التحنيط
تُعدُّ فكرة التحنيط من العلامات البارزة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، التي ارتبطَت بعقيدة الإحياء والبعث بعد الموت؛ إذ كان المصريون يُدرِكون تمامًا أن الموت ما هو إلا مرحلةٌ انتقالية يمر بها الإنسان من مرحلة الفناء في الدنيا إلى مرحلة الخلود في الآخرة؛ لذلك أبدَوا اهتمامًا كبيرًا بفكرة تحنيط أجسام أمواتهم وحيواناتهم؛ لصيانتها من التحلُّل والضياع والإبقاء على مظهرها وكأنها حية، حتى يَتسنَّى للروح التعرُّف على جسد المُتوفى بعد البعث، وكانوا يرسمون أكثرَ الأشياء المحبَّبة إليهم من المأكولات والمشروبات على المقابر التي أطلقوا عليها «منازل الأبدية»، وشاعت هذه العقيدة شيوعًا عظيمًا في القصص والأساطير الدينية التي جرى تداوُلها عبر الأجيال والعصور المُختلِفة، حتى أصبحت مُلاصقةً لوجدان الشعب المصري القديم. وبين دفَّتَي هذا الكتاب يَتناول «صابر جبرة» تأصُّلَ فكرةِ التحنيط في العقيدة المصرية القديمة، وكيف تَطوَّرت من عصرٍ لآخر، كما يُحدِّثنا عن أهم الطرق وأبرز المواد المستخدَمة فيه.