أناشيد الصبا
إهداء الديوان
صديقي الأعزَّ
الأستاذ الأديب والشاعر الجليل
إبراهيم عبد القادر المازني
أهديك هذا الديوان هدية ود، أنشدك فيه قولَ أبي تمام:
كلمة لصاحب الديوان في: العاطفة في الشعر
إن روح الشاعر مثل آلة الغناء، لا بد أن تتهيأ تهيُّؤًا خاصًّا لكل نغمة من النغمات فيُقَصَّر بعض الأوتار، ويطال بعضها، ويُشَدُّ وتر، ويُرْخَى آخر، والشاعر لا يمكنه أن يهيئ روحه كذلك متى شاء. بل لا بد من أسبابٍ يتوخاها زمنًا، حتى يساعده الطبع فتتهيأ نفسه، ثم يوقع عليها ما يشاء وجدانه من الألحان. والشاعر الكبير لا يكتفي بإفهام الناس، بل هو الذي يحاول أن يسكرهم ويجنهم بالرغم منهم. فيخلط شعوره بشعورهم، وعواطفه بعواطفهم. ولِشِعْرِ العواطف رنَّةٌ ونغمة لا تجدها في غيره من أصناف الشعر. وسيأتي يوم من الأيام يفيق الناس فيه إلى أنه هو الشعر ولا شعر غيره. فالشعر مهما اختلفت أبوابه لا بد أن يكون ذا عاطفة. وإنما تختلف العواطف التي يعرضها الشاعر. ولا أعني بشعر العواطف رصْفَ كلمات ميتة تدل على التوجع أو ذرْف الدموع. فإن شِعْرَ العواطف يحتاج إلى ذهن خصب، وذكاء، وخيال واسع، لِدَرْس العواطف ومعرفة أسرارها وتحليلها، ودرْس اختلافها وتشابهها، وائتلافها وتناكرها، وامتزاجها ومظاهرها وأنغامها، وكل ما توقع عليه أنغام العواطف من أمور الحياة وأعمال الناس. فينبغي للشاعر أن يتعرض لما يهيج فيه العواطف والمعاني الشعرية. وأن يعيش عيشة شعرية موسيقية بقدر استطاعته. وينبغي له أن يُعَوِّد نفسه على البحث في كل عاطفة من عواطف قلبه، وكل دافع من دوافع نفسه، لأن قلب الشاعر مرآة الكون فيه يبصر كل عاطفة جليلة شريفة، فاضلة أو قبيحة مرذولة وضيعة.
والحياة في نظر الشاعر الذي يعيش لِفَنِّه الجليل، قصيدةٌ رائعة تختلف أنغامها باختلاف حالاتها، ففيها نغمة البؤس والشقاء، وفيها نغمة النعيم والجذل، وفيها أنغام الحقد واللؤم، والشر والندم، واليأس والكره، والغيرة والحسد، والمكر والقسوة؛ وأنغام الرحمة والجود، والأمل والرضا والحب. فالشاعر الكبير هو الذي يتَعَرَّف كيف يقتبس من هذه الحالات أنغامها، ويصوغها شعرًا. وهو الذي عواطفه مثل عواطف الوجود؛ مثل الأمواج أو الرياح أو الضياء أو النار أو الكهرباء. وهو الذي يحكي قَلْبُه الأُرْكِسْتَر الكثير الآلات، الكثير الأنغام، أليس الوجود أيضًا أُرْكِسْتَر آلاتُهُ الناس، وعواطفهم وأعمالهم، والرياح والأمواج، والطيور والحيوانات؟ كذلك قلب الشاعر أركستر آلاته العواطف، ومن أجل ذلك لا يَنْظِم الشاعرُ الكبير إلا في نوبات انفعال عصبي، في أثنائها تَغْلِي أساليب الشعر في ذهنه، وتتضارب العواطف في قلبه. ولكن تضاربًا لا يُزْعِجُ نَبْضُهُ طيورَ الأنغام الشعرية التي تغرد في ذهنه. ثم تتدفق الأساليب الشعرية كالسيل من غير تعمُّدٍ منه لبعضها دون بعضها. أما في غير هذه النوبات، فالشعر الذي يصنعه يأتي فاتِرَ العاطفة، قليل الطلاوة والتأثير. وإدمان الاطلاع أساسٌ في الشعر؛ لأنه هو الذي يهيئ الطبع. أما انتقاء الأساليب عند النظم، فدليل على أن الشاعر غير مُهيأ الطبع ناضبه؛ ليس في أعصابه نغمة، ولا في قلبه عاطفة.
وإذا نظرت في الشعر العربي، وجدْتَ أن شعراءَ الجاهليةِ وصدْرِ الإسلام، كانوا أصْدَقَ عاطفة ممن أتى بعدهم. والسبب في ذلك أن النفوس كانت كبيرة، والعواطف قوية، لم يُتْلِفْها بَعْدُ الترَفُ والضَّعْفُ، وغير ذلك من الصفات التي تطرَّقَتْ إلى الأمة في عهد الدولة العباسية، وما بعدها من العصور، التي أُولِعَ فيها الشعراء بالعبث والمغالطة، والمغالاة الكاذبة، والتلاعب بالألفاظ، والخيالات الفاسدة. وشِعْر الأُمَّة مرآةُ حياتها. فإذا كانت نفوس أفرادها كبيرة، كان شِعْرها شديد التأثير، صادق العاطفة. وإذا كانت نفوس أفرادها حقيرة، كان شِعْرها ألفاظًا مرصوفة ميتة، ليس فيها عاطفة. والعواطف هي القوة المحرِّكة في الحياة، وهي للشِّعْر بمكانة النور والنار.
الحب والموت
بين الحياة والموت
حكمة التجارب
الدفين الحي
الحسن مرآة الطبيعة
سحر الربيع
جنة الحب وجحيمه
حسرة العيد
الخوف والفزع
نشوة الحب
غاية الحب
الشعر والطبيعة
الأزاهير السود
طبع الإنسان
الحب واليأس
الحبيبان
مناجاة الحبيب الأول
مناجاة الحبيب الثاني
صداقة الأموات والأحياء
شاعر يحتضر
أمل قديم
مرآة الضمائر
عناء الطيف
سلوان الجنون
ليس لي شغل سواك
حلم بالبعث
صنم الملاحة
بين الحقيقة والخيال
الحسود
بالله ما تفعل لو بلغوك
الحب والحياة
سراب الود
عبث الحياة
(أرسل إلي صديقى الشاعر العبقري الجليل عباس أفندي محمود العقاد هذه الأبيات الآتية وهو مقيم بأسوان):
(فأجبته بهذه الأبيات الآتية بالعنوان السابق):
الحياة والفنون
مناجاة الأرواح
أنا مجنون بحبك
ظالمي ما أعدلك
ليتني وليتك
لولاك
الربيع والصبا
ليلة القدر
الرحمة (منقولة عن شكسبير)
غروب الشباب
الحب القديم والجديد
مواطن الحب
جنون الحياة
فراشة الحب
عصفور الجنة
إلى الروح التي أهوى
بعد الحسن
الحب والخلود أو وحي الشعر
الحب والود
وعظ القدر
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
مشتري الأحلام
جنة الحسن
صوت النذير
(هذه قصيدة في وَصْف أخلاق المصريين، وإظهار أماكن النقص فيها، وحضِّهِمْ على مزاولة الأعمال الاقتصادية النافعة ونشر العلوم. والعلم والمال أصل القوة، والقوة أساس الحياة.)