ملاحق
جزيرة لِسبوس
ألكايوس
شاعر معاصر لسافو، تحدث بعض الكتاب الأقدمين عن صلته بها وزعم بعضهم أنه أعلنها بحبه. ولد حوالي عام ٦١٠م، ويقال إنه شارك في الحرب التي دارت مع أثينا، وهي الحرب التي نشبت عندما استولت هذه على قلعة سيجيوم التي كانت تملكها جزيرة لِسبوس في مدخل الدردنيل. كما شارك في الاضطرابات السياسية التي اضطرمت في الجزيرة منذ صباه، فقد أطاح شقيقاه أنتيمينداس وكيكس بالطاغية ميلانخروس. ولكن أخويه سُرعان ما خاب أملهما بعد موته، فقد خلفه ميرزيلوس في حكم الجزيرة، وجعل من نفسه طاغيةً جديدًا عليها، بمساعدة بيتاكوس الذي كان قد ساعدهما من قبل على تغيير نظام الحكم. وقد شارك ألكايوس في شبابه في الصراع الدائر ضد ميرزيلوس وحلفائه في أواخر القرن السابع، غير أن الثورة مُنيت بالفشل، وهرب ألكايوس ورفاقه إلى بيرا التي تبعد بضعة أميال عن مدينة ميتيلينه، حيث كتب هناك قصيدةً مشهورةً يبتهل فيها إلى الآلهة أن تحطم الطغاة، ويعبر عن أمله في الانتصار عليهم وعن إيمانه بالشجاعة والإخلاص، وبأن الرجل الحق هو الفارس والمحارب. يقول في أحد أبياتها: «إن الرجال هم حصن المدينة في الحرب.» وقامت معركة جديدة ضد ميرزيلوس انتهت بقتله. وأنشد الشاعر في غمرة الفرح يقول:
غير أن الفرحة لم تتم؛ فقد جعل الثائر القديم بيتاكوس من نفسه طاغيةً جديدًا على ميتيلينه، ونشب صراع جديد بين ألكايوس سليل الأرستقراطية وبين پيتاكوس الذي اتهمه الشاعر بأنه «وضيع الأصل»، على الرغم من أن العصور التالية قد أثنت على عدالة حكمه، بل وضعته بين من سمَّتهم بالحكماء السبعة ونسبت إليه الحكمة القائلة: «اعرف «قيمة» اللحظة «المناسبة».»
وظل ألكايوس يطالب بإبعاد الطاغية، ولكن أصدقاءه تفرقوا، وغادر بعضهم البلاد إلى بابل أو مصر، حتى إن المؤرخ سترابو يروي أن ألكايوس يتحدث عن رحلة قام بها إلى مصر، وليس ببعيد أن يكون قد زارها وعمل جنديًّا مرتزقًا على عهد بسماتيك الثاني (حوالي عام ٥٦٩ق.م. في الأسرة السادسة والعشرين) الذي ثبت أنه كان يستعين كثيرًا بالإغريق، وأن بعضهم نقشوا أسماءهم على قدم أحد تماثيل أبو سمبل الضخمة، ويبدو أن ألكايوس قد استعان بألياتيس حاكم مملكة ليديا أو استعان به هذا في الاستيلاء على جزيرة لِسبوس وتخليصها من يد بيتاكوس وإعادة سلطان الطبقة الأرستقراطية إليها. ومهما يكن الأمر فقد بقي بيتاكوس عشر سنوات في الحكم، استقال بعدها من حكم مدينة ميتيلينه بعد أن نجح في إعادة النظام إليها. ويقال إنه أصدر العفو عن المنفيين قبل استقالته، وسمح لهم بأن يعودوا إلى وطنهم، فعادت سافو من صقلية، وعاد أنتيمنيداس شقيق ألكايوس من بابل، وعاد ألكايوس فاستقبله بيتاكوس بهذه الكلمات: «العفو خير من العقاب.» ولسنا نعرف شيئًا عن حياته بعد عودته إلى الوطن وصلحه مع بيتاكوس. ولكن شعره ظل مرآةَ عصره وحياته، وهي حياة اتسمت بالجدِّ والرجولة، وانقضت في المتعة والعمل والصراع.
كلمات للقارئ
كتبت سافو أشعارها باللهجة الأيولية، وهي تختلف من وجوه كثيرة عن اللهجة الآتيكية التي كُتبت بها روائع المسرح والفلسفة في عصرهما الذهبي. ولا أكتم القارئ أنني لست من المتخصصين — بالمعنى الدقيق لكلمة التخصص — في اللغة اليونانية القديمة؛ فمعلوماتي المتواضعة فيها لا تتجاوز قراءة محاورتين من محاورات الشباب لأفلاطون، وبعض القطع المتفرقة من إكسينوفون وأرسطو، ومع ذلك فإنني أحب أن أطمئنه أيضًا إلى أنني رجعت في الجانب الأكبر من أشعار سافو إلى الأصل اليوناني، مع الاعتماد بطبيعة الحال على الترجمتين الألمانية والإنجليزية اللَّتين استطعت الوصول إليهما.