النصوص المصرية القديمة الخاصة بالتحنيط
رغم أعمال الحفائر الكثيرة، ورغم ما عثر عليه رجالها من آثار، ومخلفات، ونصوص مصرية قديمة، فإن النصوص الخاصة بالتحنيط ما زالت قليلة، لا تشبع رغبة الباحث في هذا الموضوع، وأهمها ما جاء في نصوص الأهرام، والتوابيت، وكتاب الموتى، وهذه كلها تحوي الكثير عن الطقوس الجنائزية، والغسل وحرق البخور … وسأذكر فيما يلي بالتفصيل بعض النصوص الأخرى الهامة:
(١) بردية بولاق رقم (٣) المحفوظة بالمتحف المصري،١ بردية اللوفر رقم ٥١٥٨٢
وكلاهما من عصر متأخر روماني، ومتشابهتان، ويُظَنُّ أنهما نسخة طبق الأصل، أو أن كاتبهما واحد، ومكتوبتان باللغة الهيراطيقية … ولكن لسوء الحظ أنهما غير كاملتين.
وهما عبارة عن كتابين لطقوس التحنيط، يحتوي كلٌّ منهما على بعض التعليمات العملية، وبعض الصلوات والتمائم، ويعتبران بين كتب الدين أكثر منه بين كتب التحنيط …
على أي حال ما بقي منهما يعطينا فكرة عن دهن وتحنيط الرأس، والظهر، واليدين والذراعين، والقدمين، وسنلخص هنا ما يهمنا عن عملية التحنيط فقط دون العقائد:
-
تعليمات للمُحَنِّط لدهن رأس الجثة ببخور اللبان. Frankincense.
-
تعليمات لدهن الجسم من الرأس إلى القدم بدهان خاص يُشبه المستعمل عند عملية «فتح الفم».
-
تعليمات لحفظ محتويات الجسم الداخلية في أَوانٍ جنائزيَّة أربع تُمثِّل أولاد حورس الأربعة.٣
-
تعليمات لدهن الظهر بدهان خاص اسمه «مرهت».
-
تعليمات لدهن الظهر أيضًا، وملء الجمجمة بالعقاقير.
-
تغطية الأظافر بالذهب، ولفُّ الأصابع بالكتان.
-
وصفٌ لاحتفالات أنوبيس إله الجبانة، وحارس بيت الدواء.
-
تعليمات لدهن الرأس ولَفِّها، مع مواصفات تفصيلية لشكل اللفائف المستعملة وأسمائها السحرية، ووصف كامل للفائف الأذن، والأنف، والفم، والذقن، والشدقين والرقبة.
-
تثبيت هذه اللفائف بلفائف أخرى عرض قيراطين مشبَّعَة «بزيت ثخين» وهذا هو بلا شك العجائن الراتنجية التي تراها على الموميات.
-
تعليمات أخرى لدهن الرأس باللبان، والدهن، ولفِّ بعض التوابل.
-
تعليمات لدهن ولفِّ الأيدي بدهانٍ خاصٍّ مكوَّنٍ من:
زهر العامو | ١ | Amu flowere |
راتنج فقط | ١ | Resin of Coptos |
نطرون | ١ | Natron |
(٢) بردية رند Rhind Papyri٤
تخرج سعيدًا من غرفة العمليات (التحنيط) ويعمل لك ٩ احتفالات خلال ٣٦ يومًا.
وكان الميت يقضي ٧٠ يومًا مقسمة على ١٧ عضوًا هي:
٧ | فتحات في الرأس. |
٤ | أولاد حورس (الأحشاء). |
٢ | القدمين. |
٢ | الذراعين. |
١ | الصدر. |
١ | الظهر. |
وتدلُّ البَرْدِيَّة — بعد ذلك — على أن الميت يخرج بعد ذلك من قاعة التحنيط بعد فتح البطن، وإخلاء الأحشاء والمخ، ويُعقد له ٩ احتفالات في ٣٦ يومًا، وبعدها يُوضَع الجسم في الجبانة، حيث يُعقد له ٩ احتفالات أخرى تنتهي في اليوم السبعين … وهنا تأمر إيزيس بالدفن.
-
ويغلى ١٠٦ وزنٍ من الدهن للتحنيط.
-
ويَدْهِن أحد الكهنة الجسم بالبلسم.
-
ويَلفُّ كاهنٌ آخرُ الأربطة حول الجسم.
-
ويملأ المُحنِّط الجمجمة بالعقاقير، ويلفُّها بالكتان.
(٣) لوحة دهوت The Stela of Dhout
-
أن الدفن الطيب يحدث في سلام.
-
والسبعين يومًا تنقضي في تحنيطك.
وقد وجدت هذه اللوحة في إحدى مقابر طيبة رقم ١١٠، ويرجع تاريخها إلى عصر الملكة حتشبسوت، كما وُجدت نفس النصوص في مقبرة أنتف بطيبة رقم ١٦٤ من عصر تحوتمس الثالث.
(٤) لوحة المتحف البريطاني رقم ٣٧٨٦
وقد كتب عنها شارب وبدج:
وهي لأحد كهنة عصر البطالسة يقول فيها: إن التحنيط الجيد لا يتم إلا بعد سبعين يومًا.
(٥) Story of Satue Kamues٧
كتب عنها جريفث في قصص كبار كهنة منف، وهي قصة ديموطيقية ذكر فيها أن مدة التحنيط ٧٠ يومًا.
وأن فرعون يسمح له بدخول المنزل الجميل الطيب في ٦٠ يومًا، واللف في ٣٥ يومًا.
وإتمام المومياء في ٧٠ يومًا بعدها ينام في الراحة الأبدية.
(٦) مخطوط أنمحر Inscription of Anemher
-
أن التحنيط يتم في ٥٢ يومًا.
-
وأن اللف يتم حتى اليوم ٦٧.
-
وأن الوضع في التابوت والطقوس الخاصة بين ٦٨–٧٠.
-
وأن الدفن في اليوم ٧١.
(٧) Bologna Stela No: 1042٨
وفيها ينصُّ على أن أحدَ الأفراد قد دُفن بعد تحنيط ٨٠ يومًا، وقد دفنه ابنه الأكبر كاهن هراب.
(والثمانون يومًا هنا فترة شاذة، لم يأتِ ذكرُها في غير هذه البردية).
(٨) شقافة فلورنسا Florence Ostracon 20616٩
وفيها تقول: إن الملك قد وَهبَه الأواني الأربع الجنائزية والتابوت، وفيها بعض الإشارة إلى المواد المستعملة في التحنيط.
(٩) بردية ليدن رقم ٣٤٤ Papyrus Leiden 344١٠
أهم ما جاء فيها الإشارة إلى زيت السيدار (السرو)، وأهميته في عملية التحنيط، وأنه كان يُستعمل في تحنيط الأشراف.
(١٠) مقابر سانفر، وآمون أم هب في طيبة
أهم ما جاء فيها استعمال الدهن في التحنيط.
(١١) بردية المتحف البريطاني رقم ١٠٠٧٧
ويرجع تاريخها إلى العام ١٦ من حكم بطليموس فيلادلفوس، ومكتوبة بالديموطيقي وهي عبارة عن تعهُّد رسمي بين أحد كهنة التحنيط وبين أحد الأشخاص؛ لتحنيط ابنه.
وقد جاء فيها: تَعهُّد من الزبون أن يُحضِر للمحنِّط النطرونَ والأربطة وكلَّ ما يحتاجه.
وتعهد المحنِّط أن يُتِمَّ العملية حسب المواصفات وأصول الصنعة في ٧٢ يومًا.
وقد جاء في آخرها شرط جزائي.
(١٢) بردية يونانية يرجعُ تاريخُها إلى القرن الثاني أو الثالث الميلادي
جاء فيها أن من بين مستلزمات التحنيط:
آنية فخار – دهان أحمر – شمع – مر – دهن – ملابس كتان – قناع – زيت السيدار – عقار للكتان – زيت طيب – شريط لمبة – نبيذ – شعير – خميرة – كلب – أردبا خبز – مخروط صنوبر.
وأجرى عملية حسابية لجميع هذه التكاليف بما يوازي ٤٤٠ درهمًا.
(١٣) بردية أمهرست١١
ويرجع تاريخها إلى نهاية القرن الأول الميلادي، طبعها جريفنل وهنت، وجاء فيها استعمال زيت السيدار وزيت الزيتون والكتان.
L. Mospero. Momoire Sur quelque Popyrus du Lauvre Paris 1878, pp. 14–104 and 2 plates.
- الأولى: لها رأس إنسان، يرمز بها إلى الإله أمست رمز الجنوب، وكانت تَحفظ فيها المعدةَ والأمعاء الغليظة.
- والثانية: لها رأس كلب رمز حابي إله الشمال، وتَحفظ بها الأمعاء الدقيقة.
- والثالثة: لها رأس ابن آوى، وتحفظ بها الرئتين والقلب.
- والرابعة: رأس حور الصقر، وتَحفظ بها الكبد والمرارة.
وكانت تُصنَع من مختلف المواد كالفخار والقيشاني.
b Netherchift: Facsimiles of two papyri Found in a tomb of thebes 1863.
c Brugsch: H. H. Rhind’s Zwei Bilingue Papyri, Leipzig 1865.
d Dr. Möller: Die Beiden Toten papyri Rhind Leipzig 1913.
b Budge: Guide to Egyptian galleries (Sculpture) Brit. Mus, P. 266 (1909).