مائة عام من الأدب الروسي: دليلك إلى الأدب الروسي في القرن العشرين
«إن العملية الأدبية الروسية للقرن العشرين تقف الآن في أكمل صورها. فبأي مقياس نقيسها؟ ألم يَحِن الوقتُ لأن نحدِّد خصائص هذه العملية، انطلاقًا من حقائقها العميقة، دون أن نُلزمها بالتطابق مع المعايير الظاهرية الغريبة على طبيعتها؟ وكما رأينا، فقد ساد لدينا ولسنواتٍ طويلة التناوُل الاجتماعي المبتذل والتوضيحي، وسوف نقدِّم فيما يلي عددًا من الإشارات المفيدة في هذا الصدد.»
استطاع الأدب الروسي أن يتربَّع على قمة الأدب العالمي بفضل أُدباء استثنائيين؛ أمثال «دوستويفسكي» و«تولستوي» و«تشيخوف» و«بوشكين» وغيرهم كثيرين، أسهموا إسهاماتٍ مهمةً في فَهم النفس الإنسانية وتوغَّلوا في أعماقها. وقد جاء هذا الكتاب ليُقدِّم لنا صورةً تفصيلية عن هذا الأدب طوال القرن العشرين؛ فإلى جانب تتبُّع مساره، وانتصاراته وإخفاقاته، وتأثير الهزات التاريخية عليه، والتغيُّرات التي طرأت عليه، يتطرَّق إلى المدارس المتعدِّدة التي كانت جزءًا أساسيًّا من الحركة الأدبية والاجتماعية مثل «مدرسة جوركي»، فضلًا عن الأدب البروليتاري الذي أعلن عن نفسه في هذا القرن، وكذلك أدب المهجر الذي عاش ما يزيد على سبعين عامًا في انفصالٍ مأساوي عن الوطن الأم، والذي كان له صورته المركبة وتاريخه الخاص. كما يُفيض علينا بمئات الكتب التي طواها النسيان نتيجةَ عدم نشرها على الإطلاق واحتراق مخطوطاتها بنيران العصر.