أبناء وطن واحد
قالت الآنسة فروي: «والآن، الأحرى بنا أن نعود إلى مقصورتنا لنُفسح مكانًا للآخرين.» قدَّم النادل، الذي كان انتهازيًّا ويجيد الحكم على الأشخاص، الفاتورة لآيريس. لم تستطع قراءة الأرقام المكتوبة بخط غير منتظم، فوضعت ورقة نقدية ونهضت من مقعدها.
سألتها الآنسة فروي: «ألن تنتظري باقي نقودك؟»
عندما قالت لها آيريس إنها ستتركها بقشيشًا، شهقت.
«لكن ذلك مبلغ هائل جدًّا، كما أنهم يضيفون بالفعل نسبتهم على الفاتورة. أنا أدرى منك بالعملة المحلية، فلمَ لا تدعيني أسوي حساب كل شيء؟ سأدوِّن المدفوعات، ثم يمكننا أن نسوي حسابنا في نهاية الرحلة.»
كانت تلك الواقعة دليلًا جديدًا على أن مربع الحماية براحة يدها يؤدي عمله بكفاءة. فمع أنها تسافر وحيدة، ها قد ظهرت في طريقها مرافقة سياحية تتمتع بالكفاءة لتعرض عليها أن تتحمل عنها جميع المسئوليات والمخاوف.
قالت في نفسها وهي تتبع الآنسة فروي في عربة المطعم المتأرجحة: «هي امرأة محترمة، مع أنها مضجرة للغاية.»
لاحظت أن الأختين فلود-بورتر، اللتين لم تكونا قد انتهتا بعدُ من احتساء شايهما الفاخر، لم تعبئا بها، بل نظرتا بإمعان إلى رفيقتها فحسب.
بدورها نظرت الآنسة فروي إلى الآنسة روز باهتمام صادق.
«هاتان السيدتان إنجليزيتان. هما تنتميان إلى طبقة إنجليزية في طريقها إلى الاندثار؛ طبقة الأثرياء المهذبين الذين يسكنون بيوتًا كبيرة ولا يُنفقون دخلهم. أنا حزينة للغاية أنها تندثر.»
سألتها آيريس: «لمَ؟»
«مع أني امرأة عاملة، أشعر أن الأشخاص اللطفاء المُترَفين يرمزون إلى العديد من الأمور الجيدة؛ إلى التقاليد، وأعمال الخير، والمنزلة القومية. ربما لا ينظرون إلينا باعتبارنا أندادًا لهم في المقام، لكنهم يحرصون بحس العدالة لديهم على أن نحصل على حقوق مساوية.»
لم تتكلم آيريس، مع أنها أقرَّت في نفسها أنه أثناء إقامتهم في الفندق، كانت الأختان فلود-بورتر أكثر حرصًا على الأرواح والممتلكات من أصدقائها.
بينما كانتا تقطعان رحلتهما الطويلة المهتزة خلال القطار، أدهشتها روح الآنسة فروي اليافعة.
كانت ضحكتها تُجلجل كلما اصطدمت بأحد الركاب الآخرين، أو أجبرتها انتفاضة من المحرك على الإمساك بعمود.
بعد أن شقَّتا طريقهما إلى ممرٍّ أقل ازدحامًا، أبطأت سيرها لتسترق النظر من نوافذ المقصورات الخاصة. إحدى تلك المقصورات جذبت انتباهها لدرجة كبيرة، فدعت آيريس لأن تُشاركها ما تراه.
قالت تحثها: «تعالَي ألقي نظرة. يوجد زوجان بهيَّان، يبدوان كنجمَي أفلام تجسَّدا في الواقع.»
كانت آيريس تشعر بالتعب الشديد، فلم تكن تأبه لأي شيء إلا إن كان حادث تصادم قطار، لكن بينما كانت تمرُّ من جانب الآنسة فروي، نظرت تلقائيًّا خلال النافذة لتجدهما الزوجين الحديثين اللذين كانا ينزلان بالفندق.
حتى من خلال حدود الفتحة الضيقة، ظل الزوجان تودهانتر محافظين على أجواء الترف والانعزال التي يعكسانها. كانت الزوجة ترتدي زي سفر فاخرًا لا ترتديه سوى النجمات في مشاهد رحلاتهن داخل استديوهات التصوير، وكانت حولها مجموعة كبيرة من الممتلكات الفخمة.
قالت الآنسة فروي بانبهار: «تصوَّري أنهما يتناولان فواكه الدفيئة مع الشاي؛ العنب والنكتارين … إنه يتطلع إليها بهيامٍ شديد، لكني لا أرى إلا جانب وجهها، الذي يبدو كتمثال جميل. أرجوك سيدتي أديري رأسك.»
تحقَّقت أمنيتها؛ إذ صادف أن نظرت السيدة تودهانتر تجاه النافذة فور أن نطقت تلك العبارة. قطبت جبينها عندما رأت الآنسة فروي، ثم قالت شيئًا لزوجها الذي قام على الفور وأسدل الستار.
مع أنها لم تشارك في الأمر، شعرت آيريس بالخجل من تلك الواقعة، لكن الآنسة فروي كانت تتأجج حماسةً.
قالت: «سيتعرف عليَّ إن رآني مجددًا. لقد نظر إليَّ وكأنما يريد أن يقتلني. وهذا أمر طبيعي؛ فأنا أمثِّل له العالم الأرضي، الذي يريد أن ينساه، فهو الآن في الجنة. لا بد أن الوقوع في حب شخص آخر أمرٌ مدهش.»
علَّقت آيريس قائلةً: «ربما لا يكونا متزوجين؛ إذ يمكن لأي شخص أن يشتري خاتم زواج.»
«أتعنين أن حبهما آثم؟ يا للأسف! فهما يبدوان رائعَين للغاية. أي اسم دوَّنا في سجلات الفندق؟»
«تودهانتر.»
«إذن، فهما متزوجان بالفعل. أنا سعيدة جدًّا لذلك. إن كانا في علاقة غير شرعية، كانا سيُسجلان باسم «براون» أو «سميث»، هذا ما يحدث دائمًا.»
بينما كانت آيريس تستمع لسيل الكلمات المندفع من خلفها، أربكها مجددًا التناقض بين شخصية الآنسة فروي ومظهرها. كانت أشبه بجنِّية غابات محبوسة داخل جسد عانس عجوز.
عندما بلغتا نهاية الممر، دفعها حدسها لا إراديًّا لأن تنظر إلى المقصورة التي ترقد بداخلها الفتاة المصابة. لمحت الجسد المسجَّى والوجه المختبئ وراء الضمادات، ثم أشاحت ببصرها قبل أن تلتقي عيناها بعينَي الطبيب.
كانت عيناه تُخيفانها؛ إذ تنمَّان عن قوةٍ آسرة مُهلكة. كانت تدرك أنهما لن تؤثرا بها في الظروف العادية، لكنها الآن كانت قد بدأت تشعر بأن رأسها ثقيل وأنها غير حقيقية، وكأنها في حلم تعاظم فيه كل شعور.
كانت تلك الحالة في الأغلب هي عرَض ناتج عن ضربة الشمس التي تعرَّضت لها، وساهمت فيها أيضًا محاولتها أن تظل صامدة حتى تبلغ نهاية رحلتها حيث سيتسنى لها أن تنهار بأمان. كانت توجه كل طاقتها نحو هدف واحد فقط، مستنفدةً بذلك طاقتها.
ونتيجةً لذلك كانت عُرضة لتصور عداوات خيالية. عندما لمحت الوجوه المُبهَمة داخل المقصورات المُعتِمة، تراجعت كارهةً أن تدخلها.
لكنها تلقَّت دعمًا لم تتوقعه من الآنسة فروي، التي خمَّنت بحدسها عدم رغبتها في الدخول.
فقالت هامسةً: «دعينا لا نجلس صامتتين كأطفال الملاجئ أكثر من ذلك. حتى إن كنت مدينة للبارونة، فسأذكِّر نفسي أن هؤلاء الأشخاص ليسوا سوى أجانب، وليس بوسعهم أن يؤثروا علينا؛ فنحن إنجليزيتان.»
مع أن ذلك التذكير كان بمثابة وطنية تناقصت إلى الحد الأدنى من الجنجوية التطرفية، فإنها شجَّعت آيريس على دخول المقصورة وقد استعادت شيئًا من طيشها المعهود. نسيت الحذر، وأشعلت سيجارة دون أن تنظر إلى الركاب الآخرين.
سألت آيريس الآنسة فروي: «هل سافرتِ كثيرًا؟»
أجابتها بندم: «داخل أوروبا فحسب. لا تحب أمي أن أبتعد كثيرًا عن أرض الوطن، لكنها تؤمن أن الجيل الجديد يجب ألا يُحرَم حريته، لكني مع ذلك وعدتها أن أظل داخل حدود أوروبا، مع أنني كلما مررت بالقرب من خط حدودي أود بشدة لو عبرته إلى آسيا.»
«هل أمك طاعنة في السن؟»
«كلا، بل هي بالأحرى فتاة يافعة في عمر الثمانين. هي امرأة مرحة تملك روح فتاة عصرية. أبي يبلغ من العمر سبعة وسبعين عامًا. لم يخبرها قط أنه أصغر منها، لكن سره انكشف عندما أحيل للتقاعد من عمله في عمر الخامسة والستين. تضايقت أمي المسكينة للغاية عندما علمت بالأمر، وقالت له: «لقد جعلتني أشعر كأنني عجوز استغلَّت شابًّا يافعًا وتزوجت منه.» يا إلهي، لا أصدق أني سأراهما مجددًا عما قريب.»
راقبت آيريس الدخان المتصاعد من سيجارتها بينما كانت تستمع إليها. كانت أحيانًا ترى وجهًا صغيرًا مبهمًا يتراقص خلال الدخان، مثل إرسال تلفاز مشوش. بدافع امتنانها للخدمات التي قدَّمتها لها فيما سبق — والتي ستقدمها لها فيما سيأتي — حاولت أن تشعر بشيء من التقدير تجاه الوالدين العجوزين، لكنها كانت تشعر بضجر شديد من تلك الملحمة الأسرية التي ترويها لها رفيقتها.
علمت أن أباها رجل طويل ونحيل، ذو هيئة كلاسيكية، بينما أمها قصيرة ممتلئة القوام لكنها وقورة الهيئة. على ما يبدو، يمتلك الأب حماسة وطاقة متقدتين؛ إذ بدأ يتعلم اللغة العبرية في عمر يُناهز السبعين.
قالت الآنسة فروي موضحةً: «لقد وضع جدولًا زمنيًّا مفصلًا لكل شهر من حياته حتى يبلغ التسعين. تلك هي النتيجة الحتمية لأن يكون المرء ناظر مدرسة. والآن، أمي تعشق بشدة الروايات. الروايات الرومانسية، كما تعلمين. وهي تقطع مسافة كبيرة كل أسبوع بالحافلة كي تُبدل الكتاب الذي استعارته من المكتبة، لكنها لا تستطيع تخيُّل أحداثها على نحو صحيح إلا إذا جعلتني أنا بطلتها.»
قالت آيريس: «أنا واثقة أنكِ حظيت بأوقات رائعة.»
كرهت الآنسة فروي تلك المحاولة للتلطف.
فقالت: «حظيت بأوقات رائعة ولا أزال. كان أبي قسًّا قبل أن يكون ناظر مدرسة، وكان رعاياه دائمًا يطلبون يدي للزواج. أعتقد أن السبب في ذلك هو أني أملك شعرًا مجعدًا فاتح اللون، وأني لا أزال أملك الحماسة والأمل في تحقيق ذلك المطلب الأزلي. أظل أذكِّر نفسي أن كل فتاة صغيرة وُلِد لها فتًى صغير، حتى إن لم نلتقِ بعد، فنحن نكبر معًا، وإن قُدِر لنا اللقاء فسنلتقي.»
فكَّرت آيريس بتشكك في الرجال الناضجين الذين يأبَون الالتزام بالمواعيد، بينما كانت تستمع لرفيقتها بحنق متزايد. كانت تريد أن تنعم بالسكون، لكن صوت الآنسة فروي ظل يتحدث على نحو متواصل، مثل شريط فيلم سينمائي ناطق يكر.
لكن بعد فترة وجيزة، جذبت الآنسة فروي اهتمامها مرةً أخرى عندما بدأت تتحدث عن اللغات.
قالت: «أنا أتحدث عشر لغات، وفيها الإنجليزية. عندما يكون المرء في بلد أجنبي، في البداية لا يفهم كلمة واحدة، ويشعر كأنه جرو أُلقي في بحيرة، ثم يتخبط ويجاهد؛ لذا يكون مضطرًّا ببساطة لأن يتعلم لغتها، إلا إن كان يريد أن يغرق. وبعد عام، يكون قد تمكَّن منها كمُتحدثيها الأصليين، لكني دائمًا أصرُّ على البقاء لعام آخر، بدافع تحسين تعبيراتي الاصطلاحية.»
قالت آيريس: «أنا أتوقع أن يتحدث إلى الأجانب بالإنجليزية.»
«ربما لا يفعلون في الأماكن النائية، وحينها قد يجد المرء نفسه في معضلة كبيرة. هل تودين سماع قصة حقيقة؟»
دون أن تنتظر الآنسة فروي أي تشجيع من جانب آيريس، بدأت تروي قصة لم يكن القصد منها التخفيف من حدة توتر آيريس. كانت القصة مبهمة للغاية ولم تُفصح عن هوية أبطالها، لكن الشاهد منها كان جليًّا.
شُخِّصت امرأة معيَّنة بالجنون، لكن بسبب لبس ما، أخطأت عربة الإسعاف المنزل وأخذت عنوةً امرأة إنجليزية لا تفقه كلمة واحدة من لغة البلد، وليس لديها أدنى فكرة عن وجهتها. في خضم انفعالها وهلعها عندما وجدت نفسها داخل مصحة نفسية خاصة، بدأت تتصرف باحتدام وعنف جعلهم يُعطونها عقاقير مهدئة في بداية الأمر.
عندما اكتشفوا الخطأ، خشي الطبيب — الذي كان شخصًا معدوم الضمير — أن يُقرَّ به؛ فقد كان حينها يمرُّ بضائقة مالية، وخشي أن يُدمر ذلك الخطأ سمعته؛ لذا نوى أن يُبقي السيدة الإنجليزية داخل المصحة لبعض الوقت ثم يفرج عنها بعد أن يُقرَّ بأنها شُفيت رسميًّا.
قالت الآنسة فروي وهي تستدعي نبرة الأسى في صوتها: «لكنها لم تعلم أنها لن تظل حبيسة المصحة مدى الحياة. كان ارتياعها من الموقف سيقودها على الأرجح إلى الجنون حقًّا، لولا أن إحدى الممرضات كشفت خطة الطبيب بدافع الانتقام، لكن هل لكِ أن تتصوري ذلك الموقف العصيب الذي وقعت فيه تلك السيدة الإنجليزية المسكينة؟ حبيسة، لا أحد يسأل عنها، أو حتى يلاحظ اختفاءها، فهي مجرد سيدة أجنبية لا أصدقاء لها، تقضي ليلة في هذا النُّزل، وليلة في ذاك. لم تكن تفهم كلمة واحدة، ولم يكن بإمكانها أن تشرح …»
قاطعتها آيريس قائلة: «رجاءً توقَّفي. أستطيع تخيل ذلك كله، وبوضوح، لكن هل تمانعين أن نتوقف عن الكلام؟»
«بالطبع لا. هل أنتِ على ما يُرام؟ يصعب أن أعرف يقينًا، فقد لفحت الشمس وجهك، لكني أظن أني رأيت وجهك يشحب مرة أو مرتين.»
«أنا بخير حال، شكرًا لكِ! لكن رأسي يؤلمني قليلًا؛ فقد أصبت بضربة شمس خفيفة.»
«ضربة شمس؟ متى؟»
كانت آيريس تعرف أنها مضطرة لإشباع فضول الآنسة فروي، فحكت لها باختصار عن النوبة التي تعرَّضت لها. في أثناء ذلك، كنت تجول ببصرها داخل المقصورة. كان من الواضح من وجوه ركابها التي خلت من التعبيرات أنهم جميعًا لا يعرفون الإنجليزية، عدا واحدة.
لم تستطع آيريس أن تجزم بشأن البارونة. كان يرتسم على وجهها ذلك القدر الضئيل من الغباء الذي يميِّز الحكام الذين يولدون في السلطة، لا أولئك الذين يصعدون إليها بحنكتهم، لكن كان في عينيها بريق ذكاء فضح اهتمامها المستتر بقصة آيريس.
صاحت الآنسة فروي التي كانت تفيض عطفًا: «يا لك من مسكينة! لمَ لم توقفيني عن الثرثرة من قبل؟ سأعطيك حبة أسبرين.»
مع أن آيريس كانت تكره أن تُثير ضجة، شعرت بالارتياح عندما استطاعت أن تسترخي في مقعدها بينما تُفتش الآنسة فروي في محتويات حقيبتها.
قالت بحسم: «أظن أنه من الأفضل ألا تتناولي عشاءك في عربة المطعم. سأحضر لك بعض الطعام إلى هنا فيما بعد. والآن، تناولي تلك الأقراص، وحاولي أن تنامي قليلًا.»
حتى بعد أن أغمضت آيريس عينيها، كانت تسمع الآنسة فروي لا تزال تحوم حولها، مثل طائر صغير يحرس عشه.
منحها ذلك شعورًا غريبًا بالأمان، وكانت المقصورة دافئة فما لبثت أن شعرت بنعاس لذيذ.
بينما أخذ مفعول الدواء يظهر، بدأت أفكارها تتشوش، فيما ظلَّت رأسها ترتجُّ للأمام. وما لبثت أن فقدت حسها بالمكان، فشعرت كأنها تنطلق إلى الأمام مع حركة القطار وكأنها تمتطي حصانًا. وأحيانًا كانت تشعر أنها تقفز من فوق حاجز، عندما كان مقعدها ينسحب من تحتها ليتركها معلقة في الهواء.
كلاكنكتي-كلانكتي-كلانك. ظل الصوت متواصلًا، وظلت هي تتحرك بثبات لأعلى. كلاكنكتي-كلانكتي-كلانك. ثم تغيَّر إيقاع صوت القطار، فشعرت كأنها تنزلق في مسار منحدر عكسيًّا. كليك-كليك-كليك-كليك. كانت العجلات تقعقع فوق القضبان، مُحدِثةً صوتًا كصوت الصنوج.
وكانت تغيب أكثر فأكثر، بينما أخذت المقصورة ترتجُّ مثل محرك طائرة. كانت تحملها بعيدًا — وتدفعها إلى خارج المقصورة — نحو حافة هاوية.
فجأة، استيقظت فاتحةً عينيها. كان قلبها ينبض بسرعة، وكأنها سقطت من مكان مرتفع. في البداية تساءلت أين هي؛ ثم عندما بدأت تتعرف على محيطها تدريجيًّا، وجدت أنها تُحدق بالبارونة.
شعرت بارتباكٍ طفيف، فأشاحت بوجهها عنها بسرعة، ونقلت بصرها إلى المقعد المجاور.
لدهشتها، كان مقعد الآنسة فروي خاويًا.