عن أحلامي
من نومي العميق صحوتُ على صوتٍ مفزع، يشبه الانفجار، يأتي من تحت وسادتي، تصورت أن شريانًا انفجر في رأسي، أو قنبلةً إرهابية خرقَت السقف، ثم اكتشفتُ أنه التلفزيون في غرفة نوم جارتي، التي تنام والجهاز في حضنها، كأنما هو الزوج، أو الأصح العشيق؛ فالنساء هنا في أمريكا، خاصة الأستاذات في الجامعات، يعشن في غرفِ نومٍ بعيدةٍ ما أمكن عن عُش الزوجية السعيد.
تعودتُ، منذ طفولتي، أن أنام محتضنة وسادتي. حتى بعد الزواج لم أكُفَّ عن هذه العادة، التي أخذتُها عن أمي، أو ربما هو أحد الجينات الموروثة عن جدتي، ربما تطوَّر هذا الجين عَبْر الثورات البيولوجية المتعاقبة على مدى القرون، المضادة لقيم العبودية والقوانين الذكورية، على رأسها بالطبع قانون الزوجات الأربع للرجل الواحد، ونصف أو ربع زوج للمرأة الواحدة.
رأيتُ عقارب الساعة تشير إلى السابعة، صباح الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٠٨م. مضت سبعة أعوام منذ ما يُسمُّونه هنا حادث ٩ / ١١.
منذ جئتُ إلى أمريكا والقلقُ ينتابني على صحتي أو حياتي أو موتي. لم أشعر بمثل هذا القلق في بلدي مصر تحت الأنظمة الاستبدادية. ربما عانيتُ القهر السياسي والديني لكني لم أقلَق على صحتي، بل كنتُ أشعر دائمًا بقوةٍ جسمية ونفسية للمقاومة والتحدي. لكن، هنا في أمريكا، تُطارِدني كلمة الإرهاب ليلَ نهارَ، بصوت جورج دابليو بوش الأجش، أو غيره من الخناشير الرجال والنساء، مع الصور المتحركة فوق الشاشة عن سرطان الثدي، وجلطة المخ، والألزهايمر والعَتَه والعُصاب والجنون.
وأنا أكره الأمراض والأطباء سواء بسواء، وأكره رائحة المستشفيات والدم. لم أدخل كلية الطب إلا إرضاءً لأبي الذي مات منذ خمسين عامًا.
عرفتُ من دراسة الطب أن العمل المنتج المبدع يجلب الصحة والسعادة. وعرفتُ ذلك أيضًا من تجربتي في الحياة منذ طفولتي. عاشت جدتي الفلاحة مائة عامٍ تعمل وتنتج وتبدع من الزرع في حقلها، ثم ماتت سليمة الجسد والعقل. لم تذهب في حياتها إلى طبيب، ولم تشرب ملعقة دواء. كانت امرأةً شديدة الحيوية والنشاط، شديدة المرح.
صدى ضحكتها المجلجلة في أذني لا يزال رغم موتها منذ أكثر من ستين عامًا. كانت أيضًا متمردةً ثائرة تقود أهل قريتها ضد العمدة والملك والإنجليز، تُغنِّي منذ طفولتها مع الفلاحات: يا عزيز يا عزيز كبة تاخُد الإنجليز.
مكان فوق الأرض للإبداع والتمرد
مددتُ يدي وضغطتُ على مفتاح النور. اكتشفتُ أنْ لا شيء في جسدي ينزف الدم. استطعتُ أن أنهض من السرير وأمشي إلى المطبخ، أفتح الثلاجة وأشرب كوب ماء.
خفَق قلبي بالسعادة؛ فأنا أعود إلى الحياة بعد الموت الموقَّت، وبدأت على الفور في وضع مشاريع المستقبل. ماذا أعمل من اليوم حتى أموت بقنبلةٍ إرهابية أو بسرطان الثدي؟
تذكرتُ شيئًا سعيدًا بالأمس أثناء رياضة المشي اليومية في الصباح الباكر. التقيتُ بامرأة تجاوزتِ التسعين عامًا تمشي بخطوةٍ نشيطة سعيدة. تبادلنا الحديث وأدركتُ أنني سوف أعيش مثلها عشرين عامًا أخرى بصحةٍ جيدة.
أحلامي الطفولية لا تفارقني. أريد أن أكتب ما لم يُكتب، أن أصنع فيلمًا سينمائيًّا لم يُصنع. أن أقود ثورةً في العالم لم تحدث. وأخيرًا أن أخلُق مكانًا فوق الأرض للمبدعين المتمردين من النساء والرجال، الذين يبحثون عن وطنٍ آخر آمن وحر يبدعون فيه ويتمردون.
لماذا العودة إلى الدين في القرن الواحد والعشرين؟
يواكب التزايدَ في قوة المال والسلاح والإعلام وغياب العدل تزايدٌ في قوة الدين، ومحاولات تزييف الوعي وتحجيب العقول. تحتاج النظم الحاكمة الظالمة دائمًا إلى قوةٍ بعيدة غامضة غير مرئية لتبرير الظلم، لنشر الأوهام، وأهمُّها الوهم بأن الظلم والتفرقة بين البشر قانونٌ إلهي من السماء وليس قانونًا وضعه البشر للطغيان والنهب والاغتصاب.
لِنشْرِ الوهم أن الذكورة أعلى درجة عن الأنوثة، أن المرأة مكانها في البيت، داخل المطبخ، وفي السرير تحت زوجها، وإنْ أصبحَت رئيسة دولة. لِنشرِ الوهم أن الفقر والغنى من عند الرب، وأن للفقراء قصورًا في السماء بعد الموت.
في جميع الأنظمة الحاكمة غربًا وشرقًا، منذ نشوء العبودية، يلعب التعليم والإعلام والدين والثقافة دورًا سياسيًّا رئيسيًّا لتثبيت هذه الأوهام في نفوس الناس وعقولهم، منذ الولادة حتى الموت. يرضع الطفل والطفلة هذه الأوهام، تجري في عروقهما مع الدم، ترسخ في خلايا المخ والنخاع العظم. لا يستطيع الإنسان أن يتحرر منها وإن اكتشف عقله الخديعة وخرج من الأَسْر، يظل وجدانه أو نفسه أسيرَي الوهم، عاجزَين عن التحرُّر إلا بالجهد والمثابرة والإصرار على الفهم والمعرفة.
هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يزال التعليم العام يحقن الأطفال بتعاليمَ دينية قائمة على إرهابهم من نار الجحيم، إن عصَوا الأوامر، أو إغرائهم بالجنة إن أطاعوا.
تدخُل التناقضات والمعجزات إلى العقول، لتعجزها عن التفكير العاقل المبني على التجربة والملاحظة والاستنتاج. تتلاشى البديهيات العقلية وتحل مكانها أوهامٌ يؤمن بها الأطفال باعتبارها حقائق لا تقبل الشك أو الجدل.
هنا في أمريكا يؤمن أغلب الناس بالسوق الحرة، وأنها حرة فعلًا، كما يؤمنون بالانتخابات الحرة والديمقراطية والرأسمالية، وأخيرًا العولمة، بل والحروب أيضًا. يتصورون أنها كلها أشياء موجودة مثل وجود الله والكنيسة والكتاب المقدس والفقر والموت والظواهر الطبيعية، وعلى رأسها الهوريكين والتورنيدو والعواصف القادمة من المحيط.
لا يساعد التعليم في الجامعات على تغيير الطريقة التي يفكر بها أغلب الناس، حتى المعلومات العلمية عن تطوُّر الكون وحقائق العلوم الجديدة لم تنجح في تغيير منهج التفكير القائم على الإيمان الأعمى منذ الطفولة بأشياء لا تدخل العقل.
الخوف الخوف، منذ الولادة حتى الموت
يرتكز التعليم والتربية والإعلام على الخوف، يقتل الخوف منابع الفكر المبدع الخلاق، لا يتخلص الإنسان من الخوف وإن حاول، تساعد اللغة على ترسيخ الخوف واعتباره فضيلة، مثلًا حين يمدحون شخصًا هنا يقولون إنه يخاف عقاب الله. الخوف والعقاب هما أساس التعليم وليس حب العلم أو حب المعرفة أو حب الله؛ فالخوف والحب لا يجتمعان في قلبٍ واحد.
يفلت من هذا السجن المحيط بالعقل قلةٌ من المبدعين، النساء والرجال، أصحاب الشجاعة في البحث، والتنقيب عن الحقيقة. بعضهم ينال عقابًا يصل إلى السجن أو النفي أو الموت، يُذكِّرنا التاريخ بهذه الشخصيات العظيمة أمثال سقراط وجاليليو وابن رشد وغيرهم من مبدعي الشرق والغرب، والذين دفعوا من أمنهم وحياتهم الثمن، لننعم نحن باكتشافاتهم الفكرية اليوم.
يؤمن أغلب الناس هنا بالكتاب المقدس دون أن يقرءوه، يُردِّدون آياته في الكنيسة أيام الأحد دون أن يفهموه، فإن قرءوه وفهموه توقفوا فورًا عن اعتباره كتابًا إلهيًّا، وقد يرفضون الدين كله، إلا أنهم لا يتخلصون من وجدانهم الطفولي، من الحاجة إلى الإيمان بشيءٍ يعلو على قدرة العقل، شيءٍ غامض وغير مرئي.
العودة إلى الروحانيات
من هنا انتشار هذه الموجة الجديدة التي تُسمى العودة على الروحانيات. أغلب زملائي وزميلاتي هنا من أساتذة الجامعة ينتمون إلى هذه الحركة الروحانية الجديدة. حتى النساء اللائي ينتمين إلى الفكر النسائي المتحرر (الفيمينيست) يتفاخرن بالعودة إلى الروحانيات، غير مدركاتٍ أن الفصل بين المادة والروح، أو الجسد والعقل، هو فكرةٌ وهمية عبودية، وهو الأساس الذي يفصل بين المرأة باعتبارها الجسد، والرجل باعتباره الروح أو العقل. وهي الفكرة التي يرفضها الفكر النسائي (الفيمينيست) المتحرر الذي ينتمون إليه.
تديُّن باراك أوباما وسارة بالين في المعركة الانتخابية
وتلعب المصالح السياسية والاقتصادية دورًا في التعصب الديني والقومي، هنا في أمريكا. وقد تملَّق باراك أوباما الكنيسة والتيارات الأصولية المسيحية واليهودية، حتى يكسب مزيدًا من الأصوات في حملته الانتخابية الرئاسية. في خطبةٍ له، بمناسبة الذكرى الستين لدولة إسرائيل (ذكرى النكبة) أعلن أن إسرائيل وأمريكا دولةٌ واحدة، وأي اعتداء على أمن إسرائيل هو اعتداء على أمن أمريكا. وارتدى أوباما الطاقية اليهودية في زيارته لإسرائيل مثلما فعل كل رؤساء أمريكا قبله. لم يذكر أوباما أن دولة إسرائيل قامت على القوة العسكرية والعنف والبطش، واغتصاب أرض الشعب الفلسطيني وقتله وتشريده.
أما سارة بالين، المرشحة عن الحزب الجمهوري لتكون نائبة الرئيس الأمريكي، فهي في تديُّنها أشد خطورة من باراك أوباما. إنها تعتبر الحرب ضد العراق مهمةً إلهية أمر بها المسيح، ومشروع الغاز في ولايتها ألاسكا هو مشروع من عند الله، وأن الله أرسلها إلى ألاسكا لتنفذ المشروع، وإن لم يؤمن الناس في ألاسكا بمشروع الله فلن يُحقِّقه الله مهما بذلت هي من جهود. وتخطب سارة بالين في الناس مثل القسس، ويشتعل الحماس الديني المسيحي ضد الأديان الأخرى.
يقاوم قليلٌ من ذوي الشجاعة الأدبية هذا الهذيان الديني، مُحذِّرين من خطورة التفرقة بين الناس على أساس الدين، إلا أن وسائل الإعلام الكبرى تتجاهل هذه الأصوات تحت تأثير المصالح الاقتصادية والسياسية للحزب الجمهوري، وحكومة جورج دابليو بوش.
غياب الحركة النسائية وحركات التحرير المتقدمة في أمريكا
تحت وطأة الضربات السياسية المتعاقبة خلال العقود الماضية، تبدَّدت قوى حركات التحرير في أمريكا، مثل غيرها من بلاد العالم. زادت شراسة المال والسلاح والإعلام والتديُّن الخادع. زادت الحروب العسكرية والاقتصادية والإعلامية والدينية والطائفية. لم نعُد نسمع صوت حركات المرأة التحررية التي ارتفعَت خلال الستينيات من القرن الماضي، داخل أمريكا وخارجها. حتى حركات التحرر اليسارية والتقدمية تَبعثرَت وخفَت صوتها، على رأسها حركة المنتدى الاجتماعي العالمي التي نَجحَت في تنظيم مؤتمراتها في بورتو أليجري ومومباي، وانتشر شعارها: عالمٌ جديد ممكن بل ضروري.
لم أشعر بوجود هذه الحركات خلال وجودي في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ بداية العام ٢٠٠٧م.
حين سمعتُ صوت سارة بالين يُدوِّي في أجهزة الإعلام الكبرى الأمريكية، بذلك الهوس الديني ضد حقوق الفقراء والنساء، تصورتُ أن الحركة النسائية ستصحو من نومها، سوف تشعُر بالخطر على منجزاتها؛ سوف تعيد تنظيم نفسها وتتأهب للمعركة والدفاع عن حقوقها، إلا أنني لم أسمع شيئًا حتى كتابة هذا المقال.
صوتُ سارة بالين لا يزال يُدوِّي عَبْر الأثير، تُغطِّي الحروب الدموية بكلامٍ من عند الله، تعلن أن عملية الإجهاض الطبية ضد إرادة الله، أن الله هو الذي يصنع الأجنة في أرحام النساء، مثلما صنع اليسوع في رحم السيدة مريم العذراء.
جارتي الفلاحة في كفر طحلة عام ١٩٣٧م
حين تتحدث سارة بالين عن الأمومة والحمل وإرادة الله، تُذكِّرني بجارتنا الفلاحة الأمية في قريتي كفر طحلة عام ١٩٣٧م، حين كنتُ طفلة في السادسة من عمري.
كان لجارتنا خمسةٌ من الأطفال مثل سارة بالين، أحدهم طفل معوَّق، متخلف عقليًّا، مثل طفل سارة بالين، كانت الجارة تؤمن مثل سارة أن إرادة الله تعلو على علم الأطباء وأدويتهم. وقد ماتت جارتنا وهي تلد طفلها السادس. إلا أن سارة بالين أشد خطورةً من جارتي الفلاحة في القرية؛ لأن سارة بالين إن أصبحت رئيسة أمريكا، أو نائبة الرئيس، فسوف يتضاعف أعداد القتلى في العالم؛ سوف يزيد عدد الشعوب المغتصبة المطرودة من أرضها، المسلوبة مواردها.
إن النساء من مثيلات سارة بالين أشد خطورة من زملائهن الرجال، أو رؤسائهن أو أزواجهن، أو الرجال الجلادين الطغاة. في أذني لا يزال صوتها يُدوِّي مرتعشًا بلذةٍ شبه أورجازمية وهي تتحدث عن الحرب في العراق، وزيادة التسليح والقمع. إنها تحلم بإراقة الدماء في العراق أكثر من إراقة البترول. إنها تفخر باحتضانها سلاحها العسكري في سريرها أثناء النوم. إنها تُطلِق الرصاص في أحلامها على البشر وحيوانات الغابة سواء بسواء.
أحد دروس ١١ سبتمبر ٢٠٠١م
لا شك أن سقوط بُرجَي التجارة في نيويورك يوم ١١ سبتمبر ٢٠٠١م، وموت الآلاف من الأبرياء، كان درسًا قاسيًا للشعب الأمريكي، لكن الاستفادة من الدرس تزداد بازدياد قسوته. وقد أدرك الناس هنا أن جميع الأديان، وليس الإسلام فقط، تلعب دورًا رئيسيًّا في إشعال الحروب العسكرية والطائفية، وتُقسِّم الناس إلى فِرقٍ متناحرة دموية، تُكفِّر بعضها بعضًا.
وأَدركَ الناس أيضًا أن خطر الإرهاب، حين يأتي من داخل أمريكا، أشد منه حين يأتي من الخارج. إلا أن هذا الإدراك سرعان ما تطمسه الدعاية السياسية الإعلامية القائمة على التخويف، من أجل السيطرة وتعمية العقول. لا يمر يوم دون أن تبُثَّ أجهزة الإعلام خُطب جورج بوش عن بث الخوف في قلوب الناس، الخوف من ضربةٍ إرهابية قادمة قريبًا جدًّا، قنبلةٍ إسلامية صنعَتْها التيارات الأصولية الإسلامية، مع أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. هكذا يضيع الدرس الثمين ويتخبط الناس؛ لا يعرفون الحقائق من الأوهام، ويصبح الدين أو الروح أو الله أو الكنيسة ملجأهم الوحيد للشعور بالأمن والسلام. وهناك أملٌ وحيد لإنقاذ هذا الشعب الأمريكي من وطأة الخوف.
أن تعود حركاتُ التحرير التقدُّمية إلى النشاط، ومنها الحركة النسائية، وحركات الشباب، والسود الأفارقة الأمريكيين، وأيضًا حركات التحرير في العالم، ومنها حركة المنتدى الاجتماعي العالمية. هذه الحركات يمكن، إن اتحدَت عالميًّا ومحليًّا في كل بلد، أن تقضي على هذه الردَّة الخطيرة داخل أمريكا وفي العالم كله. لابد من رفع شعار فصل الدين عن الدولة، ألَّا يكون الدين مصدرًا للقوانين أو الدستور أو مناهج التعليم أو لوائح العمل السياسي أو الاجتماعي أو غيرها. ألَّا يُقسَّم الناسُ على أساس الدين أو الجنس أو الجنسية أو الطبقة أو اللغة أو الثقافة أو الهوية، أو ما تُسمَّى الخصوصية الثقافية.
أصبحت كلمة الهوية سلاحًا يُقسِّم الناس مثل سلاح الدين والخصوصية الثقافية. إن الحرية، أو الديمقراطية الحقيقية، تتعارض مع تقسيم الناس حسب اختلافاتهم الدينية أو الثقافية أو الجنسية، أو غيرها. لكن كلمة الديمقراطية أصبحت سلاحًا لتبرير الحرب والاغتصاب، مثل كلمة الدين أو حقوق الإنسان أو حتى حقوق المرأة. تتحدث سارة بالين عن حقوق المرأة لكنَّ أفكارها كلَّها ضد حقوق المرأة. كيف يمكن لملايين المشاهدين للسي إن إن، وفوكس نيوز، أن يُفرِّقوا بين الحقيقة والوهم؟ هذا هو التحدي الأكبر في هذا القرن الواحد والعشرين وعصر ما بعد الحداثة.