آثار الملك الإسكندر الرابع
الكسندرس | ستب-ني-كارع-مري-أمن |
وقد تحدثنا فيما سبق عن مقتل الملك «فليب أريداوس» على يد الملكة «أوليمبياس» والدة «الإسكندر الأكبر» وعن الغرض الذي كانت ترمي إليه من قتله هو وزوجه، وهو كما ذكرنا تنصيب الملك «الإسكندر الرابع» إمبراطورًا منفردًا على أملاك الإسكندر ابنها، وبذلك تضمن قيامها وصية على حفيدها، وقد ولد «الإسكندر» هذا في بابل بعد وفاة والده بثلاثة أشهر في نهاية عام ٣٢٣ق.م، ويقال إنه قبل ولادته وعلى الرغم من أن «فليب أريداوس» قد أعلنه الجيش إمبراطورًا على أملاك «الإسكندر الأكبر» فإنه قرر أنه سيشترك مع «فليب» عمه هذا في حكم الإمبراطورية، وفي عام ٣٢١ أو ٣٢٠ أحضره الوصي على الإمبراطورية القائد «أنتيباتر» إلى «أوروبا» وعاش هناك منذ ذلك الوقت مع والدته في بلاط ملك «أبيروس»، وكان يعتبر مشتركًا مع «فليب» في الملك، وبعد اغتيال «فليب أريداوس» حوالي عام ٣١٧ق.م عاد «الإسكندر الرابع» إلى مقدونيا وأصبح منذ ذلك الوقت منفردًا في حكم إمبراطورية والده.
لم يذهب قط «الإسكندر» هذا إلى مصر، ومع ذلك فقد اعتبره المصريون فرعونًا عليهم غير أن زمام الأمور في واقع الأمر كان في يد «بطليموس بن لاجوس» كما كانت الحال من قبل، وقد كانت الآثار التي تقام في مصر أو تصلح ما بين عامي ٣١٧–٣١٠ق.م تحمل اسمه هو مفردًا وكذلك كانت النقود باسمه، ولما كان «بطليموس الأول» لم يعيَّن رسميًّا فرعونًا على مصر إلا في عام ٣٠٤ق.م فإن بعض الآثار التي عُثر عليها كانت تؤرَّخ باسم «الإسكندر الرابع» على الرغم من أنه قد توفي منذ عام ٣١٠ق.م وبخاصة الأوراق الديموطيقية، أما الأوراق اليونانية فكانت تؤرَّخ بعهد «بطليموس سوتر» كما سنرى بعد.
ومعظم الآثار التي أُرخت بعهد هذا الفرعون تنحصر فيما يأتي:
(١) عقد زواج٣
السنة الثانية شهر هاتور من عهد الملك «الكسندروس» بن «الكسندروس» الإله.
يقول نجار بيت «آمون» «بتخنس» بن «جوف عخي» وأمه هي «استفني»، إلى المرأة «تئيزي» ابنة «بتمنؤبي» وأمها (هي) «إسرتايس»: لقد اتخذتك زوجة.
وإذا هجرتك بوصفك زوجة وكرهتك وأحببت امرأة أخرى أكثر منك، فإني سأعطيك عشر قطع من الفضة أي ما يساوي خمسين «ستاتر» أي عشر قطع من الفضة ثانية، وابني الأكبر هو ابنك الأكبر والمالك لجميع كل شيء أملكه ولتلك الأشياء التي سأكسبها من بيت وأرض ودخل وعبد وأَمَة وفضة ونحاس وملابس وثور وحمار وماشية صغيرة ومتاع في أية حجرة.
وإني سأعطيك هذا القمح واللباس المدون أعلاه سنويًّا، ووكيلك هو الذي سيكون له الحق في أخذ المتأخرات من قمحك وملبسك الذي سيكون مستحَقًّا عليَّ، وإني أعطيك إياها سنويًّا دون تأخير ودون اقتباس أي سجل، وأي كلمة في الأرض ضدك (أي دون الرجوع إلى سجل في هذا الصدد).
كتبه ﺑ… ابن «وسرور».
هذا وكُتب على ظهر الورقة ستة عشر شاهدًا، كما جرت العادة.
(٢) اتفاق بيع ووصية من عهد الإسكندر الرابع
- التاريخ: السنة الثالثة من عهد الفرعون الإسكندر الرابع (٨ يوليو سنة ٣١٤ق.م).
-
الطرفان: الطرف الأول: المرأة «تتنفر حوتب» ابنة «جحو»، وأمها (هي)
«تاتي».
الطرف الثاني: المرأة «تامين» ابنة «حح»، وأمها (هي) «تنحار بوخرات».
-
العقد: لقد جعلت قلبي يرضى بثمن بيتي المبني والمسقوف بالإضافة إلى الفناء
الواقع في القسم الشمالي لطيبة في بيت البقرة، وحدوده هي:
- الجنوب: بيت «كلوج» بن «باسمتو» الحمال، وهو ملك نجار معبد آمون «المسمى» «فيب» بن «جوف عخي» و«بتخنس» بن «جوف عخي»، والشارع يفصل بينهما.
- الشمال: بيت «بامني» وبيت «ثتاني» بن «حاربوخرات».
- الغرب: بيت «باوزي» بن «كلوج» وبيت «بتحار برع».
- والشرق: بيت «بتمستو» «بخرخنس» وبيت «فليب» بن «بتحار برع».
وهذه هي حدود كل البيت الذي أعطيت منه ذراعًا ونصف ذراع٦ من الأرض أي مائة وخمسين ذراعًا من المساحة أي ذراعًا من الأرض ثانية حانوتي «أمنئوي» في غربي طيبة «بتنفر حوتب» بن «بارت» وشرحه «ثتاني» بن «بارت» وهما شخصَان ابناي بنسبة و ذراعًا من الأرض ثانية لكل منهما وقد عملت لهما الاتفاقية لأجل البيع بخصوصه في السنة السادسة شهر تحوت من عهد (الفرعون) «فليب» (١١ نوفمبر سنة ٣١٩ق.م) وقد أعطيتك البيت المذكور أعلاه إلا القصبة والنصف هذين من الأرض؛ أي ما مساحته مائة وخمسون ذراعًا أي قصبة ونصف ثانية وهما اللذان أعطيتهما المسمى «بتنفر حوتب» بن «بارت» و«ثتاني» بن «بارت» في البيت السالف الذكر، وأنه ملكك، وهو بيتك، وإنك قد أرضيت قلبي بثمنه خلافًا للعشر () الذي دُفع للكتبة ومحصل ضرائب طيبة. - الصيغة القانونية: وليس لي أي حق مهما كان باسمه (أي البيت) وليس هناك أي رجل مهما كان ولا أنا سيكون في قدرته أن يكون له سلطان عليه إلا أنت من اليوم فصاعدًا، وأن من سيأتي إليك بخصومة فإني سأجعله يتنحى عنك، وإني سأطهره لك من كل حق ومن كل شيء مهما كان، وحقوقه هي ملكك في كل مكان تكون فيه، وكل كتابة تكون قد عُملت بخصوصه، وكل كتابة تكون قد عُملت لي بخصوصه فهي ملكك بالإضافة للحقوق التي تخولها، والحق المخوَّل لي شرعًا باسمه هو حقك، أما اليمين أو الإثبات الذي سيُفرض عليك في ساحة العدل باسم الحق المخوَّل بالكتابة التي عملتُها لك لتجعلني أؤديه فإني سأؤديه، والبيت المذكور أعلاه ملكك وكل شيء يخصني والذي سأحصل عليه، وستدفع لي خمس قطع فضة أي خمسة وعشرين ستاتر (عملة أيونية) أي ما يساوي خمس قطع فضة ثانية لأجل تحنيطي ودفني.
كتبه «بتسمتو» بن «حور».
وفي أسفل هذا العقد صورة كاملة كتبها شاهد.
وعلى ظهر الورقة توقيعات ستة عشر شاهدًا.
(٣) عقد نزول عن نفس البيت السابق من عهد الإسكندر الرابع
- التاريخ: السنة العاشرة شهر طوبة من عهد الفرعون «الإسكندر» بن «الإسكندر» (٨ مارس سنة ٣٠٧ق.م).
-
الطرفان: الطرف الأول: نحاس معبد «آمون» «باهي» بن «بآمون» وأمه (هي)
«تروباستي».
الطرف الثاني: كالازيريس «جندي» معبد «آمون» «بارت» بن «بانوفر» وأمه هي «تارت».
-
العقد: لقد جعلت قلبي يرضى عن النقد ثمنًا لبيتي المبني والمسقوف والواقع في
القسم الشمالي من طيبة غربي حرم معبد الإله «منتو» رب «طيبة» والذي
حدوده هي:
- جنوبه: البيت المبني والمسقوف بالإضافة إلى بيتك الذي لم يُبْنَ بعدُ.
- شماله: بيت «بتحار برع» بن «باكوس» المبني والمسقوف ملك أولادك، وشارع الملك يفصل بينهما.
- غربه: البيت المبني والمسقوف بالإضافة إلى الساحة التي عند بابه.
- شرقه: باقي بيتك المذكور أعلاه الذي مقاسه قصبة من الأرض أي ما مساحته ٢٥٠ ذراعًا من الأرض؛ أي قصبة من الأرض ثانية وهو الذي بعته مقابل نقد لصانع الشمع «شنسو» بن «وزاحور».
وهذه هي كل حدود هذا البيت.
وقد أعطيتك إياه وهو لك.
- الصيغة القانونية: ليس لي أي حق مهما كان عليك باسمه (أي البيت) وليس لأي رجل ولا أنا مهما كان سلطان عليه إلا أنت من اليوم فصاعدًا، وأن من سيأتي إليك بخصوصه باسمي أو باسم أي شخص مهما كان فإني سأجعله يتنحى لك عنه، وإني سأطهره لك من كل حق ومن امتياز ومن كل شيء مهما كان في أي وقت فهو ملكك وامتيازاته في كل مكان تكون، وكل كتابة قد كُتبت بخصوصه وكل كتابة يكون بها حقي مشروعًا فإنها ملكك بالإضافة إلى الحق المخوَّل بها، والحق المشروع لي باسمه هو ملكك واليمين أو الإثبات الذي سيُفرض عليك في ساحة العدل باسم الحق المخوَّل لك بوساطة الكتابة المذكورة أعلاه والتي عملتها لك لتجعلني أؤديها، فإني سأؤديها (أي اليمين) وإني سأؤديه دون ادِّعاء أي حق مهما كان عليك.
كتبه «بتوش» بن «الوج».
وفي أسفل هذا العقد أربع نسخ شهود وعلى اليسار نسختان أيضًا.
وعلى ظهر الورقة ١٦ توقيعًا للشهود.
وهذا الاتفاق تابع للتنازل التالي.
(٤) عقد تنازل عن نفس البيت السابق كما جاء في الورقة رقم ٣
- التاريخ: السنة العاشرة شهر طوبة من عهد الفرعون «الإسكندر» بن «الإسكندر» (٨ مارس سنة ٣٠٨ق.م).
-
الطرفان المتعاقدان: الطرف الأول: نحاس معبد آمون «باهي بن بآمون» وأمه هي
«تروباستي».
الطرف الثاني: كازاليريس (جندي) معبد آمون «بارت» بن «بانوفر» وأمه هي «بارت».
-
العقد: لقد نزلت لك «عن حقي» في بيتي المبني والمسقوف وهو الذي في القسم
الشمالي من طيبة في الغرب من حرم معبد «منت» رب طيبة والذي حدوده هي:
- جنوبه: البيت المبني والمسقوف وبيتك الذي لم يُبْنَ.
- شماله: بيت «بتحار برع» بن «باكوس» المبني والمسقوف ملك أولادك وشارع الملك يفصل بينهما.
- شرقه: باقي البيت المذكور أعلاه والذي مقاسه قصبة من الأرض وهو الذي بعته لصانع الشمع «شنسو» بن «وزاحور».
- غربه: بيتك المبني والمسقوف بالإضافة إلى ساحتك التي عند بابه.
وهذه هي كل حدود هذا البيت المبني والمسقوف، والذي اشتريته مني، والذي من أجله عملت لك اتفاقًا للبيع في السنة العاشرة شهر طوبة من عهد الفرعون المخلد أبديًّا.
- الصيغة القانونية: ليس لي أي حق مهما كان عليك باسمه وليس لأي إنسان مهما كان ولا أنا القدرة في التسلط عليه إلا أنت من اليوم فصاعدًا، وإن من سيأتي إليك بخصوصه باسمي أو باسم أي شخص مهما كان فإني سأجعله يتنحى عنك، ولك الحق عليَّ بمقتضى اتفاق البيع الذي عملته لك بخصوص هذا البيت المبني والمسقوف السابق الذكر في السنة العاشرة شهر طوبة من عهد الفرعون العائش أبديًّا، وعليَّ أن أعمل بمقتضاه في أي وقت بخلاف كل شيء ذُكر أعلاه دون أي تصادم.
كتبه «بتوش» بن «الوج».
وفي أسفل هذا العقد وعلى يساره أربع نسخ من هذا العقد.
وعلى ظهر الورقة ١٦ شاهدًا.
وهذا التنازل متعلق بالاتفاق السابق.
(٥) عقد تنازل عن بيت في السادسة من عهد «الإسكندر» بن «الإسكندر الأكبر»
- جنوبه: جنوبه: بيت «نسخنس» ابنة «بتنفر حوتب» ويفصل بينهما شارع الملك.
- شماله: بيت نجار معبد «آمون» «بابا» بن بآمون، وبيت «بتوكر» ابنة نسحور أي بيتان من جهة الشمال.
- شرقه: بيت «تتنفرحوتب» ابنة «أفعنخ»، وهو بيت أولاده.
- غربه: بيت «أرمايس» بن «بتحار برع» الذي يفصل بينهما شارع الملك.
وبعد هذا العقد الذي بِيعَ فيه البيت بالنقد نجد عقدًا آخر عن تنازل مؤرخ كذلك بشهر هاتور من السنة الثالثة عشرة من عهد الفرعون «الإسكندر» بن «الإسكندر الأكبر» ويحمل في أوراق اللوفر رقم ٢٤٢٧، وأسماء الطرفين المتعاقدين فيه موحدان، ولكنَّ الصيغتين القانونيتين فيهما تختلفان.
- الجنوب: بيت نجار معبد «آمون» «بابا» بن «آمون».
- الشمال: بيت نجار معبد «آمون» «بتخنس».
- الشرق: بيت نجار معبد «آمون» «بابا» بن «آمون».
- الغرب: شارع الملك.٧
(٦) بردية جنازية
ولدينا بردية جنازية بالخط الديموطيقي لفرد يُدعَى «نسمين» عُثر عليها في طيبة وأُرخت بالسنة الثالثة عشرة من عهد الفرعون الإسكندر الثاني وجاء عليها اسم هذا الفرعون؛ كتبت في السنة الثانية عشرة الشهر الثالث «كيهك» من عهد الفرعون «الإسكندر» بن «الإسكندر»، ويُلحَظ هنا في كتابة اسم الإسكندر أن المخصص الذي جاء في نهاية الطغراء يدل على أنه من أصل أجنبي.
وعلى ذلك فإن لوحة الشطربة «بطليموس» التي سنتحدث عنها بعدُ وهي التي أُرخت بالسنة السابعة من عهد «الإسكندر الثاني» لا بد أن توضع في عام ٣١٧ أو ٣١٦ق.م أي في بداية الحكم الحقيقي لهذا الملك الصبي، هذا إلى أن ورقة «هاي» المحفظة بالمتحف البريطاني والمؤرخة بالسنة السادسة لا بد أن تؤرخ بالسنة ٣١٨ أو ٣١٧ق.م وكذلك البردية رقم عشرة المحفوظة بمكتبة «ريلاندز» وقد أُرخت بالسنة الثانية من حكم هذا الفرعون، لا بد أن توضع في السنة ٣٢٢ أو ٣٢١ق.م أي في عهد كان فيه «فليب أريداوس» ملكًا، وكانت الآثار المصرية لا تعرف ملكًا غيره وتنكر «الإسكندر» الصغير.
فهلا يكون من المعقول في هذه الحالة أن نعترف بأن آثار «الإسكندر» الثاني قد أُرخت من أول توليه عرش مقدونيا بوصفه الملك الوحيد أي منذ موت «فليب» وأن وظيفة التأريخ هذه قد استمرت في مصر بعد موته حتى اللحظة التي أُعلن فيها «بطليموس» شطربة مصر ملكًا على أرض الكنانة أي في نهاية السنة ٣١٧ق.م حتى نهاية السنة ٣٠٥ أو بداية ٣٠٤ق.م وفي هذه الحالة فإن السنة الثانية عشرة من عهد «الإسكندر» الثاني تقابل السنين ٣٠٦-٣٠٥ والكسر في السنة الثالثة عشرة الذي نجده في كثير من الأوراق البردية الديموطيقية يقابل الشهرين الأخيرين من السنة ٣٠٥ق.م وشهر يناير من سنة ٣٠٤ق.م وهذا الرأي معقول جدًّا من الوجهة المصرية، وذلك لأنه بعد وفاة «الإسكندر» الثاني ظلت البلاد بلا فرعونٍ، وهذا ما لم يعترف به المصريون بأية حال من الأحوال ولذلك أرَّخوا بفرعونهم المتوفى الذي كان يعد في نظرهم إلهًا حيًّا يُعبد إلى أن يحل محله آخر، فكان مثله في ذلك مثل «حور» و«أوزير» ومن ثم نفهم إصرار المصريين في هذه الحالة على التأريخ بعهد الإسكندر على الرغم من موته إلى أن يحل محله فرعونٌ آخر، وهذا الحادث الذي كان يعد في نظر الإغريق وقتئذ وفي نظرنا الآن أمرًا غريبًا كان في نظر المصري القديم يعتبر أمرًا عاديًّا.
(٧) لوحة الشطربة «بطليموس» المؤرخة بالسنة السابعة من عهد «الإسكندر» الثاني٩ فرعون مصر
واللوحة مصنوعة من الجرانيت الأسود، ويُشاهَد في أعلاها منظران أحدهما مُثِّل فيه الفرعون يقدِّم قربانًا «لحور» رب مدينة «ب» ومن الجهة الأخرى يقدم قربانًا للإلهة «بوتو» سيدة مدينتَيْ «ب» و«دب».
السنة السابعة، أي في السنة السابعة من حكم الفتى «الإسكندر الرابع» عند وفاة «فليب أريداوس» الشهر الأول من فصل الفيضان في عهد جلالة حور الفتى والغني في شجاعته والسيدتان «المسمى» محبوب الآلهة الذين منحوه وظيفة والده حور الذهبي «المسمى» حاكم الأرض طُرًّا، ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضي (حعع-أب-رع-ستب-ني-أمن) بن رع «الإسكندرية» عاش أبديًّا محبوب إله «ب» و«دب»، لما كان جلالته ملكًا على الأراضي الأجنبية في قلب «آسيا» كان «بطليموس» نائبًا عظيمًا له في مصر، وكان رجلًا في زهرة الشباب قوي الساعدين، ذكي الفؤاد، عظيم البطش بين الناس، شديد البأس، ثابت القدم مقاومًا العاصي، لا يولي الأدبار، ضاربًا خصمه في وجهه في وسط المعركة، وعندما كان يقبض على قوسه فإنه لم يرسله من بعيد على منازله، وكان حربه بالسيف، لم يقف أحد أمامه في وسط المعمعة، وبسبب قوة ساعده لم يكن هناك وقاية من يده، ولم يكن هناك مردٌّ لما يخرج من فيه، ولم يكن هناك مثيله في عالم الأجانب، وقد أعاد ثانية تماثيل الآلهة التي وُجدت في «آسيا»، وكل الأثاث وكتب المعابد في شمال مصر وجنوبها أعادها إلى أماكنها، وقد اتخذ مقره في قلعة «الإسكندر» المختار من «رع» وتسمى «الإسكندرية» على شاطئ البحر الأيوني العظيم، وكان اسمها فيما سبق «رقودة» وقد جمع كثيرًا من الأيونيين والفرسان والسفن الكثيرة العدد ببحارتها عندما سار مع رجاله إلى أرض السوريين الذين كانوا في حرب عليه فاخترق أراضيهم وكانت شجاعته هائلة كالصقر في وسط طيور صغيرة، وبعد أن أَسَرَهم جميعًا أخذ أمراءهم وفرسانهم وسفنهم وأعمالهم الفنية إلى مصر، وبعد ذلك عندما غزا قُطر مرمريقا (سيريني) واستولى عليها دفعة واحدة ساق رجالها أسرى ونساءها وخيلها جزاء ما ارتكبوه إلى مصر.
وعندما عاد إلى مصر احتفل بيوم جميل، وكان هذا الوالي العظيم يبحث عن أجمل شيء ليعمله لآلهة الوجه القبلي والوجه البحري، ثم تحدث إليه الذي كان بجانبه وكبار أرض الوجه البحري قائلين: «إن أرض البحر — أرض «باتانوت» اسمها — قد منحها الملك بن رع «خباباشا» العائش أبديًّا لآلهة «ب» و«دب» بعد أن كان قد ذهب جلالته إلى «ب» و«دب» لأجل أن يفحص كل أراضي البحر في إقليمها، ويسير في داخل المستنقعات ليفحص كل فرع للنيل يصب في البحر العظيم ويبعد أسطول «آسيا» عن «مصر» ثم تكلم جلالته (أي خباباشا) لمن كان بجانبه: «دعني أعرف أرض البحر هذه» فتحدثوا إلى جلالته قائلين: إن أرض البحر هذه (تسمى أرض «باتانوت») كانت ملك آلهة «ب» و«دب» منذ الزمن الأزلي، وإن العدو «أكزركزس» قد اغتصبها ولم يترك شيئًا منها لآلهة «ب» و«دب»، فقال جلالته يجب أن يحضر أمامه كهنة «ب» و«دب» وحكامها فأُحضروا بسرعة، ثم تحدث جلالته قائلًا: أنبئوني عن صفة آلهة «ب» و«دب» وما الذي فعلوه للكفار بسبب الأعمال الآثمة التي ارتكبها عندما رأى الخاطئ «أكزركزس» قد عمل سوءًا لبلدتي «ب» و«دب» وانتزع أملاكهما؟ فتحدثوا أمام جلالته: «أيها الملك يا سيدنا «حور» بن «إزيس» وابن «أوزير» حاكم الحكام وملك ملوك الوجه القبلي وملك ملوك الوجه البحري المنتقم لوالده سيد «ب» وأول الآلهة وآخرهم، ومن لا بعده ملك، اطرد المسيء «أكزركزس» مع بكر أولاده جاعلًا إياه ظاهرًا في بلدة «نيت» و«سايس» في ذلك اليوم بجانب الأم الإلهية.» وعندئذ تكلم جلالته: «إن هذا الإله القوي بين الآلهة ومن لا ملك بعده سيكون الطريق لجلالتي، وإني أقسم بذلك.» وبعد ذلك تحدث الكهنة وحكام «ب» و«دب»: «إذن ليت جلالتك تأمر بأن تمنح أرض البحر (وتسمى أرض «باتانوت») لآلهة «ب» و«دب» بالإضافة إلى خبز وشراب وثيران وطيور وكل شيء طيب، وليت تجديد الهبة يسجَّل باسمك بسبب فيضك على آلهة «ب» و«دب» جزاء على فضل أعمالك.»
وهذا النائب العظيم تحدث: فليُكتبْ منشور في إدارة كتاب الملك للمالية كما يأتي: «أنا «بطليموس» الشطربة أعيد لحور المنتقم لوالده رب «ب» ووالي «بوتو» سيدة «ب» و«دب» إقليم «باتانوت» من هذا اليوم إلى الأبد مع كل قراه وكل بلدانه وكل سكانه وكل حقوله وكل مياهه، وكل ثيرانه وكل طيوره وكل قطعانه وكل الأشياء التي تنتج فيه كما كانت قبل ذلك الوقت، بالإضافة إلى كل ما كان قد أضيف منذ ذلك الوقت على سبيل الهبة التي وهبها الملك رب الأرضين «خباباشا» العائش أبديًّا وليكن حدها الجنوبي إقليم بلدة «بوتو» والشمالي بلدة «هرموبوليس» حتى المكان المسمى «تاونبو» وليكن حدها الشمالي التلال التي على شاطئ البحر العظيم، وليكن حدها الغربي منحنى النهر حتى التلال، وليكن حدها الشرقي مقاطعة «سمنود» وستكون عجولها «محصولًا» للصقور العظيمة وثيرانها لمحيا الآلهة «نبتاوي» وفحولها للصقور العائشة وألبانها للطفل الفاخر، ودواجنها لمن في «شات» الذي حياته في نفسه، وكل الأشياء التي تُستخرج من تربتها تكون لمائدة قربان «حور» نفسه رب «ب» و«بوتو»، ورئيس رع «حرمخيس»، أبديًّا وأن الأرض التي منحها الملك — في امتدادها — رب الأرضين وصورة «تانن» والذي اختاره «بتاح» بن «رع» «خباباشا» العائش أبديًّا، وهي هبة منه، وقد جُددت بوساطة هذا النائب العظيم لمصر «بطليموس» لآلهة «ب» و«دب» أبديًّا ومكافأة على هذا الذي عمل ليته أن يمنح نصرًا وقوة بقدر ما يرغب فيه قلبه حتى إن الخوف منه يمكن أن يستمر بين كل الأمم الأجنبية الموجودة اليوم، أما فيما يخص أرض «باتانوب» فإن أي شخص سيجسر على أخذ شيء منها ليته يقع تحت طائلة لعنة أولئك الذي في «ب» وتحت سخط أولئك الذين في «دب» وليته يلتهم بلهيب نفس الآلهة «أوبتاوي» في يوم ثورانها وليت ابنه أو ابنته لا يقدم له ماء.»
وسنتحدث عن محتويات هذا النص عند الكلام على أعمال بطليموس الأول.
(٨) الفنتين
ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين (حعع-أب-رع-ستب-ني-أمن = فرح القلب المختار من آمون) ابن «رع» رب التيجان «الإسكندر» معطي الحياة.
(٩) بولاق
(١٠) سمنود
(١١) سمنود
(١٢) سمنود
وفضلًا عما سبق وُجدت كذلك قطعتان من الجرانيت في سمنود جاء على الأولى ملك القطرين «الشاب عظيم البأس» ملك الوجه البحري والوجه القبلي رب الأرضين (حعع-أب-رع-ستب-ني-أمن) بن «رع» رب التيجان (الإسكندر) معطي الحياة، وملك الوجه القبلي والوجه البحري، الإسكندر، ويلفت النظر في هذا النقش أن اسم الوجه البحري قد جاء قبل اسم الوجه القبلي على خلاف المعتاد في كل النقوش في هذا العهد وما قبله.