الكتاب الخامس
أحسن وضع الغطاء عليها،
الغطاء الليِّن.
•••
حلمًا رويت لك، يا أفروديت.
•••
ماذا يريد العصفور، يا ابنة بانديون؟١
•••
البدر رأيناه في السماء في تمامه،
وعندما وقفوا حول المذبح،
…
•••
أقبلن يا أيتها الفاتنات
وربات الجمال ذوات الشعر الأسود!
•••
الفتاة ذات الصوت العذب …
الذهب العاطل من القيمة الإنسانية
يسكن عندنا، ليضرَّ بنا ويؤذيَنا.
•••
كذلك كانت ترقص فتيات كريت
على الوقع خفيفات الأقدام
حول المذبح الجميل،
وخطاهن تلمس براعم الأعشاب الطرية.
•••
الآن قد غاب القمر
وغابت الكواكب السبعة.
انتصف الليل،
ووقت الانتظار فات.
وأنا أنام وحدي.
•••
حقًّا، وددت لو أموت!
كان نشيجها يمزق القلب عندما ودعتْني
وقالت لي:
«آه ما أتعس حظنا!
سافو، حقًّا إنني أفارقك بالرغم مني!»
أجبتها قائلةً:
«اذهبي راضية النفس، وفكري فيَّ
من حين إلى حين!
أنتِ تعلمين، كم كنت أرعاك
أم تراك لا تعلمين؟
إذن فلأذكرك (لأنك تنسين)
بكل ما عشناه هنا من سعادة وجمال.
ضفائر عديدة من البنفسج
والزعفران
وضعتها في شعرك … عندما كنت تعيشين بجانبي …
عقود كثيرة
من الورود المعطرة
طوَّقت بها جيدك الأملس،
وبزيت المرِّ الفاخر
دهنت بشرتك الجميلة،
وبالطيب الذي يسمونه طيب الملوك.
ورقدت على سرير ناعم
بجانب (؟) … رقيقة،
واشتقت إلى …
ما من (رقص أو حفل زفاف)، ما من عيد مقدس،
ما من (جدول ماء) …
لم نزره معًا،
ما من بستان، لم نسمع فيه أنغام الصُّنوج
ولم (تتردد) فيه أناشيدكن …»
•••
أحقًّا إنه …
…
جونجيلا …
انظروا، الرب أرسل لي علامةً،
يفهمها كل إنسان …
دخل عليَّ هرمس٢
(معين) كل المتعَبين،
كما يدخل الرسول،
وتكلمتُ فقلتُ له:
«سيدي، مرحبًا بك!
بحق الآلهة التي تسكن هناك في العالم السفليِّ!
ما عدت أجد هنا أثرًا للبهجة،
(تعذبت) كثيرًا.»
في نفسي يحيا شيء كالشوق إلى أن أموت،
وأرى في وقت قريب
شواطئ «أخيرون»٣ النديَّة
التي تُكللها أزهار اللوتس
وأهبط إلى منزل هاديس٤
(ثم أعود)، وأفتش (…)
حتى لا يستطيع أحد …
…
•••
كثيرًا ما تبعث إلينا — إلى وطنها —
بأفكارها من سارديا،
ويخطر ببالها كيف عشنا قديمًا مُتَّحدين:
شبيهة بالآلهة تبدين أنتِ لها،
أغنيتك كانت تجدها أريجونتا أجمل ما في الوجود.
رقيقة وجميلة تعيش هي الآن بين نساء ليديا،
مثلما يغمر ضوء القمر بأصابعه الوردية
ضوء كل النجوم
بعد غروب الشمس،
ويفيض نوره على البحر المالح
وعلى مروج الورد،
هناك ينزل الندى وتزدهر الزهور
والبقدونس الرقيق،
وزهر اللوتس العسلي ببراعمه.
تظل تتجول هنا وهناك،
وتتذكر أثيس الصديقة بقلب حزين
يملؤه الشوق، فيزداد حزنًا.
يرتفع صوتها مناديًا:
«تعاليْنَ إليَّ!»
غير أن البحر الهادر، الذي يفصل بيننا،
لا يحمل النداء إلينا،
ما من أحد يسمعه.
لا ريب أن قَوامك البديع
في جمال أنصاف الآلهة،
يبدو لكل إنسان
عندما تلبسين … ثوب العيد.
•••
…
وسقتْنا شراب الآلهة من جرَّة ذهبية
وبيثو (سقى كل إنسان)
بيديه …
إلى ابنتها كلايس
…
هكذا قالت لي ذات يوم:
أجمل زينة في الشباب
أن تجعل الفتاة جدائل شعرها
خصلات تربطها بشرائط أُرجوانية،
بديعة، بديعة جدًّا مثل هذه الزينة.
فإن كان شعر الصبية أشقرَ
بدا أنصع من ضوء المشاعل،
أنسب الباقات، الزاهية كالبراعم
هي الميترا،
إلا أن مثلك، يا كلايس،
تتمنى الآن لنفسها (باقةً) زاهيةً،
من سارديا،
(لعلها) توجد في مدن ليديا
(لكنها شحيحة حيث نعيش).
ما من باقة زاهية أملكها لك، يا صغيرتي!
ومن أين لي بمثل هذه الزينة؟
(ألق بالذنب) على حاكم ميتيلينه
(لأن الأمور قد بلغت هذا الحدَّ).
… قد جعلوا المدينة كلها (؟) …
عديدة هي الآثار التي تحملها مدينتنا
منذ أجبرتْ قوة الكليانكتديين
الكثيرين على الفرار:
عندها بدأت تعاستنا.
إلى أفروديت
زينة للرءوس من بلاد اليافونيين (؟)
زاهية بلون قرمزي، مسقية بالعطر.
وهدايا جميلة
أرسلها إليك منازيس اليافونيُّ
من فوكايا.٥
•••
إن كنتَ حبيبي فاختر لك
من بين الصغيرات زوجةً؛
فلست أحتمل الحياة بجانبك
وأنا أكبرهن سنًّا.
•••
أنا نفسي
كنت أكلل رأسي بالزهور،
كنت صبيةً.
ارفعي الآن صوتك
أنت يا قيثارتي الإلهية!
(بداية أغنية مفقودة)
يقولون إن ليدا
قد عثرتْ ذات يوم
على بيضة مظلمة وهائلة …
(بداية أغنية)
النوم الأسود بالليل
(يغمض) عندئذٍ أعيننا …
نواح على أدونيس
الفتيات: آخ! أدونيس٦ يموت،
شابًّا وجميلًا!
كيبريس، وماذا نفعل؟
رئيسة الجَوقة: اضربن صدوركن،
ومزقن، يا فتيات،
ثيابكن!
•••
… غير أني لست من النوع
الذي يعلن غضبه؛
قلبي يحتمل في صمت …
تحذير لابنتها
… ما من أغنية حزينة
يصحُّ أن تتردد في البيت
حيث يخدم الإنسان ربات الجمال.
… ذلك ما لا يليق بنا.
•••
(عندما رأت سافو)
طفلًا جميلًا
يقطف باقة من الورد
…
أفروديت تتكلَّم
أنت ومعك إيروس رسولي، أنتما …
١
بانديون: لعله أحد ملوك أثينا الأسطوريين، ووالد «فيلوميلا» التي تقول
الأسطورة إنها تحولت إلى عصفور أو بلبل. فلقد قطع تيريوس لسانها ليمنعها من
الكشف عن اغتصابه لها ولكنها استطاعتْ أن تسجل ما حدث لها كتابةً على القماش،
وانتقمتْ لها شقيقتها بروكني بأن قدمت إلى تيريوس لحم ابنهما، وقد حولتْه
الآلهة إلى هدهد، كما حولت الشقيقتين إلى بلبلين.
٢
هرمس: إله الحظ والخِصب والثروة، وحامي التجار واللصوص، ورسول الآلهة إلى
البشر، وقائد الأرواح إلى عالم الموتى. يُحكى أنه ترك المهد في يوم مولده
فقتل سلحفاةً، واخترع القيثارة، وسرق قطيعًا من البقر يملكه أبولو، ثم عاد
لينام في مهده!
٣
أخيرون: هو فيما تروي الأساطير اليونانية أحد الأنهار التي تجري في
العالم السفلي.
٤
هاديس: إله العالم الآخر، وهو إله بشع قاس، ولكنه مع ذلك عادل لا يعادي
البشر. فلم يعرف اليونان شيئًا عن فكرة الشيطان التي جاءتْ بها الأديان فيما
بعد. وهو يحكم أرواح الموتى في العالم السفلي مع زوجته برسيفونه، وتطلق
الكلمة أيضًا على مملكة الموتى والعالم الآخر نفسه.
٥
فوكايا: أقصى المستعمرات الأيونية شمالًا على ساحل آسيا
الصغرى.
٦
كان أدونيس في الأسطورة اليونانية هو العاشق الشاب لأفروديت، وهو روح
من أرواح النبات أو الخضرة، وُلد من شجرة الآس التي أصبحت فيما بعد
رمزًا له. كانت فواكه الخريف تقدم إليه وأحواض الزهور تسمى باسمه. وكان
في كل سنة يموت ويحيا من جديد. وقد كانت عبادته لها أهميتها في جزيرة
لِسبوس، ولا شك في أن سافو كتبت بعض الأغاني التي تنشد له سواء من
جانبها وحدها أو مع الجَوقة.