نحو فهم للعولمة الثقافية
«عمليات العولمة لا تعرف الثقافة في المرحلة المعاصرة، وإنما هي التي تشكِّلها بالأساس، بعبارة أخرى، الثقافات سواء كانت قومية، أو دينية، أو محلية … أو غير ذلك، لها تاريخ، ويَتم سَبكُها في مُجمَل المساعي الإنسانية كما يثريها انهماكنا في عمليات العولمة وتأثُّرنا بالتدفقات الثقافية.»
ليست العولمة الثقافية ظاهرة تختصُّ بها مجتمعاتنا المعاصرة؛ فقد كان لكل مرحلة تاريخية عولمتُها الثقافية، غير أن تأثير العولمة المعاصرة في الممارَسات الثقافية صار أكثر شمولًا وعمقًا مُقارَنة بأي وقت مضى. يستعرض هذا الكتاب تاريخَ العولمة الثقافية وآثارها على الوعي والسياسة والتواصل الاجتماعي، منطلقًا من فحص دقيق لأشكال التدفقات الثقافية عبْرَ الدول، والتنازع الدائم بين الكوني والمحلي، وأنماط التهجين الثقافي، ويناقش التأثيرات العَولميَّة على الهُوِيات القومية والوطنية، وإمكانية نشوء ثقافة كونية جامعة. كما يَتطرَّق الكتاب إلى دور وسائل الاتصال الحديثة وتكنولوجيا المعلومات في صياغة حياة الأفراد في المجتمعات المعاصرة، متوسلًا في هذا كله بمنهجٍ مُتعدِّد التخصصات يستخدم أدوات من حقول معرفية مختلفة؛ مثل الدراسات الثقافية، وعلم الاجتماع، والنظرية الاجتماعية.