رحلة سمو الأمير الجليل محمد علي إلى جاوة
«وكأنما أراد الله أن يُفسِح أمامنا سبيل التوفيق فيما أخذنا به من تحقيقٍ دقيق لهذه الممالك التي أنعم الله علينا بزيارتها والتجوال فيها، واستظهار بواطنها وحواشيها، فهيَّأ لنا — جل شأنه — من أسباب الرعاية ما تمكنَّا به أن نَفِي بالعهد، ونبرَّ بالوعد.»
اهتم الأمير «محمد علي» بالرحلات والتجوال في بقاع العالم بعدما يئس من تحقيق حُلم الجلوس على عرش مصر، فقام برحلات إلى أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية والهند واليابان والبوسنة والهرسك، ومن هذه الرحلات رحلته إلى جزيرة جاوة التي سجَّل فيها مشاهداته للجزيرة أثناء احتلال الهولنديين لها، ونقل عبر مذكراته اليومية الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للسكان الأصليين للجزيرة، ووصف أهلها ومميزاتهم وعاداتهم وزراعتهم، وعلى الرغم من أنها تسجيل يومي لرحلته فقد اهتم الأمير «محمد علي» بتدوين الإحصاءات والبيانات التي صادفته أثناء الرحلة؛ مثل التعداد السكاني وشرائحه تفصيلًا، والمحاصيل الزراعية ومقدارها السنوي، وكذلك ناتج المعادن المستخرجة سنويًّا، والثروة الحيوانية وتعدادها، وحركة التجارة الواردة والصادرة من جاوة، والطرق والمواصلات فيها، وقد دوَّن الأمير رحلته تلك في أغسطس عام ١٩٢٩م.