صلات الشريف الرضي بالوزراء والأمراء والملوك
أيها السادة
حدثناكم عن صلات الشريف بالخلفاء، وفي هذه الليلة نحدثكم عن صلاته بالوزراء والأمراء والملوك. وكنت أستطيع إغفال هذا البحث، أو الاكتفاء بكلمتين موجزتين تفصحان عن جوهر تلك الصلات، ولكني راعيت الأدب معكم فآثرت الاستقصاء.
والواقع أن مدائح الشريف ليست كسائر المدائح؛ لأنه لم يكن يتكسب بشعره على نحو ما كان يفعل بعض الشعراء الذين يفدون من بلاد بعيدة ليبيعوا أشعارهم في بغداد، وإنما كانت مدائحه شاهدًا على اشتباكه في المعارك السياسية التي كانت تثور في فارس وفي العراق، فالشريف الرضي شاعر سياسي، أعني أن أشعاره كانت وسيلة إلى أغراضه السياسية، أو عنوان على متابعته لتقلب الأحوال السياسية، فهو شاعر «متحرك» كما يعبر أهل بغداد في هذه الأيام.
ويجب النص أيضًا على أن ممدوحيه لم يكونوا من الأغبياء، فأكثرهم كان يتذوق البلاغة العربية، وأكثرهم كانوا من الفتيان البهاليل الذين يهيمون بكرائم المعاني، فليس من المستبعد أن يكون الشريف أنس بأرواحهم وأذواقهم، فطاب له أن يخصهم بالقصائد الجياد.
والمهم عندي أن تعرفوا أن حرص الشريف على الاتصال بالوزراء والملوك لم يكن حرصًا على منفعة رخصية تقوم بالدراهم والدنانير، وإنما كان حرصًا على منفعة عالية، هي أن يكون رجلًا له شأن في تصريف المعضلات السياسية، وقد تم له من ذلك بعض ما أراد، فاستطاع أن يكون صلة الوصل بين الحجاز والعراق وبين فارس والعراق، وبين الشام والعراق
وإليكم أسوق بعض الأمثال:
كانت إمارة الحج إلى أبي أحمد الموسوي ثم إلى ابنه الشريف الرضي، فهل تظنون أن هذا المنصب كان يضاف إلى هذين الرجلين بفضل الوراثة؟ قد يكون ذلك، ولكني أرجو أن تصدقوني إذا قلت: إن هذا المنصب كان يشترط فيمن يتولاه أن يكون على صلات بالقبائل العربية التي كانت تسد المنافذ إلى البيت الحرام. والتاريخ يشهد بأن أهل العراق وأهل فارس وأهل خراسان انصرفوا عن الحج أعوامًا كثيرة بسبب الخوف من أشواك الطريق، وكان يتفق في أحيان كثيرة أن تنهب قوافل الحجيج، وأن يعود الحجاج إلى بلادهم منهوبين ومجروحين، ولا يكفي أن يقال: إن الموسوي كان من الفرسان، وإن ابنه الرضي كان من الفرسان، وإنما يجب أن نفهم أن هذين الرجلين كانا يعرفان قيمة الصداقة في العلائق «الدبلوماسية» فكانا يتصلان اتصالًا وديًّا بأكثر القبائل، وينالان بالسلطة الروحية ما تعجز السيوف.
وقد رأيتم فيما سلف أن الموسوي كان يذهب إلى فارس للسفارة بين الشعبين؛ وليقيم قواعد الصلح بين الجيش البغدادي والجيش الفارسي، وهذا يشهد بأن تسوية الشؤون المعقدة بين فارس والعراق كانت توجب أن يكون في العراقيين رجال يؤتمنون على الأرواح، ويهمهم أن يسود الصفاء بين أمم تفرقها العنصرية ويجمع بينها الدين.
وكانت أشعار الشريف نوعًا من الدعاية للعراق في زمن لم تكن فيه جرائد ولا مجلات: فكان يوزع مدائحه ذات اليمين وذات الشمال على من يتوسم فيهم القدرة على إنصاف العراق، وكان أبوه من قبل يصنع الصنيع نفسه بالوسائل الأدبية والدينية، وذلك أسلوب من التلطف لا يبرع فيه إلا الأقلون أترونني أفصحت عما أريد؟ أنا أريد أن أقرر أن الشريف كان في مدائحه للخلفاء والوزراء والملوك رجلًا سياسيًّا، والسياسة لا تنافي الصدق في جميع الأحوال فهو كان يصادق ويعادي في سبيل وطنه الذي جار عليه الزمان في تلك العهود.
وكان يحاول أن يغنم لوطنه أصدقاء بين أولئك الذين حولوا منادح العراق إلى معسكرات.
وقد حملته هذه الرغبة على أن يفكر تفكيرًا جديًّا في مصاهرة أبي علي وزير بهاء الدولة، وكان بهاء الدولة كما سترون قطب الأقطاب في ذلك الزمان. وهذه المصاهرة لم تكن إلا وسيلة سياسية، فقد كان يدرك جيدًا أن الوزراء في ذلك العهد كان إليهم زمام الملوك؛ لأنهم كانوا يصلون إلى الوزارة بأموالهم وعصبياتهم، وكان اليهم الأمر المطلق في أكثر الشؤون.
وعقلية الشريف كانت عقلية سياسية: فهو يسترخض كل شيء في سبيل المجد، ويستبيح اشتراء المناصب، وقد اتفق مرة أن يهجم قوم في حضرته على رجل أسرف في البذل لينال الوزارة على البديهة:
وما نريد أن نغض من شاعرنا، وإنما نريد أن نصوره على ما كان عليه من أخلاق، وليس يؤذيه أن نستبيح من التعبير ما استباح.
ثم أقول مرة ثانية: إنه كان يريد أن يتزوج زواجًا سياسيًّا، والزواج السياسي معروف من قديم الأزمان، وقد أباحه الرسول ﷺ فدخل في مصاهرات كثيرة لتصل روحه إلى أشتات القبائل العربية، وما على الشريف من لوم في أن يسك ذلك المسلك المقبول؛ ليكون صلة الوصل بين فارس والعراق.
ولكنه — وا أسفاه — خاب في مسعاه!
وقد سجل خيبته الأليمة بقصيدتين: الأولى بائية، والثانية دالية.
وكان يجب أن نقف طويلًا في تشريح هاتين القصيدتين، ولكن أين الوقت؟ فيكفي أن نذكر أن الشريف شعر بصدمة موجعة حين ضاعت تلك الفرصة الذهبية، وكان للرجل وهو من شعراء الوجدان أن يتألم لضياع البخت من فتاة نشأت في النعيم. والحسن المنعم له مذاق خاص. ولكنه وقف حسرته على ضياع المطمع السياسي فقال في مطلع البائية:
ثم قال:
وهذه الأبيات صريحة في أنه لا يبكي ضياع الحظ من فتاة جميلة كان يشتهي أن تكون أنس حياته، وإنما هو يبكي فرصة سياسية ضاعت بضياع تلك المصاهرة المشتهاة.
وفي القصيدة الثانية يقول:
وهذا المطمح هو من شواهد الفحولة في الشريف، الفحولة الحسية والفحولة المعنوية، وكان شاعرنا يشتهي أن يحكم ويستطيل، وشهوة التحكم والسيطرة من أشرف عيوب الرجال.
أيها السادة
ما أحب أن أضجركم فأطوف بكم على جميع ما دونت من صلات الشريف بالوزراء والملوك، ويكفي أن تتضح الفكرة في أذهانكم؛ لترجعوا إلى أصولها في ديوانه حين تشاءون.
ولكن لا بد من الوقوف عند مسألتين مهمتين: الأولى: صلات الشريف بالحمدانيين، والثانية: صلاته ببهاء الدولة الذي كان في زمانه ملك الملوك.
أما صلاته بالحمدانيين فلها أصول سياسية يعرفها المطلعون على التاريخ، وربما جاز أن تحكم بأن هواه معهم يرجع أيضًا إلى أصول وجدانية، فقد كان يعطف على إحدى نسائهم، أو كانت إحدى نسائهم تعطف عليه. وقد مرت لذلك إشارة لا نعود إليها في هذا المساء. والرجل قد يعطف على أمة بأسرها من أجل امرأة يهواها أو تهواه.
وعواطف الشريف نحو الحمدانيين تظهر في مراثيه لمن عرف من رجالهم، كأن يقول:
وقد تفجرت عواطف الشريف نحو الحمدانيين وهو يرثي أبا طاهر بن ناصر الدولة، ويظهر أن صداقته لذلك الأمير بلغت من نفسه كل مبلغ، فقد رثاه أصدق رثاء، وتفجع عليه أوجع تفجع، حتى وقع لقوم من عقيل أن يغضبوا وأن يرد عليهم الشريف فيقول:
وللشريف في ذلك الأمير مرثيتان، الأولى دالية:
ثم يخاطب المبكي فيقول:
ثم يقول في تحقير من قتلوه:
والقصيدة كلها على هذا النسق الطريف.
أما القصيدة الثانية فهي أعجوبة في الجودة والرصانة والخيال، وسنعود إلى درسها حين نتكلم عن المرائي في السلسلة الثانية من هذه المحاضرات.
قلت: إني لن أطيل الحديث عن صلات الشريف بالوزراء والأمراء، وإني سأنتقل من كلامه عن الحمدانيين إلى وفائه لبهاء الدولة، ولكن لا بد من تذكير القارئ بأن هناك شخصيات سياسية عرضنا لها في مواطن مختلفة من هذه المحاضرات، أمثال شرف الدولة وعبد العزيز بن يوسف والصاحب بن عباد.
وقبل أن نواجه الحديث عن بهاء الدولة نذكر أن الشريف كان له ذوق لطيف في التفرقة بين مقامات الخلفاء ومقامات الملوك، فهو كان ينشد الخلفاء شعره بنفسه، أما الملوك فكان يكتفي بإرسال القصائد إليهم وقط فطن بعض الدساسين إلى هذه التفرقة الذوقية، فاغتابوه عند بهاء الدولة واتهموه بالتكبر والازدهاء.
فلما بلغته الدسيسة كتب إلى بهاء الدولة يقول:
وللشريف في بهاء الدولة مدائح كثيرة جدًّا.
فمن هو بهاء الدولة؟ أكان يستحق أن ينفق الرضي في سبيله كل تلك الثروة من الشعر الجيد؟
نظلم الأدب والتاريخ ونظلم صديقنا الشريف إذا تركنا القارئ يفهم أن بهاء الدولة، لم يكن إلا طاغية يجيد ثل العروش كالذي صنع مع الطائع.
كان بهاء الدولة مع غطرسته شخصية فارسية مصقولة الحواشي، وكان يتذوق الأدب الرفيع، وكانت له أخلاق.
إي والله، كانت له أخلاق!
والشاهد الآتي يفصح عما نريده:
كان لشرف الدولة خادم اسمه نحرير، وكان وفيًّا لسيده أصدق الوفاء، وكان بهاء الدولة يسمع بوفائه فيشتد شوقه إليه، فلما توفى شرف الدولة وتولى الأمر بهاء الدولة هم الملك الجديد أن يجتذب نحريرًا إليه؛ ليجري في خدمته على ما كان يجري عليه في خدمة أخيه.
ثم زين السفهاء لبهاء الدولة أن يأذن بالقبض على نحرير.
وما نريد أن نأتي على بقية القصة، فليس يسر القارئ أن يعلم ما صنعت الدسائس التي انتهت بقتل نحرير، فقد يكون في ذلك ما يحقر الجنس الذي اشترك في تكونيه آدم وزوجته حواء!
وأريد أن أقول: أيها السادة إن بهاء الدولة كان رجلًا له قلب؛ وذلك مما يعطف عليه شاعر مثل الشريف، وهو قد استطاع أن يثبت قواعد الملك في العراق والموصل وخوزستان وشيراز وكرمان، واستطاع أن يطمئن على بغداد فيتركها ويقيم في خوزستان، ويولي عليها حاكمًا يسميه عميد العراق.
ومعنى ذلك أن العراق شهد في عهده أطياف الرخاء.
•••
قلت: إن بهاء الدولة كان يتذوق الأدب الرفيع، وشاهد ذلك أن الشريف كان يداعبه بالشعر فيرسل إليه القصائد الوحشية والقصائد الإنسية.
كان يخاطبه بالشعر الوحشي فيقول:
إلى آخر القصيدة وهي طويلة.
وكان يخاطبه بالشعر الإنسي فيقول:
وهذا نسيب مرقص.
ثم يمدح بهاء الدولة فيقول:
إلى أن يقول:
وهذا الشاهد المطول لا يهمنا لذاته، كما تظنون، وإنما يهمنا لدلالته على أريحية الشريف وهو يمدح بهاء الدولة، وهذه الأريحية تحتاج إلى قليل من البيان:
إن الشريف ظل موصول الأواصر بمودة بهاء الدولة نحو عشرين سنة، وهي مودة كان لها أثر كبير في شاعرة الشريف؛ لأنها أفسحت أمامه المجال للتطريب والتغريد، وراضته على الطواف حول كرائم المعاني، فقد كان الشريف يحب أن يمدح الرجال، لا للتكسب ولا للتزلف ولكن للمعنى الذي شرحناه في الطبعة الثانية من كتاب «البدائع» وهو معنى دقيق لم يتنبه إليه أحد من الذين أرخوا الأدب العربي، فالمدائح كانت سجلًّا لما يفهم الشعراء من مكارم الأخلاق، وكان الشريف في جدود هذا الفرض يسيره أن يتكلم عن الشمائل والخصال التي ترفع أقدار الرجال.
فمدائح الشريف صور لما كان يؤمن به من الحقائق الأخلاقية، وشاهد على أنه كان في أعماق قلبه يود التخلق بما اصطفاه لممدوحيه من أخلاق.
وهذه القصيدة فيها إشارة إلى ماضي الفرس، حتى النار، وهي في شعره نار عتيقة أي: كريمة، والعتق هو الكرم في الخيل وفي الصهباء.
وأريد أن أقول: إن ثناء الشريف على ماضي الفرس كان شواهد تلطفه مع بهاء الدولة؛ لأن الشريف له قصائد في تفضيل العرب على الفرس، وبعبارة أدق تفضيل مجد الإسلام على مجد الفرس، كالقصيدة التي قالها حين اجتاز بالمدائن وشهد إيوان كسرى سنة ٣٩٧.
وكان يتفق له أن يتغنى بمجد العرب وما صنعوا في قهر الفرس وهو يمدح بهاء الدولة، فما تعليل ذلك؟
أغلب الظن أن الفرس لم يكن من همهم أن يقاوموا مجد العرب في الحدود التي رسمتها الشعوبية؛ لأن الفرس أسلموا وتعصبوا أشد التعصب للغة العربية، وكان إسلامهم واستعرابهم من أهم الأمجاد في حياة العروبة والإسلام.
وأغلب الظن أيضًا أن الشعوبية لم تكن نزعة إجماعية في حياة الفرس، وإنما هي مناوشات أدبية أثارها الأدباء، وهم مصدر الشرفي بعض الأحيان!
أقول هذا لأفهم وتفهموا كيف جاز للشريف أن يذكر انتصار العرب على الفرس في قصيدة يمدح بها بهاء الدولة، فينص على أن عارض الحرب يوم ذي وقار:
والحقيقة أن الفرس في مؤلفاتهم وأشعارهم كانوا من نماذج القومية العربية الإسلامية، فلم يكن يجرحهم أن يقول شاعر: إن الإسلام انتصر عليهم؛ لأنهم رحبوا بالإسلام منذ عرفوه، وكانت بلادهم من الحصون التي اعتزت بها لغة القرآن.
وإنما نوهت بهذه القصيدة لأشرح كيف كان الشريف يتردد بين الإشارة بمجد العرب ومجد الفرس، وكيف جاز له أن يدور حول هذه المعاني بلا تهيب ولا إشفاق.
وما يجوز لنا أيها السادة أن نزن التاريخ بموازين الحوادث في هذه الأيام، فالأمم الإسلامية في هذا العصر يستقل بعضها عن بعض، بحيث يظن الغافل أنها كانت كذلك في الأيام الخالية، وما كانت كذلك، وإنما كان يتنقل المؤمن من أرض إلى أرض فلا يفهم أنه انتقل من وطن إلى وطن، وإنما كان يشعر بأنه يسير تحت راية الإسلام، ولم تكن ياء النسب إلا علامة تمييز لا علامة تفريق.
أيها السادة
كانت مدائح الشريف لبهاء الدولة فرصة عظيمة لجموح الخيال، ففي تلك المدائح لفتات ذوقية وروحية وخلقية.
والذين اهتموا بغراميات الشريف وقفوا عند الحجازيات، وفاتهم أن الشريف كانت له في مدائحه وثبات غرامية، كأن يقول:
وكأن يقول:
وكأن يقول:
وأنا أكتفي بهذه الشواهد الثلاثة لأريكم أن مدائح الشريف في بهاء الدولة تجمع أطايب من المعاني الذوقية. والقطعة الأخيرة من الشعر النفيس، وعهدي بالأستاذ محمد الههياوي يرحل من «حدائق القبة» إلى القاهرة؛ ليسمعها من الأستاذ أبي بكر المنفلوطي، كأن الشريف هو وحده الذي يحسن أن يقول:
أما المعاني الروحية فكثيرة، يمثلها تلطفه مع بهاء الدولة إذ يقول:
وإذ يقول:
وإذ يقول:
وإذا يقول في تعزيته عن إحدى بناته وهي التي عقد عليها للخليفة القادر بالله:
أما اللفتات الخلقية فكثيرة جدًّا، كأن يقول:
وما نقصر المعاني الخلقية على الشعر الذي يجري مجرى الأمثال، وإنما هي تشمل كل ما أشاد فيه بالشمائل والخصال، ومن الواضح أن هذا الحكم ينساق على جميع المدائح في الشعر العربي، ولكن لا مفر من الاعتراف بأن الشريف كان ينوه بخلائق الرجال وهو يحسها أقوى إحساس.
أما بعد فليس من همنا أن نستقصي ما قال الشريف في بهاء الدولة، فذلك بحث يطول، ويكفي أن تكونوا عرفتم أن الشريف عاش مدة وهو في حركة عقلية وذوقية ومعاشية بفضل ذلك الملك، وتشهد قصائد الديوان بأن بهاء الدولة أغدق عليه نعم التشريف والتبجيل، وأنه كان يعتمد عليه في كثير من الشؤون.
وفي جمادى الآخرة سنة ٤٠٣ مات بهاء الدولة فرثاه الشريف بهذه القصيدة الباكية:
•••
وكذلك كان بهاء الدولة آخر من اعتز الشريف بمدحه من بين الملوك، وربما كان صادقًا فيما ادعاه من ذهاب الضحك بذهاب ذلك الفقيد، فإن الشريف لم يعمر من بعده طويلًا.