الآثار التي خلفها الملك «فليب أريداروس»
بليبوس | ستب-ني-رع-مري-أمن |
تحدثنا فيما سبق عن الأحوال التي تقلبت في خلالها الإمبراطورية المقدونية التي ورثها «فليب أريداوس» عن أخيه «الإسكندر الأكبر»، ورأينا أنه لم يكن له من الأمر شيء، بل إن كل شئون الدولة كانت في يد الوصي الذي لم يكن بدوره في معظم الأحيان إلا لعبة في يد مناهضيه من حكام أقاليم الإمبراطورية.
وآخر تأريخ في الوثائق البابلية بعهد فليب «أريداوس» هو ١٣ أغسطس سنة ٣١٦، غير أنه ليس لدينا وثائق مقارنة يمكن أن يُعتمد عليها لاستنباط تأريخ أكيد في المصرية والبابلية.
وعلى الرغم من أن فليب «أريداوس» لم يأتِ إلى مصر ولم يَرَها، فإن المصريين كان لزامًا عليهم أن يعتبروه فرعونًا على مصر على حسب التقاليد المصرية الموروثة منذ عهد «مينا».
- (١) معبد الأقصر: نُقش اسم «فليب أريداوس» على الجدار الخارجي لمعبد الأقصر في الشمال الشرقي من الردهة الكبيرة على هيئة جرافيتي بالألوان جاء فيها: «السنة الرابعة الشهر الثالث من فصل الفيضان (هاتور) من عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «فليبوس»، ويُلحَظ أن إشارات هذا النقش قد نقشت بصورة جميلة.»٤
هذا ونجد في السطر الثامن من هذا المتن: اليوم السابع من شهر طوبة من نفس السنة.
ونجد في نفس الجرافيتي السابق المتن التالي:السنة الرابعة الشهر الثاني من فصل الشتاء (أمشير) في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «فليبس».
وهذا الجرافيتي هام لأنه جاء فيه اسم «الإسكندر الأكبر»، كما ذكرنا من قبل.
- (٢) ورقة ديموطيقية: جاء اسم هذا الملك في عقد كُتب بالديموطيقية وهو محفوظ الآن بالمكتبة الأهلية «بباريس»، وقد أُرخ بالسنة الثامنة شهر «هاتور» من عهد الملك «فليب أريداوس».٥
- (٣) عقد تسوية من عهد «فليب أريدواس»:
- التاريخ: السنة السابعة من عهد الفرعون فليب (١٠ مارس سنة ٣١٧ق.م).
- الطرف الأول: صانع فخار «جمي»، «بامي» Pame ابن «باهي» وأمه هي «تنحر برع».
- الطرف الثاني: المرأة «تامن» ابنة «بامي»، وأمها (هي) تامي ابنتي.
- العقد: لقد أعطيتك بيتي المبني والمسقوف الواقع في القسم
الجنوبي الشرقي من «جمي» بالقرب من الجدار العظيم «جمي»
(يقصد هنا سور مدينة حابو).
ونصفه ملك «تاهيت» ابنة «بامي» وأمها (هي) «تامي» ابنتي، وأختك الصغرى، ونصفه الآخر هو ملك لك، وحدود البيت المبني والمسقوف وهو المذكور أعلاه هي:
- جنوبه: بيت حانوتي «جمي» «باجمي» بن «بتآمون»، وهو الذي باعه «بتمستو» بن «باجمي»، ابنه إلى المرأة «تآمون» ابنة «أسمن»، ويوجد حائط ساند بين أجزائه وبين المرأة «تآمون» ابنة «أسمن».
- شماله: بيت صانع فخار «جمي» «أسمن» صاحب الذكر المنتشر، ابن «بتآمون» وأمه (هي) تشنمين.
- غربه: جدار «جمي» الكبير.
- شرقه: القطط (مدفن القطط).
وهذه هي حدود بيتي الذي ذُكر أعلاه، وهو الذي وهبته لك وله «تاهيب» ابنة بامي وأمها (هي) «تامي» ابنتي وأختك الصغرى، ويخصك نصفه ويخصها النصف الآخر وقد وهبته لكما وهو ملككما، وبيتكما المبني المسقوف والذي حدوده ذكرت أعلاه.
- الصيغة القانونية: وليس لي أي حق كان عندكما باسمي، وأنا وكذلك أي ابن أو
بنت أو أخ أو أخت أو أي شخص كان من الآن فصاعدًا، وإن الذي
سيأتي إليكما بسببه باسمي أو باسم أي شخص مهما كان وكذلك
أنا، فإني سأجعله يخلصك، وإذا لم أمنعه بالتراضي، فإني
سأمنعه (قهرًا) وسأطهره لك (أي البيت) من أي حق وكل شيء
مهما كان، وإن حججه القديمة وحججه الجديدة في كل مكان هي
حقوقكما وكل كتابة كانت قد عُملت لي بخصوصه فإنها لكما
وكذلك حقها، وحقي الشرعي هو لكما من هذا البيت فصاعدًا دون
ادِّعاء أي حق أو أي شيء كان عليكما.
كاتب الخاتم وكاهن الروح «تحت منت» بن «وسروسر».
هذا وقد كتب على ظهر العقد ستة عشر شاهدًا.٦ - (٤) عقد زواج من عهد «فليب أريداوس»:٧
التاريخ: السنة الثامنة من عهد الفرعون «فليب أريداوس» (٣١٨ق.م) يقول «أ» إلى «ب»: لقد أعطيتني ست قطع من الفضة لأجل مهر المرأة «ج» ابنتك وأمها هي «د» وإني سأعطيك عشر قطع من الفضة لأجل طعامها ولباسها سنويًّا للبيت الذي تريده، وعندك السلطة أن تحجز مؤخر طعامها وملبسها الذي سيستحق عليَّ، وإني سأعطيك إياه … إلخ.
- (٥) الكرنك: يوجد في معبد الكرنك الكبير محراب أقامه «تحتمس الثالث» وقد هدمه الفرس، ثم أصلحه من بعدهم «بطليموس بن لاجوس» باسم «فليب أريداوس»، وقد جاء عليه المتن التالي باسم «فليبس أريداوس»: لقد وجد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري ورب الأرضين الشعائر (ستب-ني-رع-مري-أمن) بن رع من جسده ومحبوبه «فليب» المكان العظيم لآمون آيلًا للخراب، وكان مقامًا منذ زمن جلالته رب التيجان تحتمس.٨هذا وقد جاء اسم هذا الملك مرات عدة على هذا المحراب بنعوت مختلفة نذكر منها:
-
حور ملك مصر (الثور القوي محبوب «ماعت» أي العدالة)، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «ستب-ني-رع-مري-أمن» ابن «رع» «فليبس».
-
الإله الكامل رب الأرضين (ستب-ني-رع-مري-أمن) ابن «رع» رب التيجان (فليب) رب القوة في كل الأراضي.٩
-
ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين (ستب-ني-رع-مري-أمن) بن «رع» رب التيجان «فليبس» معطي الحياة كلها والثبات والقوة كلها.
-
حور الملك (الثور القوي محبوب ماعت) ملك الوجه القبلي والوجه البحري (ستب-ني-رع-مري-أمن) بن رع رب التيجان (فليبس) معطي الحياة والثبات والقوة كلها مثل رع أبديًّا.١٠
-
محبوب الإله الكامل «فليب».١١
هذا وتوجد لهذا الفرعون صورة تقليدية.١٢يضاف إلى ذلك أن «شمبوليون» قد وصف لنا كوة للملك «فليب أريداوس».١٣هذا وقد وُجد النقش التالي في معبد الكرنك في الردهة سالفة الذكر في المحراب وهو: تجديد الآثار التي عملها الإله الكامل (ستب-ني-رع-مري-أمن).
-
- (٦) معبد الأشمونين: يوجد نقش خاص بإهداء معبد «الأشمونين» كشفت عنه البعثة الفرنسية المصرية جاء فيه: «يعيش حور … الأرضين والسيدتان «المسمى» حاكم الأراضي الأجنبية، حور الذهبي محبوب ملك الوجه القبلي والوجه البحري ورب الأرضين (ستب-ني-رع-مري-أمن) بن «رع» رب التيجان «فليبس» محبوب «تحوت» رب «الأشمونيين» معطي الحياة مثل «رع».١٤
- (٧) سمنود: كشف عن قطعتين من الحجر، واحدة منها عليها اسم هذا الفرعون، والأخرى عليها لقب، وهما من كرنيش من الجرانيت عثر عليهما في «سمنود».١٥
ولقب هذا الفرعون نقش هكذا: (ستب-ني-رع-مري-كا-أمن) = المختار من رع محبوب روح آمون، والظاهر أنه قد أضيف إلى لقب «فليب» كلمة «كا» ومعناها الروح في عهد متأخر، والظاهر أن هذا قد حدث لتمييز طغراء تتويج «فليب» من طغراء «الإسكندر الأكبر» المتشابهَين تمامًا.
- (٨) المتحف البريطاني: يوجد بالمتحف البريطاني قطعة من إناء مصنوع من حجر أسود كان مستعمَلًا ساعة مائية.١٦