في العالم
يارب … ويا خلق!
يارب!
يا رب أعطيناك أرواحنا
في هذه الحرب وفي الماضيةْ
يا ربنا فاقض لنا مرة
بالسلم في أيامنا الباقيةْ
يا خلق!
يا خلق ما أرواحكم سمحةٌ
عندي، ولا إن سمحت كافيةْ
أعطيتمُ إبليس أضعافها
من حَيوَاتٍ عندكم غاليةْ
وبعتمُ في سوقه كل ما
وهبتكم من عيشة راضيةْ
لم تشتروا السلم بأرواحكم
بل اشتريتم نقمة ثانيةْ
عطاؤكم إبليس سمحٌ بلا
أجر ولا أمنية خافيةْ
وما بذلتم قط لي قُربةً
إلا رجاء العفو والعافيةْ!
عباد الطغيان
كلكم، كلكم مع الغالب الظا
لم لا تعدموا من الظلم رغما
لو وقفتم يومًا إلى جانب المغلو
ب ما فاز غالب قط ظلما
قريب قريب
عجبنا زمانًا لهذي الحروبْ
وما في الحروب لعمري عجيبْ
أتعجب من أن قومًا تمو
ت، ومن أن قومًا قساة القلوبْ
وما قسوة الناس بدعٌ ولا
أرى موتهم بالجديد المريبْ
فهذي هي الحرب يا صاحبي
كلا طرفيها قريبٌ قريبْ
فصد!
قالوا: هي الحرب فصدٌ
به الشفاء يُؤمَّل
قلنا: نعم، فصد عرق
حي وإعفاءُ دمَّل
الخلود المزدرى
نفوسٌ أعاف مقامي بها
أأخلد فيها؟ لبئس الخلود!
وسجن أعاف وجودي به
أليس كفيلًا ببعض الوجود؟
فدع عنك يا صاحبي خالديـ
ـك، وقل من مُزكٍّ لهم أو شهيد
فلا خير في عيشتهم سرمدا
إذا سُرمدوا في ضمير القرود
فرب خلود كقيد السجيـ
ـن، ونسيان قوم كفك القيود
سوء توزيع
دنياك فيها جمال
ورحمة وسرور
تُلقَى ولا تبتغيها
وتُبتَغى فتجور١
هذا هو الشر عندي
ومنه تنمو شرور
بأس الطغاة
بأس الطغاة تقول؟!
مهلًا، عداك الذهول
هيهات يطغى ابن أنثى
في أمة أو يصول
ما لم يعنه عليها
جهل وحقد دخيل
هما الأصيلان فاعلم
وكل طاغ وكيل
وما لطاغٍ سبيل
لولاهما أو دليل
الداء العالمي
أرثي له عالَمًا شقيَّا
يقاد مستسلمًا زريَّا
ومن هم القائدون؟ رهط
من شرهم خسة وغيَّا
هذا هو الداء لا قتال
يطوي صفوف الجموع طيَّا
فالجهل يزري بكل حي
ولا تعيب المنون حيَّا
قلت للمريخ٢
قلت للمريخ: أعذله
وهو يذكي جمرة الغضب
ويك! ما هذا الخراب؟ وما
ذلك الإغراق في العطب؟
أمم تسطو على أمم
ولظى ثوارة اللهب
ودماء كالبحار على
عيلم٣ للدمع منسكب
وقبور كظَّها تَخَمًا
جثثُ الهلكى من السَّغب٤
•••
قال: مه يا صاح أين ترى
كل ما استهولتَ وا عجبي
أرضكم ما زلت أبصرها
نائيًا حينًا وعن كثب٥
هَيِّن ما قد تبدل من
سمتها في هذه الحقب
جزاه الله
جزى الله هتلر أوفى الجزاء
بما قد أجاد وما قد أساء
فما زال يقذف من حوله
مواعظَ يلقفها من يشاء
ألم نر كيف يكون الحقير
حقيرًا ويقضي بأيدي القضاء
وينهى ويأمر في قومه
ويبرم في أمرهم ما يشاء
ويغزو الممالك في عالم
تُفدَّى ممالكه بالدماء
ويفتح باريس في وثبة
ويوصد لندن دون الهواء
فوالله ما الحرب في هولها
وفي كل ما خيَّبت من رجاء
بضائعةٍ عبثًا لو درى
بنو آدم كيف يُزجي الثناء
فقد يضخم العمل المزدرى
فيضخم ضعفين في الازدراء
هوامش
(١) جار عن الطريق: حاد عنه.
(٢) المريخ في أساطير الأقدمين هو رب الحرب.
(٣) بحر.
(٤) الجوع.
(٥) عن قرب.