٤ أغسطس
نحن الآن في غمرة اللُّجَّة، تسبح باخرتنا على صفيحة اليم، والهواء المُندفع من خلفها إلى ما تفرَّدت به من سرعة بالغة قد أحدث غير قليل من الضيق، إلى ذلك وفرة الحرارة ووهجها وشدَّتها.
وفي المساء أقاموا مَقصِفًا فاخرًا لمناسبة وصولهم، وقدم الطعام كدعوة من القبطان، وأداروا كئوس الشمبانيا على السائحين، وأتاحوا لكل منهم أن تُصيبه هدية جميلة من الشركة الهولندية التي تبعها هذه الباخرة كتذكار للسفر والمسافرين.
ولما كنت لا أحتسي الشمبانيا، ولم أتعرَّف من قبل إلى القبطان، فقد أسرعت جهدي في تناول الطعام حتى يتسنَّى لي أن أدع ذلك الازدحام الهائل والضجَّة العالية والضجيج المُفزِع، وحين انتهى الطعام بدأت حفلة الألعاب الرياضية مشوقة طريفة، ثم انتهت بما أخذه الفائزون من جوائز.