عصور ما قبل التاريخ
في تلك العصور السحيقة في القدم لم يحاول الإنسان الأول أن يحفظ الجسم صناعيًّا؛ إذ إن الطبيعة كانت تقوم بنفسها بحفظ الأجسام المطمورة في الرمال، فكانوا يدفنون جثث موتاهم ملفوفة في الكتان، أو الجلد، أو الحصير في مقابر بسيطة جدًّا عبارة عن حفر بيضاوية، أو مستديرة قريبة من سطح الأرض، وتلعب الطبيعة دورها بعد ذلك في المحافظة على هذه الأجسام، وتجفيفها بعوامل الحرارة الجوية، وجفاف الطقس، وبذلك تمنع تحلُّل الأنسجة البشرية … وهذه الظاهرة قد عرفها المصريون في عصور ما قبل التاريخ، وحاول الفراعنة في عصور الأسرات تقليدها كيماويًّا معمليًّا بعد أن تطورت المقبرة، وبعد أن دَعَتْ ظروف المدينة إلى ذلك.
وظلَّت هذه الطريقة شائعة بين المصريين حتى مطلع عصر الأسرات فيما قبل الأسرة الرابعة، فقد كانت بعضُ الجثث تشبه في كثيرٍ أو قليلٍ مومياتِ عصور ما قبل التاريخ مع محاولات علمية صناعية طفيفة سنذكرها بالتفصيل.