قلب كلب
«ما من داعٍ أبدًا لتعلُّم القراءة ما دامت رائحة اللحم تصل إلى مسافة كيلومتر. لا سيَّما وأنك إذا كنت تقطن في موسكو، وفي رأسك أدنى قدْرٍ من المخ، فلا بد أن تتعلَّم القراءة شئت أم أبيت، بل ومن غير أية دورات. فليس بين ستين ألفًا من كلاب موسكو مَن لا يستطيع تجميع حروف كلمة سُجق إلا إذا كان كامل العته تمامًا.»
أُجرِيت عملية طبية لكلب لتُنقل إلى دماغه الغدة النخامية لإنسان قُتل حديثًا، ليصبح الكلب على إثرها إنسانًا ذا خِلقة دميمة، ولكنَّ الطبيب «بريوبراجينسكي» ومساعِده «بورمنتال» اللذين أجريا العملية يَعجزان عن أنسنة هذا الكلب وتنشئته على الثقافة والمعرفة. وفي أثناء ذلك يبدأ «شفوندر» — وهو أحدُ المدافعين عن المصالح الثورية وممثِّل لمبدأ الاشتراكية — ترويضَ الكلب البشري لصالحه، ويمنحه اسمًا جديدًا هو «بوليغرافيتش»؛ فتُستخرَج له بطاقة شخصية ويصبح واحدًا من العناصر العمالية، بل يشرع أيضًا في كتابة التقارير ضدَّ الطبيب ومساعِده. نُسِجت هذه القصة بحبكةٍ فريدة بهدف إسقاطها على الطبقة الاجتماعية الجديدة التي ترعرعت في ظل الشوفينية السوفييتية وحجبت دور الثقافة والعلم، حتى صارت السُّلطة بيدِ الغوغاء والجهلاء.