٢٠ أغسطس
أديت صلاة الفجر في الساعة الرابعة صباحًا وتلوت بعدها ما تيسَّر من القرآن الكريم، ثم شهدنا إذ ذاك سواحل «شبه جزيرة ملايا»، وفي الساعة الخامسة لمعت على الشاطئ أضواء مدينة «سنغافورة».
وفي الساعة السادسة كنا على الميناء فإذا أشباح الضباب تغزو سماء المدينة فتُعيد إلينا مشاهد السماء في لندره.
وإذا بهذه السلسلة الممتعة من الجزر الصغيرة التي انبثت على جوانب الميناء تُلبسها ثوبًا من البهجة.
وإذا بمنظرها يُعيد إلينا مشاهد الموانئ في شمال أستراليا وفي جزائر المستعمرات الهولندية، وفي الساعة السادسة والنصف ألقت الباخرة مراسيها على الرصيف.
هنا تتم رحلتنا في المستعمرات الهولندية، وهنا أكرر الحمد لله حمدًا يقصر القلم عن وصفه وتعجز النفس عن تصويره.
وهنا أشكره على ما هيَّأ لي من أسباب الصحة والتوفيق حتى أُتيح لي أن أتعرف إلى جوانب كونه الرحيب وملكه الفسيح.
وهنا أسأله جلَّ شأنه أن يتم علينا نعمة السداد في العمل الصالح، والتوفيق فيما يرضيه إنه سميع مجيب النداء.