدق؟ أستبعد ذلك، فالرجل لا يضاجع السيف في ليلة الوصل إلا وهو متكلف، ولا سيما إن صرح بأنه في أمان.
إنما الصدق أن يفصح عن ذات نفسه، فيصرح بأنه يلقى الجمال بوجه متجهم، وقلب رقيق، فيقول:
وهذه قطعة شرحنا ما تومئ إليه من الأسرار النفسية في كتاب (مدامع العشاق) منذ سنين، وهي شاهد على النزاع بين العقل والهوى، والهدى والضلال، إن صحّ أن الصدق في التعبير عن خوالج القلب إثم وإسراف.
الحق أن الشريف كان صورة للنزاع بين العقل والقلب، العقل الذي يوجب أن يكون الرجل من عبيد المجتمع ليسود المجتمع، والقلب الذي يوجب أن يكون الرجل عند وحي الفطرة والإحساس، وقد صدق في التعبير عن هذه المعضلة النفسية حين قال:
العز يعير بذل الفؤاد؟؟
تلكم هي القصة الموجزة لحياة الشريف، فهو في نزاع دائم بين عزة الجاه، وذلة القلب، فإن لم يكف هذان الشاهدان فانظروا كيف يقول:
وهذه أشعار من فيض القلب، والشريف في هذه الأشعار ليس هو ذلك الشيخ الجليل الذي أنشأ مدرسة سماها (دار العلم)، وأقام فيها مكتبة يتزوَّد منها طلاب اللغة والدين، وإنما هو إنسان يرى الدنيا بأعين الشعراء الذين يدركون أسرار الوجود.
أيها السادة
إن النص على هذا المعنى ضروري في هذا البحث، فالشريف الرضي في غرامياته ليس من تلاميذ بغداد، وإنما هو من تلاميذ البيداء، وآية ذلك أن الأنفاس البغدادية لا نحسها عنده إلا في النادر القليل، فهو بعيد كل البعد عن أنفاس الشعراء الذين تمتعت آذانهم وعيونهم بضجيج بغداد، ومواكب بغداد، وتعليل هذا سهل؛ فقد كان رجلًا يفهم أن المفروض عليه ألا يعرف بغير التقى والعفاف، ولم تكن دنيا الناس في ذلك العهد تسمح لرجل مثله أن يخاطر بمركزه الأدبي والديني في سبيل الوجد والصبابة، وإنما كان يقهر على ذلك قهرًا بما يتوقد في صدره من الغرام المشبوب، وهو نفسه قد شعر بهذا الحرج حين قال في دفع من اتهموه بالخروج على أدب الأتقياء:
وأريد أن أقول بصراحة: إن الشريف الرضي كان يحاول التخلص من مذاهب البغداديين في التشبيب؛ لأن أكثر الشعراء في تلك الأيام كانوا أسرفوا في العبث والمجون، وكان يرى من موجبات الكرامة أن يترفع في نسيبه عما ألف أولئك الشعراء من التبذل والإسفاف، وقد أوغل في التحفظ حتى كاد يهجر الشعر الرقيق، فلم يتفق له إلا في الندرة أن يقول:
أو يقول:
أو يقول:
والأبيات الأخيرة من قصيدة طويلة نص الديوان على أنها في معنى سئل القول فيه، فكأنه يتهيب الحديث عن ليالي الوصل، ومن الشعراء من تحبسهم تقاليد المجتمع فلا يتحدثون عن أهواء النفس إلا بطريق التلميح.
صدقوني أيها السادة إذا حدثتكم أني تعبت في البحث عن صور بغداد في غراميات الشريف الرضي، فلم أجد غير أطياف، كأن يقول:
فهذه قطعة تذكر بابن المعتز، أشعر خلفاء بغداد.
والحق أيها السادة أن الشريف الرضي لم يكن يتكلم اللغة البغدادية إلا حين يأسره الغضب أو الحزن.
كأن يقول:
وكأن يقول في وصف مغن دميم:
وكأن يقول:
وكأن يقول في التحزن للأموات:
قلت: إن الشريف لم يكن تلميذ بغداد، وإنما كان تلميذ البيداء، ولكن هذا القول لا يخلو من اعتساف، فقد كانت للشريف لفتات إلى معالم العراق، كأن يصرخ:
فهذه القطعة تمثل أصدق الشوق إلى العراق، وتشهد بأنه كان مشغول القلب بأحبابه في العراق.
وهو أيضًا الذي يقول:
والذي يقول:
والذي يقول:
والذي يقول في رجوعه من الحج يتشوف إلى قباب بغداد:
فالشريف لم يكن ينكر بغداد ولا العراق، ولكنه مع ذلك لم يكن مقصور الهوى على بغداد والعراق، فقد كانت له صبابات بالبيداء، صبابات غنمها، واكتوى بنارها في طريقه إلى الحج، وهو حج مرات، ورأى الظباء الحوالي، والعواطل بالبيداء، وربما كان الحج هو السبب الأول في تفتح عبقرية الشريف، فقد كانت تمرّ أشهر وهو يراود الخيال فوق ظهر جمل، أو سراة جواد، ونحن نعرف فضل هذه الأسفار على الشعراء، فالشعر يحتاج إلى غناء، وهو لا يتيسر في كل وقت لمن يعيشون في الحواضر فوق مهاوي المشكلات السياسية، والمعضلات الاجتماعية، وإنما يحتاج الشعر إلى فراغ من هموم العقل ليستطيع الشاعر أن يعاقر الغناء، وكذلك يمكن القول بأن الشريف لم يدرك كيف يكون اعتلاج الشوق إلا وهو يسامر الخيال في الصحراء، وقد نظر فرأى ثروة الأدب العربي لم تتكون إلا من أصول الأخيلة البدوية، أخيلة الأعراب الذين اتسع وقتهم للغناء، فمضى يتحدث عن مواطن، ومعالم، ومنازل لا يمكن أن تتسع لها جميعًا مسالك الطريق إلى الحجاز، وبذلك تحول الحبّ في قلبه إلى معركة وجدانية لا تعرف الرسوم والحدود، وإنما تتميز بما ترى القلوب من أشواظ وأقباس.
وكان للشريف في ذلك المذهب نجاة من فضول الباغين والعادين، فهو يحنّ إلى ديار لا يراها البغداديون إلا إذا استنجدوا طيف الخيال، وهو يذكر أسماء كان لها في أذهان الناس صور قدسية؛ لأن الشعراء الأوائل كانوا خلعوا عليها ألوانًا من السحر الحلال.
كان طريق الحج فرصة للتعرف إلى طوائف من الحسن المكنون، وكان موسم الحج فرصة للتعرف إلى ألوان من الجمال تفرقت في بلاد الله، ثم التقت في ساحات الحجيج، فكان صاحبنا يطالع كتاب الحسن بعناية وإمعان، وكان كتاب الحسن في موسم الحج مختلف السطور والخطوط، فكانت فيه سطور شامية، وسطور مصرية وتركية، وسطور مغربية وأندلسية، وكانت فيه كلمات بالحروف اليمنية، والجاوية، والهندية، وكان الشريف من أقدر الناس على فهم الرموز من خطوط الجمال.
وهنا يبدأ الخطر على ذلك القلب الحساس.
من هنا نعرف كيف كان الشريف كثير الأسى والحنين، فالذي يشهد مواكب الحسن من مختلف الشعوب في موسم لا يدوم غير أسابيع لا يستطيع تزويد العين والقلب بغير الحسرات، وهل تسمح طبيعة المجتمع لأمير الحج أن يقضي ليلة فاجرة أو عفيفة مع امرأة حسناء؟ وكيف وهو مقتول الوقت بشرح آداب السعي، والرمي، والطواف؟
الواقع أن تلك المآزق هي التي أوقدت صدر الشريف، فقد كان حاله شبيهًا بحال من يقضي أسبوعين يزور فيهما المعرض الدولي في باريس، فيرى من غرائب الجمال ما يعشي الأبصار والقلوب، ثم يعود وهو آثم الضمير، طاهر الثياب.
إن اللغة العربية لا تعرف من الذين سجلوا مواسم الحج بقوة وعنف غير شاعرين: الأول: صديقنا عمر بن أبي ربيعة، عطر الحب ذكراه! والثاني: أستاذنا الشريف الرضي، نضر الله مثواه!
أما عمر بن أبي ربيعة فقد كان مطمئن البال؛ لأنه كان حجازيًّا يشاهد من مواسم الحج ما يشاء، ولأنه كان خلع العذار فلم يعد يبالي أين يقع هواه، ولأنه كان اشتهر بالحب حتى كان ظريفات النساء لا يرين تمام الحج إلا بمشاهدة وجهه الجميل.
أما الشريف الرضي فإنسان آخر، هو رجل يجيء إلى الحج نائبًا عن خليفة المسلمين، هو رجل مسئول لا يليق به اللهو ولا المزاح، ومعه من أهل العراق رجال لا تخفى عليهم مآثم العيون، ولعل فيهم من ينافسه أو يعاديه، فهو ينظر إلى الجمال المنثور فوق بساط الحج بقلب فاتك، وطرف عفيف، وقد يتفق أحيانًا أن تعفّ العيون، وتفتك القلوب!!
أيها السادة
لا تحسبوني أتفلسف على حساب الشريف، فقد قضيت سنين وأنا أحاول فهم هذه الدقائق الوجدانية، وأكاد أجزم بأن الشريف لم يكن يعرف السكون ولو نزل إلى مغارات الكهوف؛ لأن لذكريات العيون والنحور والخدود ضجيجًا يوقظ الأموات، ويصم الأحياء، وهو قد رأى من الوجوه الوسيمة، وسمع من الأصوات الرخيمة، ما يسوق العقلاء إلى حظيرة المجانين.
وهل كان يمكن أن تتوفر تلك الثروة الشعرية لرجل يلهو ويلعب؟
هل كان يمكن أن يشهد الشريف غرائب صنع الله في مواكب الحجيج وهو في عنفوان الشباب، ثم لا يحفظ في لوحة الذكريات ألف سورة من سور الصباحة والجمال؟
معاذ الهوى والأدب أن يكون الشريف الرضي عابثًا في الغرام، وهل في الغرام عبث؟ وهل كان اللعب بالحب إلا كاللعب بالجمر المتوهج؟ إن العبث بالحب ممكن، ولكنه مستحيل على رجل يعيش بالبيداء، أو يمرّ بالبيداء، فلأهل البيداء، ومن يجاور البيداء عيون أسحر وأفتك من عيون الظباء، وإني لأعجب كيف يعيش إنسان في العراق، ثم لا يعشق وهو يرى عيون المها في كل مكان، وفي كل حين؟
ولكن الشريف صعب عليه أن يجعل العراق مرجع هواه؛ لأن سياسة المجتمع كانت ترفض ذلك، ولأن الرجل كان في ذاته شعوبي الهوى، فكان في صدره سهام من مصر، والشام، والحجاز، واليمن، والمغرب، والهند، وفارس، والعراق، كان صورة للفؤاد الممزق الذي تعاورته سهام العيون.
أيها السادة
لا تلوموني في هذا اللف والدوران، فأنا أحاول أمرًا يصعب إليه الوصول، أحاول التصريح بأن الأسماء التي وردت في شعر الشريف لم تكن لها في ذهنه مسميات، أريد أن أصرح بأنه كان يسلك المذاهب الرمزية حين قال:
فآل ليلى لم يكونوا بالفعل آل ليلى، ولعلهم كانوا آل جميلة، أو آل ظمياء! و(ذو الأثل) في قوله:
لم يكن بالفعل ذا الأثل، ولعله كان محلة من محلات بغداد، وكذلك يمكن القول في (أراك الحمى):
أو ما تحدث به عن رامة إذ يقول:
فهل تظنون أن (رامة) وردت في هذا الشعر وهي حتمًا رامة؟ أم تحسبونها بقعة خيالية طافت بخيال الشريف؟
وكذلك يمكن القول بتزوير المواضع في هذا القصيد:
وقد يتفق له في قصيدة واحدة أن يشير إلى عدة معالم فيقول:
فالشريف في أمثال هذه الأشعار لا يعني بالضبط ما يقول، فهو يذكر مواضع ومنازل لا يعنيها بالذات، وإنما يجعلها حجازًا بينه وبين الواشين ممن يسوءهم أن يصرح بمواقع هواه في الكرخ وبغداد.
أيها السادة
لا تظنوا الشريف كان من المخادعين. لا، وإنما كان من المتجمِّلين، فقد كان على جانب من الشجاعة حتى صحَّ له أن يصرح بأن الحسن يسبيه في الجنسين فيقول:
ويقول:
ويقول:
ولكن هذه الشجاعة لها حدود يعرفها جيدًا من يرشح نفسه لإمارة الحج، ونقابة الأشراف، ومناصب القضاء، ثم إمارة المؤمنين.
ومن أجل هذا كان تصويره للجوانب الحسية من الجمال تصويرًا قليل التهاويل، لا رفث فيه ولا فسوق، فلم يستطع أن يكون خليفة الشاعر الذي قيل فيه: ما عصى الله بشعر أكثر مما عصى بشعر عمر بن أبي ربيعة، ولم يتحدث أحد بأنه قرأ غراميات الشريف، فدعته نفسه إلى مراجعة الضلال، وإنما يستطيع ألوف من الناس أن يقولوا: إن شعر الشريف حبب إليهم الغرام النبيل، وساقهم إلى تمجيد مواسم العيون في كرائم الأحاسيس.
لا تنظروا من الشريف أن يهيجكم بالأوصاف الحسية، فما كان يملك ذلك، وكرمكم يتسع للصفح عنه، وقد عرفتم كيف كان مركزه في المجتمع، بل أعذروه إن اكتفى بالأوصاف التي رددها الشعراء، فقال:
أو قال:
أو قال:
وفي الأبيات الأخيرة بيت عجيب، وهو:
وقلما يتنبه الشريف إلى أمثال هذه المعاني، فهو قليل التحليل لأهواء الملاح، ولكنه في هذا البيت تنبه إلى البلادة التي نراها أحيانًا في الجمال المترف، ففي بعض منازل النعيم ألوان من الجمال تشبه في مداركها جمال التماثيل، والذكاء في أهل الجمال قليل الوجود، ولكن هذه أثرة نفسانية، فالشعراء يحبون أن تضج الدنيا لهم حين يظهرون، وهم ينسون أن الجمال لو أعلن شعوره بهم في جميع الأحايين لانقلبت الدنيا إلى مسارح من العبث والمجون.